في الألفية الجديدة تعمقنا أكثر بعصر السرعة حيث لا مجال للوقوف أو التراجع حتى لا تصبح ضحية ...!!
فكل من حولك مستمرون بالتقدم و إن لم تتقدم معهم أو على الأقل مسايرتهم فستبقى مع مرور الزمن حملاً وديع ...
الشواهد هنا كثيرة ..! و منها على سبيل المثال :
إيران - كوريا الشمالية : قاموا بإنشاء محطات نووية لتخصيب اليورانيوم على أرضها غير مبالية بالرأي العالمي حيال ذلك ..!! و مع ذلك أسميه تقدم إيراني كوري ....
إسرائيل : تستمر ببناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية و في غزة و القدس دون تحرك عربي حازم ... و مع ذلك أسميه تقدم إسرائيلي و سكون عربي ..
الصين : تنتج صناعات جديدة مزامنة بإبتكارات حديثة حتى أصبحت تضاهي اليابان بالتقدم التكنولوجي بل أعتقد بالقريب العاجل ستتخطاها تقنياً ..
كوريا الشمالية - أوزباكستان : تقدمت كروياً على الصعيد الآسيوي لدرجة أن الكوريين أصبح بمقدورهم التأهل لكأس العالم على حساب المنتخب السعودي - الكبير سابقاً و المتواضع حالياً - .. و مع ذلك أسميه تقدم كوري و سكونٌ سعودي ..
و الشواهد غير ذلك كثيرة لكنني إختصرتها حتى لا يصبح المقال كله أمثلة ...!!!
الجميل في الأمر بأن الشواهد المذكورة أعلاه تنوعت ما بين سياسية - علمية - رياضية .........
و الآن لنقيس مدى تقدم ما ذكرت مقارنةً بوطننا الحبيب ...
طارحاً من خلال ذلك سؤالٌ جوهري :
هل تقدمنا على جميع الأصعدة مجاراة بمن تقدم من حولنا ؟؟؟ أم لا نزال ساكنون بلا تقدم ؟؟
السؤال واحد ... و الإجابات بطبيعة الحال ستتعدد ما بين قلم متفائل و آخر متشائم ...!!
و ما بين هذاك و ذاك سأفند الآراء الخاصة بكم آملاً بتغير قناعتي الشخصية المتشائمة بهذا الصدد !! ...
حيث أن قناعتي تشير إلى أن ( من حولنا يتقدم و نحن لا نزال نترنح بخطوانتا !! ) فما سر هذا الترنح ؟؟
بنظري أرى بأن السبب الرئيسي يكمن ( بإنتاجية الفرد السعودي بمجال عمله ، و مدى كفائتها ؟ )
حيث أرى بأن الفرد السعودي لا يخلص بالعمل و بسببه لا ينتج ..!! إلا من رحم الله .. و إن عمل فلا يتقيد بالتوقيت الرسمي للدوام ... و إنما يحضر بعد بداية الدوام بساعة و يخرج قبل النهاية بساعة أيضاً ..!!
أحبتي ، لماذا لا نخلص ؟!!
أين الشعور تجاه الوطن ؟
أين الإحساس بالمسؤولية ؟
هل تلاشت تلك الأطباع ؟؟؟
أحبتي إن كانت الأعداد تبدأ من الصفر ، فمن المؤكد أيضاً بأن التقدم يبدأ من العمل ، و العمل لا يكتمل إلا بالإخلاص ...
بالصناعة : تقدمنا و لكن بأيادي أجنبية عاملة ..!!
بالإقتصاد : ليس لنا دخل سوى النفط ..!!
بالرياضة : بقينا بأماكننا و العالم من حولنا يتقدم ..!!
بالله عليكم ، من هو المسؤول عن عوامل التخلف تلك ؟؟ أليس المتسبب هو الفرد السعودي بداية من عدم إخلاصه للعمل المكلف به ؟
و للإستيعاب أكثر لهذا الموضوع إليكم البرنامج التالي و الموضح ( لإنتاجية الفرد السعودي خلال يوم واحد بمجال عمله ..!! ) لتقيسوا بناءاً عليه مدى إخلاصنا من عدمه ..!!
بدايةً نوضح لكم توقيت الدوام الرسمي بالمملكة حيث يبدأ من الساعة 8 ص إلى الساعة 2:30م ،،،، :
لتنظروا ماذا نعمل خلال هذه الفترة ....!! و صدقوني فلن أكتب إلا ما شاهدته بعيني بأكثر من قطاع و وزارة ...!!
9 ص / بداية الحضور ..!!
9 - 9:30 ص / وقت إفطار الموظف ..!!
9:30 - 12 / بداية الدخول لأجواء العمل و إنجاز ما يمكن إنجازه - مكالمات جوال - أحاديث و مهاترات بين الزملاء ( و سوالف عن النصر و الهلال !! ) .. إلخ
12م - 1م / البعض يخرج من الدوام متجهاً للمدارس من أجل إيصال أبناءه إلى البيت ( طبعاً البعض يعود لإكمال الدوام و الأغلبية الآخرى لا تعود !! ) - البعض الآخر يغلق المكاتب بغية التجهيز للصلاة ..!! << عسى دوم التبكير للصلاة !!
1م -2:30م / بعض الموظفين حينها لا يستقبل أي معاملة و إن أتاه المواطن يسأل عن بعض المعاملات يجيبه الموظف قائلاً : ( تجيني بنهاية الدوام تسألني عن معاملة ، تعال بكره ..!! ) << لا تكفيه ساعة و نصف لإنجاز معاملة واحدة ، عجباً ..!!
إنتهاء الدوام ..
و الآن و بعد إطلاعكم لبرنامج الفرد السعودي العامل ..!! إليكم هذا السؤال الجوهري ..؟؟
س / هل نحن منتجون حتى نتقدم ..؟؟!!
بإنتظار أقلامكم ....
همسة أخيرة :
إحقاقاً للحق يوجد موظفين مخلصين و مجتهدين بأعمالهم و حريصون كل الحرص على تقدم بلادهم لذلك يستحقون كل الشكر و الثناء و عسى الله أن يسدد خطاهم و يكتب أجرهم ..
بقلمي المتواضع .. الـكـــاســـــر mnsht@live.com
التعليقات (0)