إمتداد نهج بني أُمية وإنبعاثه في الفكر الطائفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتــاحـت السلطة لأصحابها شتى المغانم والامتيازات وإكتناز الثروات والجاه العريض والاضواء الاعلامية وتسليط الانصار على رقاب الناس ومنحهم الحقائب الوزارية والمناصب إضافة الى ذلك قدرتهم على الإنتقام من خصومهم الى اخر مايقدمه المنصب من أمنيات عشاق السلطة وممن يسيل منهم اللعاب وصولاً اليه بأي ثمن!!
كما كتبنا سابقنا حول قول احد الشعراء حين وصف حاكا ظالماً يتبرقع بالدين ويتمشدق بالالتزام والعبادة ويتظاهر بالتقوى والورع ولكنه ظالم سفاح لايبالي بإراقــة الدمــاء وإزهاق الآرواح
قد بـــُلينا بـــأمير ظلم الناس وسبّح
فهو كالجزار فينا يذكر الله ويــذبح
هكذا هم حكام بنو أُمية حين كان يعترضهم أحد أو يخالفهم الرأي والفكر يحيكون له التهم الكيدية بغطاء شرعي مقنن وبممارسات سلطوية هو ذا كان تأريخهم الأجرامي يذبح كل من يعاندهم ويتهمونه بالكفر والزندقة كما اليوم نهج بني أمية الذي بقي ملاصقاً لنا لا ينتزع منا وما دراسة بحث السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد الى صدى متواصل لمنهج بني أمية أراد الصرخي الحسني ان يكشف النقاب عن كل ما مدفون وملوث وهذه الدراسة ـ في الواقع إلا صدى لما كان قديما وما ارتبط بنا اليوم فهو نتيجة من نتائجه لا سبب من أسباب حدوثه. ولعلها ـ إذا ما قرأت بعين الانصاف والتدبير ـ تخفف من حدة ذلك التوتر بين المسلمين في موقفهم من الأمويين على الاقل.
على أن الامر ، مع هذا « أعمق من ذلك كله بكثير فالأمويون ملتصقون بحياتنا العامة أشد الالتصاق : تؤثر سيرتهم فينا بصورة مباشرة أحيانا وغير مباشرة أحيانا اخرى.لربما يتسائل شخص ما لنا وللأمويين؟ اليس مرت كذا قرون عليهم أليست هناك مواضيع أخرى ـ ألصق منهم بحياتنا الحاضرة ـ تستلزم البحث والاستقصاء؟ اليس البحث بهذا الامر ينم عن رجعية في التفكير ؟ الحقيقة انه مثل هكذا تساؤل ينم اما عن رجعية او تعصب او حقد كل حسب توجهه والى اي جهة ينتمي ..بقي شيء لم يدركه الغالبية وهو ان النهج الاموي يدرّس في مدارسنا وأخذ النشىء يأخذ منه كل شيء من تراث بنو أمية وهذا لابد من الالتفات اليه لهذا الامر وغيره ممن ينتهج منهج التكفير والظلم والتشويه للتاريخ الاسلامي وانحراف الدين وسلوكياته جراء افعال بني امية سعى المرجع الصرخي ليحدث طفرة نوعية في بحوثه لتلامس الواقع وتحاكي ماكان ماضيا وحاضرا وربطه مع بعض واصفا ذلك بقوله (أئمة الأمويين يقتلون العلماء ويقرّبون المنجمين)
( أئمة الأمويين وحكّامُهم يستلذون بِذَبح أصحاب الفكر العلماء كالمعتزلة لمجرد رأي وتأويل آية قرآنية أو قول ورأي في كون القرآن مخلوق أو غير مخلوق، بينما يجالسون ويستعينون بالسحرة والمنجّمين !! وما أدري إذن مِن أين أتى شيعةُ بني اُمَيّة هذا الزمان بالذبح لمن يدّعون أنه منجم أو ساحر حتى لو كان عمله مجرد بَيْعِ الحجر الكريم أو المسابح فضلًا عن غيرها ؟!)
كان هذا ضمن مقتبس من المحاضرة الحادية عشرة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي
7 ذي الحجة 1437هـ - 9-9-2016
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)