إستجــواب وزير الدفاع ..غيض من فيض ========================= كم هي عجيبة مقدرة نفوسهم على إيهامها بمشروعية ما تفعل ، بتأويل أو تبرير، ولو كانت نفوسهم ذاتها لا ترى شرعية الفعل ذاته الذي بررته لنفسها!! هكذا هم رواد السياسة وحلفائها يوهمون الناس بصدق افعالهم ونواياها !! في جلسة استجواب وزير الدفاع التي أريد لها أن تكون إدانة لوزير فاسد عبث بالمال العام أمام أنظار الجميع , تحوّلت من مجرد إدانة لوزير فاسد إلى إدانة للنظام السياسي القائم برّمته , وهذا مما يؤكد صحة استنتاجات المرجع الصرخي السابقة بأن النظام السياسي القائم هو سبب كلّ هذا الفساد الذي استشرى في جسد مؤسسات الدولة واصفا ذلك بقوله (ان المكر السياسي في العراق فاق كل مكر في العالم ووصل الى مرحلة (الخسه والنذاله) تستحي مما يفعله اهل السياسة في العراق .)
وصول البلد الى هذه المرحلة الصعبة وكثرة الازمات وتزايد السرقات والنهب والقتل والتهجير والفساد والمساومات بين اهل السياسة والانبطاح للدول الشرقية والغربية هذا لا يمكن الا بمكر سياسي يفوق كل مكر نحن نعلم ان السياسة هي ذكاء ولكن عندما تكون مكر هنا سيكون الوضع معاناة مستقبلية . لابد ان ينكشف المكر والخداع في يوم ما فحبل الخداع والكذب قصير كذالك اليوم نشاهد انكشاف المكر بصورة واضحة كوضوح الشمس ويتحقق قول المرجع السيد الصرخي بخصوص المكر السياسي .. سيناريو تشتيت الأنظار عن فساد الوزير وتوجيه الرأي العام باتجاه آخر بعيدا عن جوهر الاستجواب , قد يكون هذا الامر تمّ الاتفاق عليه بين الوزير العبيدي ورئيس الوزراء , انطلاقا من قاعدة ( علي وعلى أعدائي ) , ويبدو أن الوزير الساذج قد وقع في هذا الفخ الذي نصبه له رئيس الوزراء , من دون التفكير أن الاتهامات تحتاج إلى أدلّة وقرائن وبراهين , والقضاء سيدفع به للسجن ما لم يقدّم هذه الأدلة والقرائن والبراهين ...وهذا الامر قد اوقع الجميع تحت مقصلة الشبهات وهو بحد ذاته يبين تساقط الاغلبية في دائرة الاتهام ولابد من استجوابهم ومحاسبتهم وفق ضوابط قانونية صارمة حتى يكونوا عبرة لغيرهم ..ولعل أخذ المال ظلماً دون وجه حق وإساءة استخدام السلطة من قبل النخب الحاكمة بالرشوة والمحسوبية والاختلاس واستغلال النفوذ وإدارة موارد الدولة بما يخدم مصالحهم وبطانتهم ويشارك تلك النخب بعض من الدرجات الخاصة التي هي صنيعه الفساد العام في استغلالها لموقعها الإداري من حيث قضاء حوائج الناس بالرشاوى واستباحة أوقات العمل بما يخدم أطماعه كل هذا وغيره جعلت من الوطن والمواطن العوبة بيد النخب الفاسدة
ماجرى في جلسة الاستجواب تكشف الحاجة الماسة لمعالجة الفساد بشكل حقيقي وهذا لا يتمّ من خلال تقديم كبش للفداء , بل من خلال إعادة بناء العملية السياسية الفاسدة من جديد بل لابد من اصلاح شامل للعملية السياسية بعيدا عن ترقيعات الفاسدين من برلمانيين وغيرهم ..هذا الامر اكده المرجع الصرخي في محاضراته وبياناته والتفاتاته التي غطت الافاق بنصحه وتحذيره من سياسيي المكر والخداع ووصفه الفساد بانه الارهاب الاول بقوله (الارهاب الاهول والاكبر المتجسد "بالفساد "اغرق كل نواحي ومناحي الحياة في العراق ) .. http://f.top4top.net/p_214cv6x1.jpg
التعليقات (0)