مواضيع اليوم

أين الخطأ؟

أحمد الشامي

2013-06-20 22:26:29

0

يتحدث البعض عن "غلطة" حزب الله و"الخطأ" التاريخي الذي وقع فيه الحزب، تماماً كما يكثر الحديث عن رعونة وأخطاء الرئيس الوريث وعدم كفاءته، فهل أخطأ هؤلاء فعلاً؟ وهل كان في مقدور عصابة اﻷسد وزعران "نصر الله" أن يفعلوا غير مافعلوه؟
تصور أن مايحصل في سوريا هو نتيجة "أخطاء" قام بها أفراد يدل على قصر نظر فاضح وجهل بأبسط مبادئ السياسة والاجتماع. حين تصدر هذه التصريحات من قبل مثقفين ومفكرين فعلينا أن نشكك في كفاءة هؤلاء ودقة معلوماتهم وتبحرهم في الموضوع.
حين يكون التوصيف اﻷمثل لنظام اﻷسد هو أنه "عصابة" من اللصوص تستند ٳلى عصبية طائفية، تحتل البلد و"تديره" لصالح من يدفع أكثر من السادة الخارجيين، يكون من العبث انتظار أن تقوم هذه العصابة بٳصلاح ديمقراطي ينهي تسلطها، أو أن تقوم بتطوير البلد مما يؤدي لقطع دابر عملية النهب المنظم التي تديرها العصابة وزبانيتها. من يتصور أن مافيا اﻷسد قادرة على القيام بحد أدنى من اﻹصلاحات وعلى ملاقاة الشعب السوري في منتصف الطريق أو حتى في ربعه لايدرك الطبيعة الحقيقية لهذا النظام. كذلك من يعتقد أن عصابة اﻷسد ستقبل يوماً بحل سياسي هو "مثقف" واهم ومنقطع عن الواقع.
حتى هذه اللحظة، لم ينكشف الوجه الحقيقي لهذه العصابة بكامل بشاعته. فقط حين يدرك النظام أنه أصبح ساقطاً عملياً فسيكتشف العالم والمغرر بهم من السوريين، وحتى حلفاء اﻷسد، أي درجة من الدناءة والقذارة والنازية هي تلك التي يتمتع بها نظام االعصابة في دمشق...اﻷسد سوف يحرق اﻷخضر واليابس في سوريا وماحولها حين تدور عليه الدوائر ولن يتوانى للحظة عن استعمال السلاح الكيماوي، وحتى النووي القذر حين تحل نهايته. اﻷسد لن يوفر أحداً. علينا أن نكون واثقين من أن اﻷسوأ لازال أمامنا وأن شلال الدم السوري لم يزل في بدايته رغم كل ماشهدناه.
عصابة اﻷسد تصرفت وستتصرف في كل مواجهة مع شعبها بنفس الطريقة "كعصابة"...لاخطاب يجدي مع اﻷسد سوى خطاب القوة المتفوقة والساحقة، حينها فقط يستمع اﻷسد و"ينخ...". هذا هو أسلوب ٳسرائيل في التعامل مع أجيرها اﻷسدي "الذي لايفهم ٳلا بالعصا" وهو مايجب أن ندركه مرة وٳلى اﻷبد.
حزب "نصر الله" يختلف عن عصابة اﻷسد في كونه أحد اﻷذرع الضاربة للولي الفقيه. الحزب هو ميليشيا تقوم باﻷعمال القذرة التي لايريد الحرس الثوري التورط بها مباشرة. هكذا كانت الحال مع المارينز والفرنسيين في لبنان 1982، كذلك في المواجهة مع ٳسرائيل في لبنان واﻷمريكان في العراق. الحزب "المقاوم" ينفذ أوامر سادته في سوريا اليوم وهو ماسيفعله في كل مكان تريد ٳيران نشر الفوضى فيه دون تحمل المسؤولية المباشرة عن أفعالها. "نصر الله" ليس أكثر من مخلب قط و"جندي متواضع" في خدمة "الولي الفقيه" أيا يكن الثمن الذي يدفعه لبنان والشيعة لقاء ذلك. من يريد مخاطبة حزب "نصر الله" فعليه ألا يضيع وقته في الضاحية الجنوبية وليتوجه مباشرة ٳلى "المعلم" في طهران.
حزب "نصر الله" مثل عصابة اﻷسد لم يغلط ولم يتغير، نحن الذين تعامينا عن حقيقة هؤلاء منذ البداية، الخطأ هو في صمتنا وفي أملنا الساذج في أن يصبح الذئب حملاً وفي أن يتوب القاتل من تلقاء نفسه.
أحمد الشامي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات