أعمال السلب والنهب تتكرر عبر التاريخ بسبب فساد الحاكم الجائر
بقلم أكرم ناجي الأسدي
...........................................
لاشك ان كل مجتمع له مقوماته وله ما يخصه من أمور معيشية تتعلق به من مأكل ومشرب وله الحق في أخذها من منابعها الرئيسية أو فروعها كما هو الحال من أخذ التسوق وغيره من الباعة المتجولين أو الثابتين في محالهم الخاصة بهم حين يعرضون سلعهم كانت غذائية أم كمالية أو غيرها ، لذا فالمجتمع متى ما طرحت له مقومات عيشه بشكل منسق ومبسط من قبل أصحاب القرار السياسي كان او الإداري في البلد ، فإنه سيأخذ إكتفائه الذاتي بشكل مؤمَّن ومريح ، وهذا هو حال المجتمعات العربية آنذاك في فترات سيطرة الأيوبين في المنطقة العربية وخاصة في مصر في ديمياط وسيناء وأطراف فلسطين الحدودية لها وكذا الحال بالقرب من بيت المقدس وضواحيها ، فالكل لاحول لهم ولا قوة إلا بالعيش الكفاف بسبب انشغال الأيوبين في سلطانهم ونزاعاتهم على الملك العقيم !! فقد دخل الفرنج الى ارض ديمياط دون أية مقاومة تذكر في كتب مؤرخي التيمية كأبن الاثير حيث اوضح وكما في اليوتيوب التالي كيف ان الفرنج دخلوا للاراضي العربية دون مشقة أو تعب بل أحتلوها بكل بساطة تذكر وكذلك الحال كان كبداية لحصول الفوضى بين الشعوب وان الامر اصبح ارضا خصبة للإنفلات الامني والإخلاقي للمجتمع المغلوب على امره ، ليسد فاقته وقهره وشدة عيشه من خلال قطعه للطرق وحدوث أعمال النهب والسلب !!وكأن هذا الأمر يذكرنا بالإنفلات الامني الذي حصل عند دخول العدوان الثلاثيني بطائراته وعدته وعدده للعراق الجريح وكيف حدثت احداث السلب والنهب في المدن الفقيرة والتي لاتملك حينها حتى ابسط حقوق العيش الرغيد ، وكان التاريخ يعيد نفسه !!، لأن من تسلط على أموال الشعب جعلها أداة لتنفيذ المشاريع التسلطية له ولمن يلتف حوله !! وبقى الشعب مغلوبًا على امره حتى سنحت له الفرصة في غياب الأمن والإستقرار الأداري والسياسي والذي جعله ينهب ويسلب بل وحتى يحرق أبنية يظن أنها ملك صرف للحاكم الجائر الذي جعل المواطن وسيلة لتقوية سلطته ولم يجعله الغاية المنشودة من قبله في خدمة المال العام !!..وهكذا نجد من جديد كيف اتضح لنا وحين سماعنا لمقتطفات لأحدى محاضرات السيد الصرخي الحسني ، نجد الدقة في معرفة خفايا التاريخ التي دفنها كتّاب التيمية كإبن الأثير وأشباهه من اجل تحسين صورة الحاكم او رئيس الجمهورية او غيره من عناوين ، والغفلة عن ما يحتاجه الشعب من مطالب وحقوق تسد رمق عيشه ، وإليك اخي القارئ الكريم مقطع فيديوي لإحدى محاضرات هذا المحقق الاسلامي الكبير :-
https://www.youtube.com/watch?v=0SzAiD6C2VQ
فمتى يكون السلطان او الحاكم او الوزير أو رئيس الوزراء الراعي الحقيقي للرعية الفقيرة ويقيهم شر الحرمان والفاقة والذي يجعلهم كقنبلة موقوتة تنفجر متى ما أصبح الأمر خارجا عن إرادة الجهاز الامني في البلاد والذي في مقدمة واجباته حفظ الامن والامان للشعب والسهر على راحته والحد من مظاهر الظلم ومعالجتها ضمن إطار القانون الوضعي في البلد.
واليك ايها القارئ الكريم رابط المحاضرة بكاملها والتي أُقتص منها المقطع الفيديوي الخاص بموضوع المقال:-
https://www.youtube.com/watch?v=ZRCh3LW0o3Q
التعليقات (0)