لعله أبٌ عادي, لكني لم أعرف أحداً آخرَ يأخذُ الحياة على محمل الفرح مثله,ولم أعرف أحداً لا يلتوي حزنا على الدنيا سواه,ربما يكون عادياً,لكنه يبالغ في الدماثةِويرحب بك حتى تكادَ تلتفت حولك وتتحسس رأسكَ لتتأكد أن هذا الرجل لا يراك ملكاًعلى رأسهِ تاجْ.أبي الذي يمد يداً بيضاءَفترتد له مدميةولا يتألم. يتسامح مع طاعنيه بطريقة عجيبة -- فشلتُ شخصياً في تعلمِ هذا منه -.أبي الذي يعالج السرطان بالسخريةِ ويحاول تأديبهُ كأنهُ طالبٌ عنده .
وأبي له طريقة في الكلام وله قراءة تخصه وله أطوار وله نزق وله ذوق وهوايات وحكايات ومسبحة وظلٌ أخضر..ونظارات لا تستند الى فحص طبي وأوراق كثيرة مرتبة وفواتير منذ عشرين عاماً!وله أراءٌ في الجمال ويقرأ الوجوهَ وتلفت انتباهه أشياء لا تخطرفي البال.لعله عاديٌ لكني أسمع اسمه فأعود طفلاً في العاشرة ويسبح في فمي حرف الباء في "يآبا",عاديٌ فلماذا أجد اسمه في هويتي وشهادتي وبطاقة البنك ودفتر العائلة!!! .
التعليقات (0)