أئمة الضلالة في أيدي إبليس كالكرة في أيدي الصبيان
============================
لــمِن البلايا وأعظم الرزايا أن تصاب الأمة الإسلامية في قلبها وصمام أمانها وذلك بموت علمائها الأخيار أو تكميم أفواه المخلصين الأبرار، وابتلاء الأمة بمن لا تبرأ بهم الذمة الذين يقولون مالا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، ويتنصلون من قول الحق، ويفتون بغير علم، ويسكتون على الباطل فيكونوا العوبة بأيدي الهوى والشيطان إلا ما رحم ربي ولعل الأحاديث والروايات الواردة عن ذلك تبين أن الأمة ستبتلى بحكام فاسدين يحكمون بالجور والطغيان ، وعلماء سوء يبررون لهم أعمالهم فيكونوا السبب في معاناة الامة الاسلامية والحائط المائل الذي يشذ عن قوام الاسلام ؛ ولايخلو عالمنا من الناس الذي حصّل العلم النافع ودعا النّاس إليه وصبر على الأذى فيه ولكنّه خالط الأمراء وسلاطين الجورفأصبح من العلماء الفجرة، لعدم صبره على مغريات السّلطان فشراه هذا الأخير فقبل أن يبيع نفسه للحاكم بثمن بخس (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث) وقد لبس إبليس على قوم من العلماء فزيّن لهم خبث أعمالهم فهلكوا وأهلكوا
ولعل ما أشار اليه الحقق الصرخي في المحاضرة (27) من بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي دليل واشارة دامغة لما آل ويؤول اليه جملة من علماء السوء فكانوا العوبة بيد الشيطان وسبب لفساد الأمم وانحلال اخلاقها وتقدمها حيث ذكر قائلاً:(الرواية الثلاثون بعد المائة في صفوة الصفوة وتلبيس إبليس لابن الجوزي ، عن وهيب أو وهب بن الورد قال : "بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَكَ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ أَنْتَ لا تَنْصَحُنِي ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ : هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ ، ... وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ (الثاني) فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ ...وهنا الصرخي يعلق على هذا القول قائلاً : "وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ": " مَن هذا الصنف الثاني ؟ أئمة الضلالة ... الذين يؤسسون للطائفية الذين يدعون الناس للتقاتل فيما بينهم... هذا هو الصنف الثاني ، هؤلاء عبارة عن كرة في يدي إبليس وفي أيدي شياطين إبليس كما هي الكرة في أيدي الصبيان ، كما الصبيان يلعبون بالكرة فإبليس يلعب بأئمة الضلالة، ... أو غيرهم من الفاسدين المفسدين المنحرفين الضالين")
https://www.gulf-up.com/12-2017/1513980907631.png
نعم فالأمر أعظم من التحدث فيه في هذه العجالة ، فعلى اللبيب العاقل أن ينتبه لهذا البلاء الذي يتهدد الأمة بالضياع وذلك باتخاذ الناس رؤساء جهالاً وعلماء يفتون بغير علم ، فإلى الله نشكو غربة الدين وقلة العلماء العاملين والرجال المخلصين.
ـــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)