نهج النبوة الرسالي بمفاهيمه وقيمه العليا وتطبيقاته على أرض الواقع مَثلَ نبراساً وسراجا منيراً وملهماً للمسلمين الأوائل حينما حول الفرد المسلم الى كتلة من التوهج والعطاء والتضحية والإيثار بكل ما يملك والتجرد من كل الملذات الدنيوية والمناصب والواجهات في سبيل نصرة ونشر الدعوة الاسلامية في أرجاء المعمورة بالعلم والهدى والكتاب المُنير والحكمة الحسنة ,فقد أخرجهم النبي الخاتم صلى الله عليه واله من الدائرة الشخصية الضيقة والهموم الذاتية الى فضاء الهم الرسالي التضحوي ابتغاء مرضات الله تعالى , و مطهراً لأنفسهم من دنس ورجس العبودية والملكية وثقافة الخضوع والخنوع والعادات الجاهلية والتقديس الأعمى واتباع الشهوات من النساء والأموال وطرق تحصيلها بالقهر والغلبة والقتل وتسليم مقاليد امور للعباد للأدعياء , وليت شعري حينما نقرأ ونطلع ونسمع ونرى ونلمس في تاريخ الدواعش التيميين قديماً وحديثاً العكس والنقيض تماماً للنهج النبوي الرسالي مع ادعاءهم وشعارهم المرفوع ( خلافة على نهج النبوة ) والصحيح انها ( خلافة على خلاف نهج النبوة) فواقع وسلوك هؤلاء ليس سوى جهل وتكفير وبطش ودماء وعبودية للجنس والأموال وقهر وسبي وقطع رؤوس ودنس ورجس وعقل فارغ ضيق جامد بهيمي لا يدرك إلا الجزئيات !! أصبحت عندهم امور المسلمين والاسلام ملكية خاصة يقامرون فيها حسب الظرف والحال أو يمنحونها كهدية أو هبة لمن يدفع أكثر أو لعشيقة من النساء ومن يعترض ولا يطيع يُقطع الذي فيه عيناه !! يقول المرجع المحقق السيد الصخي الحسني في محاضرته الــ 25 في 14-3-2017 من بحثه الموسوم (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) (جاء في المورد15: الكامل9/447: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(576هـ)]:قال(ابن الأثير): {{[ذِكْرُ مَسِيرِ صَلَاحِ الدِّينِ لِحَرْبِ قَلَجِ أَرْسَلَانَ]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ صَلَاحُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ مِنَ الشَّامِ إِلَى بِلَادِ قَلَجِ أَرْسَلَانَ، لِيُحَارِبَهُ. وَسَبَبُ ذَلِكَ: أ ـ أَنَّ نُورَ الدِّينِ مُحَمَّدَ صَاحِبَ حِصْنِ كَيْفَا وَغَيْرِهِ مِنْ دِيَارِ بَكْرٍ((وهي الآن إحدى المدن أو المحافظات التركية))، كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ ابْنَةَ قَلَجِ أَرَسْلَانَ الْمَذْكُورِ، وَبَقِيَتْ عِنْدَهُ مُدَّةً، ب ـ ثُمَّ إِنَّهُ ((هذا السلطان الملك الأمير ولي الأمر الخليفة الحاكم الإمام نور الدين محمد صاحب حصن كيفا)) أَحَبَّ مُغَنِّيَةً، فَتَزَوَّجَهَا، وَمَالَ إِلَيْهَا، وَحَكَمَتْ فِي بِلَادِهِ وَخَزَائِنِهِ، وَأَعْرَضَ عَنِ ابْنَةِ قَلَجِ أَرْسَلَانَ، وَتَرَكَهَا نَسْيًا مَنْسِيًّا، جـ ـ فَبَلَغَ أَبَاهَا (قَلَجِ) الْخَبَرُ، فَعَزَمَ عَلَى قَصْدِ نُورِ الدِّينِ وَأَخْذِ بِلَادِهِ، د ـ فَأَرْسَلَ نُورُ الدِّينِ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ يَسْتَجِيرُ بِهِ ((نور الدين العاشق الذي تزوج بالمغنية أرسل إلى صلاح الدين)) وَيَسْأَلُهُ كَفَّ يَدِ قَلَجِ أَرْسَلَانَ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ صَلَاحُ الدِّينِ إِلَى قَلَجِ أَرْسَلَانَ فِي الْمَعْنَى،
هـ ـ فَأَعَادَ الْجَوَابَ: إِنَّنِي كُنْتُ قَدْ سَلَّمْتُ إِلَى نُورِ الدِّينِ عِدَّةَ حُصُونٍ مُجَاوِرَةٍ بِلَادَهُ لَمَّا تَزَوَّجَ ابْنَتِي، فَحَيْثُ آلَ الْأَمْرُ إِلَى مَا تَعْلَمُهُ، فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ يُعِيدَ إِلَيَّ مَا أَخَذَهُ مِنِّي.
و ـ وَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ بَيْنَهُمَا، فَلَمْ يَسْتَقِرَّ حَالٌ فِيهَا، فَهَادَنَ صَلَاحُ الدِّينِ الْفِرِنْجَ، وَسَارَ فِي عَسَاكِرِهِ، وَسَارَ عَلَى تَلِّ بَاشِرَ إِلَى رَعْبَانَ، فَأَتَاهُ بِهَا نُورُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ وَأَقَامَ عِنْدَهُ،
هنا تعليقان ((لاحظ هذه قضية شخصية، قضية زواج، قضية امرأة، قضية خلاف عائلي شخصي مناطقي مصلحي نفعي غرامي، عبر بما تشاء، لكن ماذا فعل صلاح الدين؟ استجاب لطلب نور الدين العاشق فهادن الفرنج، انتبه هادن الفرنج وذهب إلى تلك البلاد استجابة لطلب نور الدين)): الأول: أقل ما يُقال إنه هادن الفِرِنج من أجل قضية شخصية نفعية عائلية مناطقية)... وهنا السؤال الإستنكاري مَن فعلها من الصحابة الأجلاء حتى نسأل هل فعلها النبي الخاتم صلى الله عليه واله وحاشاه ؟! ومن فعلها من التابعين لهم بصدق وإحسان ؟! و لا عجب فقد تنبأ بها من قبل صلى الله عليه واله حينما قال ستنزو القردة والخنازير على منبري !! https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=480179
سعد السلمان
التعليقات (0)