أئمة التيمية يطمطمون الفضائح ويختلقون الأعذار لحكامهم في معصية الله
ــــــــــــــــــــــ
ماضٍ سحيق يحمل بين طياته حفنة ممن يرتدون رداء القداسة يتلبسون لباس الدين , لا يهتدون بهديه بل باعوا آخرتهم بدنياهم من اجل المال والسلطة ومصالحهم الشخصية ؛ هؤلاء أئمة التيمية بكل قواهم المادية ومنها الأعلامية يطمطمون على حكام المعصية والرذيلة ويزينون أعمالهم القبيحة ويضيفون عليها صبغة شرعية .
التلازم الحتمي بين التدليس وسوء الخلق موجود وكلّ ذلك ملازم لمنهج وأئمته المارقة وعلى طول التأريخ يتخذون من الكذب وقلب الحقائق وسيلة ناجعة لتحسين صورتهم الذّهنيّة ولكشف حقيقة ما نعرض من حقائق نرجع لرواية ابن كثير
يقول ابن كثير في البداية والنهاية 13/233 «وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب، حتى أصيبت جارية كانت «تلعب» بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت تسمى «عرفة»، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي «ترقص» بين يدي الخليفة؛ فانزعج الخليفة من ذلك، وفزع فزعًا شديدًا، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب: «إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم». فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة!»
وهنا يأخذنا التساؤل المملوء بالعجب!
. وعجيب أن يذكر ابن كثير هذا الخبر دون تعليق! !!
ليأتي الجواب الشافي من المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في محاضرته الخامسة والعشرون من بحثه الموسوم (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) قائلا(( أصيبت جارية كانت «تلعب» بين يدي الخليفة وتضحكه، )
هو اولا اعطى العذر (اللعب) و (الضحك)وهو مباح لاي انسان ثم بعد ان اعطى العذر وارتاحت الناس لفعل الخليفة والحاكم ذكر الحقيقة حيث قال (جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي «ترقص» بين يدي الخليفة ) هنا ترقص وفي البداية كانت تلعب وتضحك إمامكم يعني الرقص اباحه ابن كثير من خلال طمطمته على فضيحة إمامه ) الملفت للنظر
والحدث وإن كان عابرًا فإنه يحمل معاني عظيمة.. لقد تمكَّنت الدنيا تمامًا من قلوب الناس في بغداد، وأولهم الخليفة؛ فها هو الخليفة الموكل إليه حماية هذه الأمة في هذا الموقف الخطير يسهر هذه السهرة اللاهية.. نعم قد تكون الجارية ملك يمينه، وقد تكون حلالًا له، وإذا لم يكن هناك مَنْ يُشاهدها غيره فلا حرج من أن يشاهدها الخليفة وهي ترقص؛ لكن أين العقل في رأس الخليفة؟! العاصمة الإسلامية للخلافة محاصرة، والموت على بُعد خطوات، والمدفعية المغولية تقصف، والسهام النارية تحرق، والناس في ضنك شديد، والخليفة يستمتع برقص الجواري! أين العقل؟ وأين الحكمة؟! وما أبلغ العبارة التي كتبها التتار على السهم الذي أُطلق على دار الخلافة وقتل الراقصة المسكينة! إذ قالوا: «إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم». فالله عز وجل قد قضى على بغداد بالهلكة في ذلك الوقت، وأذهب فعلاً عقول الخليفة وأعوانه وشعبه، ولا شكَّ أن هذه العبارات المنتقاة بدقَّة كانت نوعًا من الحرب النفسية المدروسة التي كان يُمارسها التتار بمهارة على أهل بغداد. ويكفي دليلًا على قلَّة عقل الخليفة أنه بعد هذه «الكارثة» (كارثة قتل الراقصة) لم يأمر الشعب بالتجهُّز للقتال، فقد وصل الخطر إلى داخل دار الخلافة، وإنما أمر فقط بزيادة الاحتراز، ولذلك كثرت الستائر حول دار الخلافة لحجب الرؤية ولزيادة الوقاية وستر الراقصات!
ما أخزى وابشع المجون الذي يكون بين كواليس الخلافة آنذاك , والبلاد تدمر والشعب يسحق والحرمات تنتهك فإنا لله وإنا إليه راجعون , فأي أحكام شرعية هذه تجيز مثل هكذا افعال وممارسات لا أخلاقية تنسب ظلماً للإسلام.
ــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)