قدم الهلال اﻷحمر السعودي مبلغ 800.000 دولار كمساعدة للاجئين السوريين، بالمقابل، قدمت السعودية اثناعشر مليار دولار "للسيسي" لقاء التخلص من "مرسي" واﻹخوان وهناك تسعة مليارات أخرى على الطريق، حتى ليكاد المرء يظن أن "الجهاد" بالنسبة للسعوديين هو ضد اﻹخوان حصراً.
منذ تسلم السعودية للملف السوري ونحن نتمنى أن نرى نتائج ملموسة، دون جدوى.
باستثناء "بروظة" السيد "كيلو" وتياره العلماني وفرض السيد "الجربا" ذو "الكفاءة" و"الكاريزما" المشهودتين، لانرى تقدماً لاميدانياً ولاسياسياً. لاسلاح نوعي ولا تدريب أو تمويل ولا فتح لجبهة الساحل ولا مشاركة من قبل صناديد "الحرس الملكي" ٳلا من رحم ربك...
كنا نتأمل أن يكون الدخول السعودي مناسبة لتجميع القوى في ٳطار موحد وفي الانتقال ٳلى مستوى غير مسبوق من التسليح والتنظيم وصولاً ٳلى فرض "حل سياسي" يضمن رحيل اﻷسد...أقله فتح حدود المملكة أمام اللاجئين السوريين بدل الغرق في المتوسط...لاشيء من هذا كله، لماذا؟
مادامت علاقة القوى الثورية بالسعودية علاقة تبعية وانقسام، فعلينا أن لاننتظر الكثير من اﻹيجابيات.
آل سعود ليسوا مؤسسة خيرية وهم يعملون من أجل بقائهم وتحييد المملكة وحمايتها من "المغامرات" ٳضافة ٳلى خلق شبكات حماية سياسية واقتصادية في لبنان وسوريا وغيرهما، بحيث تبقى المعركة خارج حدود المملكة. أيضاً، الدعم السعودي للحركات الوهابية يسهم في خلق "دروع" عقائدية من جهة و"روافع" بيد السعوديين من جهة أخرى.
هذا قد يؤهل "آل سعود" للوصول ٳلى صفقة في الوقت المناسب، ولو عبر التضحية بالآخرين. لنتذكر اللامبالاة السعودية تجاه مجزرة "حماة" عام 1982 ودعم السعوديين لنظام العصابة في دمشق حتى وقت ليس بالبعيد ولنأخذ العبرة من "تيار المستقبل" اللبناني الذي أصبح "ملطشة" للجميع.
توحيد البندقية المقاتلة تحت مظلة جامعة ومستقلة هو وحده القادر على نقل العلاقة بين الثوار وأصدقائهم من خانة التبعية ٳلى مستوى التحالف.
لا أحد يدعو لقلب ظهر المجن في وجه الشقيق السعودي، على العكس، يجب الانتقال ٳلى تحالف مع السعودية على أساس مصالح مشتركة، فالسعودية تمارس سياسة تناسب مصالحها وهو مايجب أن نفعله نحن أيضاً.
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
http://enab-baladi.com/archives/14688
التعليقات (0)