القذافي عندما يخطب

لا أدري لماذا في كل مرة يلقي فيها العقيد الليبي" معمر القذافي" كلمة في محفل ما الا و يعقبها سيل من التعليقات الساخرة و التهكمية و نلاحظ ماذا ارتدى و ماذا لم يرتدي، و بالتأكيد لا يمكن أن نفوت الحديث عن خيمته الشهيرة.

ربما كما هي عادتنا نهتم بظواهر الأشياء و لا نتجاوزها الى العمق.

لا أدري ماهو الإشكال الذي يراه البعض في أن ينصب القذافي خيمته في المكان الذي ينوي الإقامة فيه؟؟ مالضرر الذي سيسببه ان فعل و ان لم يفعل؟؟؟

ثم في ما يخص خطاباته و خاصة كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اتحدى أيا كان في أن ينكر أن أغلب ما جاء في كلمته كان الحقيقة الفجة التي يضع العديد من رؤساء العالم و خاصة العرب منهم رؤسهم في الرمال حيالها.

لو كنت مكانه و هو يتحدث عن ميثاق الأمم المتحدة ألم تكن لترميه في وجه من يدوسون عبارات السلام و الأمن فيه عندما تتطلب مصالحهم الذاتية ذلك؟؟

ربما القذافي لا يملك البروتوكولات الجوفاء و التي لا يتقن غيره غيرها، و لم يتعلم كيف يسوق أفكاره مثل الآخرين، و لكن كلمته الأخيرة كانت كلمة صادمة و مدوية حتى الإعلام الأمريكي تابعها على الهواء مباشرة و بثت كاملة على قنوات مثل "سي آن آن" و "فوكس نيوز"، فمن الجميل و المفيد أن يستمع الأمريكيون و يفهمون أنهم لا يعيشون لوحدهم في هذا العالم و أن "حق" الفيتو الذي منحوه لأنفسهم في مجلس "الأمن" لا يخول لهم اللعب بمصائر شعوب غيرهم تستند الى حضارات و تاريخ ضارب في القدم بالتأكيد هم يفتقدونه.

و على ذكر مجلس الأمن ألا يليق به الوصف الذي منحه اياه القذافي؟؟ أليس مجلس "الرعب و الإرهاب" أكثر مصداقية و التصاقا بالواقع؟؟ ألم يذكي ذلك المجلس الحروب بدل أن يخمدها أو يتحاشاها؟؟ الأمثلة عن ذلك عديدة و اضاعة للوقت تعدادها.

و لكن بالتأكيد كلامي السابق لا يجب أن يفهم أنه تمجيد و مدح للقذافي كما سيسارع البعض الى القول، فقد يعجبنا هنا أو هناك و قد نمتدحه هنا أو هناك و لكن لن ننسى ال40 السنة التي تثقل كاهله و كاهل الليبين.

لذلك أود أن أقول لأغلب الزعامات العربية أنه الأكيد أنكم لا تتمايزون عن العقيد في شئ داخليا و لكنه يتمايز عنكم خارجيا بانه لا يلون الكلمات و لا يعرف كيف يتلاعب بالألفاظ كتلاعبكم الى درجة تصويركم الحق باطلا و الباطل حقا.