مواضيع اليوم

مسلسل القتل الرمضاني

مصـعـب المشـرّف

2021-05-14 10:09:52

0

 مسلسل القتل الرمضاني

بعد أن أصبح القتل الرمضاني سمة بارزة في حياتنا منذ مجيء الكيزان البائدة إلى السلطة عام 1989م 

الشهيد عثمان  أحمد

وبعد ان اعلنت والدة شهيد الغدر "عثمان احمد" موافقة مجموعة من المحامين الانجليز على متابعة ملف جريمة قتل الشهيد البريطاني الجنسية . فان قوى الغدر والعنصرية والجهوية تواجه جراء حماقتها وغرورها وتوكّلها على الرصاص والقتل المجاني ما لم يكن في حسبانها

المسألة لن تقف عند حد تقديم الجناة كأفراد للعدالة . ولكنها ستمتد لتفتح الكثير من الأبواب أمام الرأي العام المحلي والعالمي وجماعات حقوق الإنسان . وبما يفضي إلى إستدعاء وفتح عديد من الملفات الأخرى المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في البلاد .

والمتوقع أن تسارع هذه القوى الى التعامل بجدية مع مسالة اعتقال ومحاسبة من امر ومن نفذ عملية الاغتيال . على عكس ما كانت تفعل في الماضي. حيث كانت تعلن عن اعتقال البعض على سبيل الإيهام ولاغراض امتصاص غضب الشعب وذر الرماد في العيون . دون اعلان اسماء الجناة او  الافصاح عن شخصياتهم بالصور  . وحين يُلِحّ البعض في السؤال عن ما جرى لهؤلاء المعتقلين الوهميين . تاتي الاجابة بانه تمت محاكمتهم داخل القشلاقات ، والحكم عليهم بالسجن وتجريدهم من الرتبة  وابعادهم عن الخدمة .... وهكذا كانت تمضي الحياة والفتل والممات  دون تفاصيل ولا بيان ولا تبيين .... ثم يطوي النسيان الجريمة وتعود ريمة لحالتها القديمة مع كل مليونية واعتصام واحتفال ثوري.

واقع الامر فانه من المحال ان تدار الاوطان وشئون الخلق بمثل هذه الكيفية  الدموية المُبيرة المهلكة للحرث والنسل على نهج هولاكو  وتيمور لنك ، وممارسة الاستهبال والاستعباط وتفضيل قوانين الخلاء والصحاري والغاب ولعبة الثلاث ورقات. دون الاخذ في الاعتبار ان حبل الكذب قصير . وأن التجمّل باللسان وحده لن بفيد . وأن هناك من يراقب عن كثب


يلوح في الافق الان ترتيب من جماعات الضغط السودانية الجاليات الأحرار منهم وحملة الجنسيات في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا  خاصة ، لتصعيد دولي جاد وجديد لتحديد مسئولين جدد وبعينهم ، يتم تداول أسماؤهم تحت سماوات الخرطوم والسوشيال ميديا  في مجال ارتكاب مجازر جماعية وجرائم قتل خارج منظومة العدالة . اهمها مجزرة فض الاعتصام البشعة التي جرت هذه المرّة أمام الكاميرات وتحت الأضواء الكاشفة في عاصمة البلاد . وقتل المتظاهرين السلميين في الشوارع . والإخفاء القسري والاغتصاب الجنسي الممنهج واغتيال لناشطين من لجان المقاومة وطلاب الجامعات خاصة.

التهوين من شان واهمية دور وفاعلية قوى الضغط السودانية هذه ؛ هو جهل وقناعات فاقد تربوي وغرور مارسه الكيزان من قبل ، وظلوا  في ضلالهم يعمهون حتى دخل عليهم في سراويلهم وانفسهم لو كانوا يعلمون.  

كذلك فان التعويل الساذج على شركات تبييض السمعة . ومراكز القرار  في روسيا والصين لاستخدام حق الفيتو لن يجدي نفعاً ولن يثمر  شيئا في احوال كثيرة . لاسيما في حالة عدم تورط وضلوع  أحدهما أو كلاهما مباشرة في الأحداث (أخداث سوريا مثلاً) . وبإختصار ؛ فإن الفيتو يتم الترتيب له والمساومة عليه بدقة متناهية خلف الكواليس بين الدول دائمة العضوية في مجلس الامن . وعلى قدر اهل العزم تاتي العزائم.


كثافة الأعداد المتزايدة من الشهداء تستدعي الإنتباه . لاسيما عند مقارنتها باعداد شهداء ثورة اكتوبر ١٩٦٤م و انتفاضة ابريل ١٩٨٥م . وهي ان دلّت على شيء فانما تدل على ان عمليات القتل التي تجري حاليا مصدرها قوى مسلحة غير نظامية. وهي في الغالب مليشيات تشعر بالغربة وتخشى ظلها . ولا تثق الا في سلاحها الناري والحديدي الذي بيدها... وهكذا دائما ديدن الغرباء.

جميع ذلك لاشك سيتم كشف النقاب عنه في حالة لو امتدت التحقيقات الى دولة عظمى كبريطانيا ، لها شفافيتها الإعلامية ومُثلها وقِيمها الديموقراطية العريقة . وتضع حماية مواطنيها في اولويات واجباتها بمواجهة الجرائم السياسية . علما بان الدستور البريطاني لا يسمح بالتفرقة ما بين بريطاني اصلي او بريطاني مجنّس او بريطاني ابيض من بريطاني اسود . وكما يقول العرب اصحاب التجربة: "عاوز تجلد  الانجليزي اجلده سببفي بلده لا تجلده في بلدك".


من جهة أخرى فإن تخلف الفكر والمنهج الدبلوماسي طوال الثلاثين عاما الماضية بسبب التمكين . وعلى نحو تحولت فيه السفارات السودانية الى مجرد مقاهي وكراسي امنجية وكتبة ضرائب  وجبايات ، ومرشدين سياحيين وصبيان تسوُّق وسماسرة شقق مفروشة لخدمة كبار المسئولين والحزبيين وعائلاتهم القادمين من الخرطوم  ؛ كان له الاثر البالغ ولا يزال في جهل الحكام داخل  السودان بما طرا على العالم من مستجدات في مجال التواصل وتبادل المعلومة.

وهيهات أن يبقى هؤلاء الحكام وفلول نظام دولة الكيزان البائدة بمنجاةٍ مما يقومون به من مجازر وانتهاك لحقوق الانسان؟


للاسف فان اكثر المجرمين اصحاب المناصب والسلاح الناري لدينا لا يعون ولا يفهمون ما يجري من حولهم الا ّ في وقت متاخر بل وبعد فوات الاوان . وكان الادل على ذلك ان احمد هارون حين "اصابه" الوعي  وفهِمَ قواعد اللعبة ، اصبح يهدد معتقليه بطلبه تسليمه الى محكمة الجنايات الدولية ..... وهو يعني بذلك عزمه على فضحهم وهدم المعبد فوق رؤوس الجميع ... ويا لها من مساخر.

مصعب المشرّف

14مايو ٢٠٢١م




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات