مواضيع اليوم

عبد الحي يبيع للمجلس العسكري الترماي

مصـعـب المشـرّف

2019-05-16 06:23:12

0

 عبد الحي يبيع للمجلس العسكري التُـرمــاي

مصعب المشرّف

16 مايو 2019م

في قاعة الصداقة أمس . وقف مستر عبد الحي يوسف بعمامته البيضاء الجديدة وجلبابه الناصع ولحيته المصبوغة ... وقف  صاحب شركة الأندلس وقنوات طيبة ... وقف وانتصب يبيع الوهم والتُرماي للمجلس العسكري الإنتقالي . ويزايد ويلحّ في عرض بضاعته المزجاة لأعلى سعـر.

زعم عبد الحي أن المجلس العسكري الإنتقالي قد قطع لهم وعداً وعهداً. وأن عليهم أن لا يخونوا هذا الوعـد والعهـد......

لم يوضح مستر عبد الحي تفاصيل هذا الوعد والعهد ؛ بحجة أن وقت الصلاة قد دخـل وفات عليهم ....  ولكن الذي يفهمه الناس أنه يعني بذلك طمأنتهم له بأن المجلس العسكري لن يبرم إتفاقا لتقاسم السلطة الإنتقالية بينه وبين قوى الحرية والتغيير.

والطريف ان عبد الحي يوسف باع هنا وقت صلاة الجماعة (الذي لا يؤجل) لاجل كلمات بخسات يرغب ان يحصد بها الدنيا..... ويابى المنافق الا ان يقول هــاانــذا.

خلاصة القول ؛ أن مستر عبد الحي قد أعلن في كليماته تلك أنه يرفض الإتفاق الذي توصل إليه وأبرمه المجلس العسكري الإنتقالي مع قوى الحرية والتغيير يوم الثلاثاء 14 مايو .. وأطلق تهديدات إرهابية مبطنة ... وقال أن رفضه مبني على أن لا دولة تقام في السودان سوى دولة الإسلام ..... وواضح أن مسيو عبد الحي قد أغفل وتناسى أنه وإخوانه "المسلمين" قد أتيحت لهم فترة ثلاثين عام من الحكم المطلق. فلم يطبقوا فيها سوى دولة الإرهاب والقتل ، وسرقة المال العام والفساد .. وأحمر الجان وأسود الشيطان.

فأين كان عبد الحي من كل هذا طوال ثلاثون عام؟ .... هل كان يتعلم لغة الإشارة في معهد الصُـم والبُـكم .. أم أنه كان نائماً نومة أهل الكهف؟


مستر عبد الحي لاشك أنه تاجر شاطر ورجل أعمال عصامي. كان ولا يزال شريكا تجاريا لعبد الله شقيق رأس النظام البائد عمر البشير .... ولاشك كذلك أن مستر عبد الحي مثله مثل أي تاجر شاطر يعرف كيف يلعب بالبيضة والحجر ؛ ويأكل بالعقول حلاوة..... ومن ثم فأنه أدرك مدى قلة خبرة المجلس العسكري الإنتقالي بممارسة العمل العام والسياسي . فـأشربه ذلك  في قلبه أن الجـوّ قـد خـلا لـه فـبــاض وأصفـر..... وباع لهم الترماي.

ولأجل ذلك فلا غرابة أن ربط البعض بين إجتماع أعضاء نادي الإسلام السياسي في قاعة الصداقة ، وأحداث إطلاق الرصاص في مشارف الإعتصام .. ثم قراءة الفريق برهان بيان إعلان تجميد المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير مدة 72 ساعة .


اذا كان هناك حشود وحضور كبير ، وازدحام جماهيري عريض امام مستر عبد الحي يوسف ؛ كما يحلف ويدعي يزعم ويضحك ويدلس به على المشتري (العسكري) ...فلماذا لم يجمع انصاره في ساحة ميدان كبير مفتوح ؟

ولكنا نراه هنا يكتفي بجمعهم داخل صالة اعراس وقطع رحط و سد مال مكيّـفة إيجارها بالملايين . وليقاتل بهم من وراء جُدُر ...  ويهدد ويتوعد خلف ابواب مغلقة .. وبالخارج كلاب امنية مدفوعة الاجر تحرس القاعة وتغلق الشارع.

هل يظن مسيو عبد الحي يوسف أن الناس قد صدقت أن المجلس العسكري "حـنّـسـوه" و "رجَـوْه" أن لا يحشد كثيف جنده ، والجان والطير من فوقه .... والنمل من تحته؟

وهل يظن المجلس العسكري ان اصحاب هذه الدقون المصنوعة ؛ المصبوغة بالسواد الهندي الدامس وحناء الدامر الداكنة . والعمائم والجلابيب الناصعة البياض والشيلان المطرزة بشعارات أحلى الحبايب . وازواج المثنى والرباع هؤلاء سيكونون له ظهيرا. وقاعدة شعبية ثورية صلبة. يرتكز عليها حين ترجف راجفة الثورة وتتبعها الرادفة؟

هل هؤلاء على إستعداد للمسير على اقدامهم  . والركض والوقوف ساعات في العراء . وتحت لظى الشمس الحارقة مثلما يفعل ويتحمل الثوار الابرار أهل القضية والإستقامة في ساحة الإعتصام؟

أم هل هؤلاء على إستعداد للوقوف عراة الأيدي والصدور لمواجهة الرصاص والدوشكا ولسع السياط دفاعاً عن مكتسبات وطن؟

هؤلاء لم يجتمعوا سوى لصيانة مصالحهم . وخوفا من محاسبتهم على ما إقترفوه في سابق عهدهم جوار الحكام .. وخشية أن يطالبهم النظام الديموقراطي الجديد بسداد مديوناتهم المليارية لدى المصارف . أو نزع ما إستولوا عليه ونهبوه من أراضي وعقارات أوقاف . وزكوات وأموال وأرصدة حج وعمرة.... وكذلك خوفا من إيقاف جرايات شهرية كان يغدقها عليهم النظام البائد تحت بنود وهمية وهلامية ... وبمزاعم شــتّى.


المستر عبد الحي يوسف يبيع الوهم للبرهان ولحميدتي والمجلس العسكري ويعدهم بحشود .... وما يعدهم الشيطان الا غرورا.


إن على المجلس العسكري أن يعي جيداً ويتذكر أن فتاوي عبد الحي يوسف يوسف لم تورد المخلوع عمر البشير وآخرين عشرات معه سوى موارد التهلكة .... وأنها حبستهم وجعلتهم يدورون حول أنفسهم كالبعير حول الرحى، يرتعشون خوفا من ملاحقات محكمة الجنايات الدولية .. وحالت بينهم وبين التمتع بأموال إقترفوها ونهبوها . ومنعهم السفر للعلاج في لندن وباريس من أمراض المفاصل والشيخوخة وضعف الذكورة . وهو ما جعلهم في نهاية المطاف يتعذبون بوافر ملايين ومليارات ؛ لم تنفعهم في الدنيا وباءوا بذنبها في الآخرة.

إن على المجلس العسكري إدراك أن وقت التحالف مع الإسلام السياسي أو من يطلقون على أنفسهم مسمى "الإخوان المسلمين" قد مضى أوانه إلى غير رجعة ؛ وإلى قرون مقبلة .. فالشعب السوداني اليوم ليس ذاك الذي كان عام 1989م ..... وأن هذا الشعب قد إكتوى بنار هؤلاء الكيزان بما لن يجعله ينخدع بهم وبتمسحهم بدين الإسلام مرة أخرى لمئات السنوات القادمة .... ولن يُلدغ عاقل من جحر مرتين .... وأن العالم أجمع قد أدرك شـرّهم ونبذهم .. وأن شرطي العالم وقطبه الأوحد في الطريق لإعلانهم منظمة إرهابية .... وقد عوّدَ ترامب الناس أنه عند كلمته وفعّال لما يريد .....  وبما يعني مطاردتهم في كل مكان وسطح ومخبأ وجحور .... ومصادرة وتجميد أموالهم ومنعهم من السفر ...... والأدهى وأمــر فرض أنواع العقوبات والمقاطعة على كل نظام سياسي يتحالف معهم أو يحتضنهم . ويوفر لهم ملاذاً آمنـا ...إلخ.

  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات