تطابق منهج التكفير بين إبن تيمية والسيستاني...
دوغماتية (أو دوغمائية) كلمةٌ يعود أصلها إلى اليونانية والتي تعني "الرأي" أو "المعتقد الأوحد"، فهي التعصب لفكرة معينة من دون قبول النقاش فيها أو الإتيان بأي دليل ينقضها لمناقشته، وعرفها الإغريق بأنها الجمود الفكري. والتشدد في الاعتقاد الديني أو المبدأ الأيديولوجي، أو موضوع غير مفتوح للنقاش أو للشك، وتمثل أعلى مراحل الإستبداد الذي يفرض حالة من القبول والخنوع والخضوع المطلق عند الملتزمين بهذا المنهج، فهو يشكل حلقة مغلقة وتشدد وتعصب وتحجر فكري وسلوكي تحيط نفسها بسور يدفع بها نحو الانغلاق والتقوقع فتشعر واهمة بأنها الحقيقة المطلقة التي ينبغي أن يذعن لها الجميع ولو قسرا مما يدعوها إلى ممارسة العنف والقمع والتكفير وإلغاء الآخر، ويظهر هذا المنهج عادة عند المتشددين دينيا او سياسيا،
ولذلك نجد أن الدوغماتي او الدوغمائي لا يملك إلا قناعات وأفكار ورؤى جامدة لا تنطلق به نحو آفاق الحياة الواسعة، وثقافة التعايش السلمي، واحترام الآخر، وحرية الرأي والفكر والعقيدة، فهو دائما يعيش حالة الخوف من الآخر، ولهذا يعمد الدوغماتيون دائما إلى تغذية قواعدهم بثقافة مضطربة تقوم على أساس الغاء وتجميد الفكر والعقل لتحقيق الغلبة والمصالح الشخصية، ولهذا فان هذا النوع المتطرف من الثقافة والسلوك له آثار وخيمة وكارثية على المجتمع كما أنها بمثابة سرطان ينخر بجسد وعقل من يتبناها فهي تلغي العقل والفكر والتدبر بل تقلب الموازين والحقائق، وتلتف حتى على معتقداتها ويزداد خطرها ويتفاقم عندما تمرر وتمارس بإسم الدين او الطائفة او المذهب، كما هو الحال عند التكفيريين من منتحلي التشيع والتسنن الذين يمثلون اجلى واوضح مصداق للدوغماتية.
عندما تسيطر الدوغماتية وتتعمق وتتحكم في الفكر والمواقف والسلوك تتحول إلى ديكتاتورية وفرعونية تُقمَع تحت مظلتها حرية الفكر والمعتقد، وتُسفَك بسببها الدماء، وتُزهَق الأرواح، وتُقطَع الرؤوس وتُحرَق الجثث، وتُنتهَك الأعراض وتُدنَّس المقدسات، وتُهجَّر العوائل وتُفجَّر المساجد والكنائس والمتاحف والبيوت، وتُستباح كل الحرمات، وهذا ما تعيشه البشرية اليوم، وخصوصا في بلاد الرافدين ببركة مرجع الدوغماتية الكهنوت السيستاني وملحقاته السياسية والإعلامية والذي شكل بكل وضوح الإمتداد الحقيقي لمنهج إبن تيمية فهما وجهان لمنهج الأستبداد والتطرف والغاء الآخر فكل مَن يرفض أو يخالف او يناقش فتاوى ومواقف السيستاني والتي لم ولن تصب الا في مصلحة الإحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام وكانت وبالا وجحيما على العراق وشعبه يتعرض ذلك المُعترض او المناقش او المُخالِف الى اشد انواع القمع والأقصاء والتهميش وغيرها...
لقد تحدث المرجع الصرخي عن حقيقة التطابق بين منهج ابن تيمية والسيستاني في التحجر الفكري وتعطيل العقل واللجوء الى تكفير الاخر المُخالِف لمواقفه ومنهجه وفق الدليل وهذا الترابط بين المنهجين يتلخص بكيل التهم المُكَفِّرَة للآخر في اباحة دمه وعرضه وماله والابتزاز والضغوطات والتضليل للمجتمع ووفق المنهج الفرعوني،
جاء ذلك خلال المحاضرة التاسعة من مبحث السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي والتي القاها مساء يوم الجمعة 26 / 8 / 2016 فكان مما طرحه المرجع الصرخي قوله:
((منهج السيستاني يطابق منهج ابن تيمية في التحجر الفكري والغاء العقل وتكفير المقابل، واباحة دمه وماله وعرضه والتهمة جاهزة كالناصبي والتكفيري، والداعشي، وأيضًا البعثي والرافضي والشيعي والسبئي والمجوسي واليهودي وغير ذلك، وغير مسموح أبدًا التفكير والتعقّل في الأمور، بل عليك أن تتبعهم كالأنعام والبهائم، والتصديق بأنّه منهج هداية وسبيل رشاد، على المنهج الفرعوني في الدكتاتورية والاستبداد الفكري، قال الله تعالى: يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ.)).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)