لسنا ندري ما الذي دفع بابن لادن ليتجه نحو قفار ووعار جبال أفغانستان وباكستان بحجة محاربة أمريكا، ولسنا ندري لماذا لم يبق ليحاربها من عقر داره بالتجنيس بلده الثاني السعودية، ولسنا ندري أيضا لماذا لم يحارب أمريكا من عقر مسقط رأسه اليمن. وان كان الأولى به أن يطهر بلاد الحرمين الشريفين من الذين انشوؤا مراقصا يرقصون فيها تارة مع بوش وتارة مع كوندي ليزا بفتوى داعمة قياسا فاسدا على رقصة الحبشة. وبالفعل أتت رقصة الحبشة الثانية بعد رقصة الحبشة الأولى في هذا القرن . إنها رقصة اوباما مع بن لادن الذي عمل كل ما في وسعه وأكثر للإساءة إلى المسلمين حين أشعل نيران محرقة حقيقية ضدهم في بلدان غربية. الحق يقال أنه كانت أوروبا وأمريكا متسامحة جدا مع المسلمين بشكل عجيب جدا، تسامح لا تتسم به الكثير من البلدان الإسلامية إزاء المسيحيين وغيرهم من ذوي الديانات أو الأعراق الأخرى. لكن بن لادن أعطى لأمريكا والغرب ذريعة وحجة علنية لمحاربة المسلمين وذلك عندما قبل بتلك الصفقة القذرة التي أحيك فيها أحد أضخم وأشهر أفلام هوليوود وهو إسقاط أبراج مانهاتن.
لا يصدق عاقل بأن ثلة من الشباب المسلم من فعل ذلك. لا احد سيصدق لأن تلك الفعلة لا تقوم بها إلا أعتى قوة وهي أمريكا. أمريكا كانت مستعدة للتضحية بأبراج مانهاتن ومن فيها لأنها تريد بناء أبراج أخرى على ارض المسلمين وبن لادن مع الظواهري أعطوا لها الرخصة لذلك.
أحبكت نهاية بن لادن ولم تكن الحبكة تخلو من الغلطات الكبيرة التي أدت بصناعة السينما في أمريكا إلى السقوط الحر ، لم تنجح أمريكا في حبك قصة نهاية بن لادن تماما كما لم تنجح في وضع بداية لتلك القصة التي فاحت منها القذارة ولم يتحمل تلك القذارة إلا من امتلك أنفا كأنف بن لادن والظواهري وأتباعهم. لقد كشف كتاب احد المختصين والمفكرين في فرنسا عن فبركة أحداث سقوط البرجين وكان تساؤله : كيف يفسر غياب اليهود في ذلك اليوم رغم كون ذلك اليوم يوم الثلاثاء. لماذا غاب اليهود رغم كونهم يشتغلون هنالك بأعداد كبيرة جدا. ؟. هذا سؤال لا يحتاج إلى إجابة لأنه يحمل في ذاته الإجابة.
بن لادن شوه صورة المسلم وشوه الإسلام . ومن يرى ملف علاقات بن لادن مع آل بوش سوف لن يستغرب عن خبثهما... بن لادن كان من شاربي أجود الخمور وكان يسبح مع النساء بالبكيني. كان أكثر الرجال عشقا للعاريات وأكثرهم ترددا على أماكن المجون والفجور. لقد كشفت هذا إحدى القنوات الفرنسية منذ سنوات. وقبل أن يتبين بأن بن لادن يعمل ضد المسلمين. بين ذلك الشريط صورا مسربة عن علاقة بن لادن بعائلة بوش. وبينت تلك القناة صورا لابن لادن مع شقراوات أمريكا حدث ولا حرج. ولكن في ذلك الوقت قال من اطلع على تلك الصور : وماذا هنالك ؟ وحتى أن كان لابن لادن هذا التاريخ القذر فالرجل تاب واستغفر وتاب توبة نصوحة وهذا أمر بينه و بين ربه.
لكن للأسف الشديد لقد كانت خدعة حقيقية. لا ابن لادن تاب ولا هم يحزنون. سواء كان حيا شوه المسلمين والإسلام وسواء قتل أيضا فهو شوه الإسلام والمسلمين. لو كان بن لادن مجاهدا لوجد بين صفوف أحد ألوية مقاومة فلسطين ، ولو كان مجاهدا لوجد في صف المقاومة اللبنانية ، إذ عندما وضعت الحرب أوزارها في لبنان تبين أنه من بين الشباب المغاربي من أستشهد وهم يجاهدون ضد الصهاينة منهم شباب من تونس وليبيا والجزائر وغيرها. والسؤال المحير هو لماذا لم يوجه بن لادن رصاصة واحدة إلى إسرائيلي و هو الذي قتل من المسلمين ما قتل !!!!؟؟؟
لسنا ندري إلى متى يعشش الغباء مع الحقد في رؤوس المسلمين بالمظهر والمظهر فقط. يا لسخرية عندما نجد من يتباكون على مقتل بن لادن . يا للسخرية عندما نجد من يمنح لأمريكا فرصة أكثر وينعش حظوظها لتسفيهنا. كنا ننتظر أن يصرخ العالم الإسلامي وهو رافع الصور المفبركة : نحن لسنا أغبياء يا أمريكا. نحن لسنا بلهاء. نحن أذكياء ولدينا عقل يميز بين الأشياء.
لكن كما قلنا سابقا الدين أفيون الشعوب والإسلام ليس مستثني من هذه المقولة ما دامنا نرى هذه السلوكيات. لقد بات الإسلام يستعمل كالأفيون حقا.
الويل القادم بعد موت بن لادن ليس أقل من الويل القادم بعد إشاعة خبر موته. ستفعل أمريكا في بلداننا الأفاعيل بحجة أن القاعدة التي لا قاعدة لها تقوم بالانتقام لموت بن لادن. إذا سلمنا بأن بن لادن مات فهذا لا يعني أنه استشهد لأن الشهادة للمجاهدين في سبيل الله وليس للمجاهدين في سبيل أمريكا، فكل ما في الأمر أن أمريكا تخلصت منه كما تخلصت من مبارك والعابدين والقائمة مفتوحة.
بن لادن لم يمت كلما في الأمر أنه خلد إلى فترة الراحة بعدما تم تعويضه من طرف ثيران ليبيا ، لان هؤلاء الثيران وجواميس القذافي استطاعوا أن يفعلوا في الوطن المغاربي ما لم يتمكن بن لادن من فعله. بن لادن كاد كيده للكثير من الأوطان العربية بالتفجيرات والمجازر : في مصر ، في سوريا ، المغرب ، تونس ، في الجزائر التي كانت أكثر البلدان تضررا من مجازره لأن الجزائر هو البلد الأكثر إسالة للشهية للأطماع الأجنبية. لم يستطع بن لادن وفتاوي بعض شيوخ آل سعود من فتح منفذ واحد للاستعمار الأجنبي في الجزائر ، ولابد أن نفوسهم تطرب باحتلال ليبيا التي يرونها البوابة لاحتلال الجزائر . لأن إرهاب بن لادن توجه وركز على البلدان المغاربية وأما الآن فقد خلد للراحة. وانتظروه في وجه آخر بعد أن تجرى له عمليات تجميل ليظهر بملامح أخرى أكثر شراسة .
لكم أن تسألوا فقط لماذا أعلن مقتله في هذا التوقيت بالذات ؟ ولماذا في باكستان وليس في أفغانستان ؟.
أعلن مقتله في هذا التوقيت لتوجيه أنظار العالم عن حادثة هروب جيش من الطالبان من إحدى السجون بعد حفرهم أنفاقا تحت الأرض لمدة شهور ، وكما أن الطالبان تتوعد أمريكا بتصعيد عملياتها العسكرية. وإشاعة مقتله في باكستان سيجعل أمريكا تقترح الجلوس إلى طاولة الحوار مع الطالبان مادامت هذه الأخيرة في النهاية لا تعمل تحت إمارته.
التعليقات (0)