هل يستطيع الانسان ان يكون عاقلا ؟
نموذج مقدمة تنطلق من مفارقة:
في الوقت الذي دأب فيه الكثير من الفلاسفة على وصف الإنسان بالكائن العاقل، بحيث تبدو صفة العقل داخلة في حدود قدرته واستطاعته مادامت صفته الجوهرية التي تعرفه ولا تنفك عنه، فإن السؤال المطروح علينا هنا يقدم نفسه كما لو كان مشككا في هذه الحقيقة بالذات، ويدعونا – من ثم – إلى البحث فيما إذا كان بمقدور الإنسان أن يكون كائنا عاقلا أي أن يتصرف ويفكر وفق مقتضيات العقل، ولكن ما هي هذه المقتضيات تحديدا ؟ ما المقصود بالكائن العاقل؟ و لماذا لا يستطيع الإنسان أن يحقق ماهيته المفترضة هذه؟ هل يتوقف ذلك على الرغبة أم الإرادة أم الاستطاعة؟ ثم ألا ينبغي أن نتجاوز عمومية وتجريدية مفهوم الإنسان لنبحث في استطاعة الناس، أي الأفراد المتعينين هنا والآن، في مكان وزمان محددين ؟
عناصر لإنجاز العرض:
أ- اللحظة الأولى: من باب الوقوف على المفاهيم، يمكنك أن تشرح ما معنى الاستطاعة. فالسؤال يقول: "هل يستطيع" ولم يقل:"هل يجب" أو "هل يمكن". إذن مالفرق؟… و لا يخدعنك أنها تبدو كلمة واضحة بسيطة. إذن تتناول مفهوم الاستطاعة وتربطه بإمكانيات الكائن وقدراته ومؤهلاته وتميزها عن مفهوم الرغبة كميل وجداني وكذا الإرادة كنزوع واع نحو هدف ما.. . ثم بانتقال مناسب، تعرج على مفهوم الإنسان في علاقته بمفهوم العقل، وتنفتح على موقف أول يطابق بينهما أي بين الإنسان وماهيته العاقلة…إلخ و لا تنس أن تستنتج في نهاية هذه المرحلة أن الكينونة العاقلة تدخل ضمن استطاعة الإنسان. أي أن باستطاعة الإنسان أن يكون كائنا عاقلا لأنه لا يفعل سوى الاستجابة لطبيعته. وتذكر أنه لا قيمة لكل المعلومات المسرودة ما لم تبرهن أنك بصدد الجواب على السؤال لا استعراض المعلومات أو الملخص.
ب- اللحظة الثانية: يمكن أن تنتقد هذا التصور بأسلوب من أساليب النقد والتشكيك والتجاوز لتنتقل إلى الموقف الثاني… لتبحث فيما يعوق تحقيق الكينونة العاقلة كتدخل المكونات الأخرى / اللاعقل، الرغبة، الهوى… أو غياب الإرادة…. و لا تنس هنا أيضا أن تستنتج مثلا أنه ليس باستطاعة الإنسان أن يحقق كينونته العاقلة مادامت تتجاذبه قوى كثيرة متعارضة مع النزوع العقلاني…
ج- اللحظة الثالثة: و يمكنك في لحظة التركيب أن تتجاوز الجواب على السؤال فتسائل السؤال بدوره : هل من المستحب أن يكون الإنسان كائنا عاقلا على الدوام؟ وإلا ففي أية حالة؟ …لو حرص الإنسان على ان يكون كائنا عاقلا ، ولو اقترن هذا الحرص بالإفراط، ألا يؤدي هذا الإفراط إلى النقيض أي إلى اللاعقلانية؟… كما هو الشأن في الرأسمالية حيث يسود العقل الحسابي ومنطق المردودية …
الخاتمة:
تخلص إلى موقف أو نتيجة تنسجم مع ما سبق وتعكس قناعاتك الشخصية، نعم قناعاتك الشخصية ! لأن السؤال يخاطبك كشخص وليس فقط كمجرد تلميذ يمتحن ! و لابد أن تشير الخلاصة صراحة إلى السؤال المطروح، كأن نقول: يتبين أن الإنسان لا يستطيع أن يكون كائنا عاقلا لمجرد أنه يختص بالعقل دون بقية الحيوان، نظرا إلى حضور اللاعقل بجانب العقل، أو يستطيع الإنسان أن تحقيق كينونته العاقلة بشرط أن يتخلى العقل عن امبرياليته ويمارس وظيفته النقدية للحيلولة دون وقوع الإنسان في التبعية والوصاية…
التعليقات (0)