العمل : مدير عام بالتربية والتعليم بمصر سابقاً.
ورئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله.بجمهورية مصر العربية.
يعمل فى مجال الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة منذ ما يقرب من الأربعين عاماً.
مقر الإقامة : الجميزة – محافظة الغربية - جمهورية مصر العربية.
السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ الأستاذ فوزى محمد أبوزيد كما يرويها رضى الله عنه :
1- بداية البدايـــة . .....إقرأ الصفحة
2- البحث عن العارف ... إقرأ الصفحة
3- معرفة الإمام أبى العزائم رضى الله عنه ...
4- البحث عن المعرفة الشهودية . .. .
5- العثور على الرجل الحي .... ...
6- البداية الصحيحة للسير إلى الله ..
7- فى صحبة الشيخ رضى الله عنه ..
8- ثمَّ جاءت المرحلة التالية
9- النشاط والدعوة والهدف .
1 - بداية البداية:
وأنا فى السنة الثانية من كلية دار العلوم – جامعة القاهرة- وكان ذلك فى عام 1967 ميلادية ، حببتإلى العبادة ، وخاصة الصيام وتلاوة القرآن والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، والمحافظة علىالفرائض فى أوقاتها فى جماعة.
واستأنست فى تلك الفترة ببعض الكتب الدينية محاولا جهدى أن أقرأها لأعمل بها ، وكانت البداية هىكتاب)) تنبيه الغافلين ((لأبى الليث السمرقندى ، ثم كتاب))بداية الهداية (( للإمام الغزالى ، وهو مطبوع علىهامش كتابه)) منهاج العابدين(( والذى وضع فيه رضى الله عنه منهاجا كاملا للفرد ، من وقت يقظته من نومهحتى نومه ثانية بعد صلاة العشاء .
وقد أكرمنى الله عز وجل بتنفيذ ما فى هذا الكتاب ، بالإضافة الى صيام يومى الاثنين والخميس من كلأسبوع والأيام الفاضلة كأيام العشر من ذى الحجة ويوم عاشوراء وغيرها ، وكذا حبب إلى الصلاة على النبىصلى الله عليه وسلم فكنت أواظب على قراءة كتاب)) دلائل الخيرات ((للإمام الجزولى وكتاب )) أنوار الحقفى الصلاة على سيد الخلق ((للشيخ عبدالمقصود سالم ، وكنت أجد لذة عظيمة فى الصلاة عليه فى طريقىبصيغ كان يلهمنى الله عز وجل بها ، حتى كنت أفرُّ ممن أعرفهم فى الطريق حتى لا يشغلونى عن تلك اللذةالعظيمة وجعلت لى حزبا من الصلوات والتسليمات عليه صلى الله عليه وسلم أقرأه فى منتصف الليل قبلنومى ، وكنت أقرأه فى سكون الليل ووحشته ، وأحس بأنس عظيم يجعلنى أستحضر أنه صلى الله عليه وسلم سيحضرنى ويمكننى من رؤيته ، وأنام على هذه الكيفية وأنا منتظر ومترقب لمجئ حضرته ، فأكرمنىالله عز وجل برؤيته صلى الله عليه وسلم مرات عديدة..
وقرأت في ذلك الوقت كلاماً منسوباً للإمام الغزالى ومقتضاه: أن العبد إذا واظب على الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأنس به ويراه، ثم تعلو همته بكثرة الصلاة عليه فإنه صلى الله عليه وسلم يصير شيخه ويوجهه في منامه أو في يقظته عن كان من الأقوياء ومثل هذا لا يحتاج إلى شيخ آخر وصادف هذا الكلام هوى في نفسي وعزمت على السير في هذا المنهج إلى منتهاه.
2- البحث عن العارف
2- البحث عن العارف
وكان في ذلك الوقت يتجمع الصالحون حول العارفين المنتقلين، وخاصة في موالدهم وكنت أتردد على تلك الموالد بحثاً عن الصالحين للتعرف عليهم وزيارتهم، وأيضاً كنت أتردد على الأضرحة المباركة بدعوة من أصحابها، فكنت أرى نفسي في ضريح رجل من العارفين ربما لا أعرفه من قبل، فأذهب إلى زيارته، وفي لقائي برجل من الصالحين هو الشيخ حسن شعبان(1). ، وأثناء تجاذبنا الحديث سألني: هل لك شيخ؟ ، فقلت: نعم، شيخي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: هذا لا ينفع عندنا (أي عند أهل الطريق) من لا شيخ له فالشيطان شيخه، فكانت هذه الكلمات بمثابة الشرارة التى حركت ما كمن في نفسي من حب الإتصال بالعارفين تحقيقاً لقول الله عز وجل فى [الآية(119) التوبة]: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ )
فكلما سمعت عن عارف أو صالح ذهبت إليه وعرضت نفسي عليه.
فمنهم الشيخ "أحمد حجاب رضى الله عنه" (2) الذي قال لي: "هو أنا شلت نفسي لما ها شيل غيري" فخرجت من عنده حزيناً، ولم أكن أعلم أن الأولياء قسمان: ولي مرشد: وهو الذي يقيمه الله عز وجل لدلالة الخلق عليه، وولي لنفسه: وهو الذي يقيمه الله لعبادته وطاعته.
ولما كانت الكلية بحي المنيرة بالقاهرة في ذلك الوقت بالقرب من السيدة زينب رضي الله عنها، فكنت أتردد على السيدة زينب كثيراً وأسأل عن الصالحين.
فذهبت إلى الشيخ عبدالمقصود سالم (3) ، وعرضت عليه صحبته فقال لي: هل تزوجت؟ ، فقلت: لا، فقال: عندما تنهي دراستك وتتزوج إئتني ، فتعجبت لأني كنت في حال لا أحس فيه بأن هذا الأمر عائق في السير إلى الله ، فقلت له على الفور: وهل سيدنا عيسى تزوج؟ ،فأجابنى: لسنا كسيدنا عيسى.
وبعد بحث جهيد مع الصادقين من رجال الله تارة ومع البطالين في طريق القوم، والذين هم في نظرنا قطاع طريق للخلق، ولذا لا نجد داعياً لذكرهم....
ذهبت في المولد الرجبى لسيدي أحمد البدوي بطنطا لزيارة الشيخ إبراهيم حسين عمّار(4) ... بعد ما سمعته عنه.، وعندما صافحته وجلست أمامه، أخذ يتأملني ثم يثني عليّ وطلب مني أن أكرر زيارته فتوثقت عرى المحبة بيننا ومكثت معه سنتين كانت فيهما التربية الروحية الأولى لي، وكان رجلاً صاحب حال، وهو قطب للمقام العيسوي، فكان يضع يده على ظهري ويربّت بها فأحسّ بحرارة الحال تنتقل إلىَّ.، وقد ورثني الله عز وجل ببركته أحوال باطنية حتى كنت لا أطيق أن أحرك لساني لإستماعى بوضوح إلى الذكر الذي ينشغل به جناني، إلى درجة أني كنت عندما أركب المواصلات في طريقي إلى الكلية، لا أحس بأجساد من حولي رغم شدة الزحام ولصوقها بي لما أنا مشغول به.
وهذا حال طيب، ولكن كان سيؤثر عليَّ تأثيراً سلبياً لولا أن تداركتني عناية الله عز وجل، فقد قوّى هذا الحال عزمي على التفرغ للعبادة، ونويت فعلاً ترك الدراسة والبحث عن مكان منقطع أتفرغ فيه لعبادة الله عز وجل لما أجده من لذة في العبادة، لولا أن تداركتني عناية الله بمعرفة الإمام أبي العزائم رضى الله عنه .
--------حاشية الفقرة -----------
(1) الشيخ حسن شعبان : وهو من قرية تاج العجم مركز السنطة غربية، وقد فرغ نفسه لتحفيظ القرآن، ورفض العمل بالشهادة الأزهرية رغم حصوله عليها عملاً بالحديث الشريف الذي روي عن سيدنا عثمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} .. رواه البخارى، وقد توفي في الخامس من فبراير عام 1975م.
(2) الشيخ أحمد حجاب : وهو رجل صالح حصل على العالمية من الأزهر الشريف، وتفرغ للعبادة في خلوة بمسجد سيدي أحمد البدوي، على نهج شيخه الشيخ محمد شريف وهو من كبار أقطاب الطريقة الإدريسية، وظل على عبادته ولم يتزوج النساء حتى لقى ربه عز وجل عن عمر يناهز مائة وخمسة أعوام، وله ضريح يزار بمسجد سيدي احمد البدوي وله كتاب مطبوع هو "العظة والإعتبار آراء في حياة سيدي أحمد البدوي الدنيوية والبرزخية" وتوفي في 13 يوليو سنة 1978 م الموافق 9 من شعبان سنة 1398هـ.
(3) الشيخ عبد المقصود سالم : وهو عسكرى شرطة تدرج فى الوظيفة حتى وصل إلى رتبة ضابط، وكان يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله في ذلك كتاب "أنوار الحق في الصلوات على سيد الخلق" ولما فتح الله عز وجل عليه أسس جماعة تلاوة القرآن الكريم في السيدة زينب وتفرغ لجمع الخلق على الله، وله من الكتب أيضاً في ملكوت الله مع أسماء الله والحضرة في رحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توفي في ليلة الجمعة 26 من شعبان سنة 1397هـ الموافق 11 من أغسطس سنة 1977م.
(4) الشيخ إبراهيم حسن عمار : وهو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب، نزح من محافظة أسيوط واستقر بطنطا، واشتغل بالتجارة، وتعرف على الشيخ صديق، وهو رجل من المجاذيب مدفون الآن بقرية ميت يزيد مركز السنطة غربية، ولما تعرف على الشيخ صديق انتقل إليه حاله، فترك تجارته وزوجته وولده وأقام في جبل بقرية الأمبوطين مركز السنطة غربية لمدة سبع سنين، منقطعاً عن الخلق، كان فيها يجد أحياناً من حرارة الذكر ما يدفعه إلى إلقاء نفسه في الترعة وسط الماء في البرد القارص ليلطف من حرارة داخله، ولما استقرت به الأحوال، انتقل إلى عزبة شعير وأقام بها يهدي الناس إلى الله عز وجل حتى توفي بها عن خمسة وتسعين عاماً،
وأقيم له مسجد وضريح بها وكانت وفاته في سبتمبر سنة 1978م.
التعليقات (0)