مواضيع اليوم

hالصحراء والحرب

علي الطائي

2010-07-20 09:08:18

0


الصحراء والحرب

علي الطائي
alihseen2002@yahoo.com

هذه ليست رواية أو قصة بل هي محاولة لسرد وقائع عاش كاتبها جزء منها وسمع الجزء الأخر من من عاشوها
أتمنى إن أوفق فيها
-----------------------------
يدخل علاء الوحدة ويرى الوجوه وجمة من هول الصدمة فبتسأل ماذا
هنالك
يرد إبراهيم -دخلت قواتنا الكويت
علاء -ماذا تقول
حسيب - ما سمعت جيشنا دخل الكويت
علاء -هذا جنون فلن تسكت أمريكا علينا
إبراهيم -اسكت لا يسمعك احد
نعمة -الم نكن نرى قواتنا تتجه إلى الحدود
علاء- ماذا بعد ذلك
إبراهيم - أعلن عن تشكيل عدة فرق وتم إعلان استدعاء عدة مواليد للالتحاق فورا
علاء -هل عدنا إلى الحرب فلم تمضي سنتين على انتهاء حرب إيران ولم نسترد أنفاسنا وندخل في حرب ألان
حسين -ما عليك أبو عدي أكيد حسبها إلف مرة وسوف ينتصر
علاء -هذه المرة ستكون الأمور كبيرة ولن تقبل أمريكا ولا الغرب ولا العرب بهذا ماذا عن جابر أمير الكويت
حسين-لقد هرب مع حاشيته إلى السعودية
علاء -سوف يؤلب الدنيا علينا ولن يقبل إن يضيع ملكة هكذا
يستدعى المقاتلون إلى ساحة التدريب لغرض التدريب حسب المنهج المعد لهذا اليوم وتستمر المناقشات والحوارات حول الموضوع بين مكذب ومصدق لهذا النبأ ومن يتوقع إن صدام سوف ينتصر وبين من يرى أنها ستكون هزيمة وان هذا جنون ولكن الخوف يبقى مسيطر على الجميع في ذلك الوقت كان من يريد إن يتحدث عن القائد يجب إن يكون حذرا
فعلاء وحسين لا ينسون أنة قبل فترة كانت تقام مباريات كاس العالم وكانوا يتابعونها بشغف وفي احد الأيام وخلال المبارة قام احد الجنود بتغير القناة وكانت تبث حديثا لصدام وعندها لم يستطيع احد إن يعيد التلفيزيون إلى قناة المبارة فمن يجرؤ على ذلك فسيكون احد السجون بانتظاره بعد أيام فكلام القائد أهم من إي شئ

من أي شيء آخر فقام علاء وحسين بالاتفاق على أن يقوم أحدهم بقطع التيار الكهربائي عن الوحدة ويقوم الأخر بتغير القناة وعند عودة الكهرباء يترك الأمر كأنه صدقه .
بعد انتهاء التدريب وتوجهوا إلى تناول الغداء وبعدها إلى النوم ولكن لم يستطع إلا عدد قليل من النوم وأخيرا قرروا الذهاب إلى النهر لصيد السمك أو للسباحة بالماء فدجلة نهر لا ينضب من السمك والخيرات وكانت وحدتهم تقع على دجلة ولا تبعد عن النهر أكثر من 200 متر وهي عبارة عن بنايتين المسافة بينهم 100 متر احدها أصبحت مقرا للوحدة والأخرى عبارة عن مكان المقاتلين ونومهم . وهي تقع على الطريق إلى البصرة فكانوا يرون نقل قوات الحرس الجمهوري إلى البصرة تحشد على الحدود مع الكويت .
ولكن لم يكن علاء وزملاؤه يتصورن إن يدخل العراق الكويت بل تصوروا إن الأمر عبارة عن تهديد واستعراض للقوة لغرض إجبار الكويت على دفع عدة ملايين للعراق فلا يوجد مجال للمقارنة بين الجيشين العراقي والكويتي
وألان ماذا سيكون مصيرهم لأنهم يعرفون ان صدام ممكن ان يفعل اي شئ ولن ينسحب من الكويت
كانت الأيام تمضي مثل غيرها كئيبة وثقيلة وكانوا يرون الشاحنات وهى تتجة إلى بغداد محملة بمواد مسروقة أو مأخوذة من الكويت . التي أصبحت المحافظة 19 للعراق حسب قرار صدام وكان في هذه الإثناء الدول العربية والعالمية تندد بالاحتلال وبدء مجلس الآمن الدولي يصدر القرارات ضد العراق وتأزم الوضع وصدام لا يسمع إلا صوت غروره الأجوف ولكن لا احد يستطيع إن يقول لا
علاء -إبراهيم متى توقع الإجازات نريد إن نذهب إلى أهلنا
إبراهيم -اليوم نغادر إن شاء الله لا تقلق
نعمة -هم عن الحرب تتحدثون إلا تخافون من العواقب
علاء - إي حرب إننا نتحدث عن الإجازات
حسيب - ستذهبون وتتركوني وحدي هنا لو إن إجازاتنا معا
علاء -حسيب أنت ما ينخاف عليك تستطيع إن تدبر أمورك
يغادر علاء وإبراهيم ونعمة الوحدة إلى ناحية قلعة صالح لأخذ سيارة إلى مدينة العمارة وأصبح حديث الناس في طول الطريق عن دخول القوات العراقية الكويت ويتحدث البعض عن سرقات قام بها الحرس الجمهوري لمنازل ودوائر حكومية وانتهاك للإعراض هنا يبادر إلى ذهن علاء قولة تعالى على لسان بلقيس {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }النمل34
فقد عاث رجال صدام فسادا في ارض الكويت عندما وصلوا بغداد كان الوقت ليلا فتوجهوا إلى السيارات التي تقلهم إلى مدينتهم بغداد ما أجملها في الليل وما أروعها فأنت تسير في شوارعها لا تحس إن الوقت ليل لان الحركة لا تهدأ والأنوار تملأ الشوارع وأنت تسير ترى لافتات كتب عليها بغداد بناها المنصور واعزها صدام
على اعتبار إن صدام منح العز والمجد لبغداد وصلوا عند الفجر إلى مدينتهم التي تبعد بحدود 400كم عن بغداد كانوا طوال الليل يتابعون الإخبار التي يبثها راديو السيارة والتي تتحدث عن دخول العراق الكويت ما أطول هذا الليل والطريق رغم أنهم كانوا قد قطعوا هذا الطريق عشرات المرات في ذهابهم وإيابهم إلا أنة اليوم أصبح طويلا وبلا نهاية
عندما توجهوا إلى منازلهم كانوا يروا وجوه الناس تغيرت هناك إحساس بالخوف من المجهول
في هذه الفترة كانت الاستعدادات لحرب العراق جارية على قدم وساق ومجلس الأمن اصدر عدة قرارات ضد العراق بفرض الحصار الاقتصادي والجامعة العربية أعطت الضوء الأخضر لتدخل دولي لطرد قوات صدام من الكويت
الأسواق بدأت تنفذ منها المواد الغذائية والأسعار بتصاعد مستمر وأعلن عن العمل بنظام البطاقة التموينية للعراقيين حيث قرر صدام إن كل عائلة تحصل على بعض المواد الغذائية الضرورية لحياتهم عن طريق البطاقة
قضوا الثلاثة إجازتهم ويوم العودة كانوا متفقين على موعد محدد في كراج السيارات والتقوا وذهبوا إلى بغداد ومنها إلى العمارة حيث مقرو حدتهم
عندما وصلوا كان قد صدر الأمر بنقل عدد منهم إلى الوحدات القتالية لدعم تلك الوحدات استعدادا للحرب فنقل علاء إلى لواء مدرع
إبراهيم -علاء ستنقل إلى لواء مدرع أنها مشكلة بالنسبة لك

فقد لا تجد اصدق مثلنا
علاء- ماذا العمل أنها الحرب ولا احد يعرف ما سيحصل لنا
نعمة -علاء سوف نشتاق إليك
علاء -أكيد
يستدعى علاء وكل المنقولين لغرض استلام أوامر النقل والالتحاق بوحداتهم الجديدة وعلاء يبقى لبعض الوقت ريثما يقوم بتسليم ما بذمته من تجهيزات وبعدها يذهب إلى وحدته الجديدة
يسلم الأمر الخاص بالنقل إلى مكتب الوحدة ويذهب إلى القسم الذي سيعمل بة
وعند الظهر يستدعي الأمر علاء ليتعرف علية
يذهب بصحبة مسؤول الوحدة يقدم نفسه إلى الأمر المقدم رحيم
الأمر –كم عمرك
علاء 20سنة
الأمر -من إي محافظة
علاء –نينوى
يسال الأمر علاء عن سبب النقل ويجيبه علاء
يخرج علاء بعد إن يؤدي التحية العسكرية للأمر. ويذهب ويبقى بعدها عدة أيام يحس بالوحدة فهو لا يعرف احد ويحب العزلة في هكذا مواقف لا يريد الاختلاط مع أشخاص قبل إن يتعرف عليهم جيدا وتسير الأيام رتيبة وكئيبة وتبلغ الوحدة بالاستعداد لتحرك إلى منطقة حفر الباطن وهى منطقة صحراوية على الحدود السعودية حينها لا يكون للحياة طعم وفعلا يحس علاء إن كل هذا بدون سبب مقنع وان الهزيمة ستكون مصير جيش العراق وصدام ولكن لا يستطيع إن يبوح بما يجول في نفسه لأحد
تستعد الوحدة ويقومون بحزم أمتعتهم استعدادا لوصول الشاحنات التي ستقلهم إلى ارض قد لا يعودون منها إلا جثث هامدة أو لا يعودون أصلا وفي صباح مشمس تحضر الشاحنات ويتم تحميل الدبابات عليها
علاء وزملائه كان لديهم عجلة مدرعة خاصة بهم وبنوع عملهم يحملوها على الشاحنة
خلف -علاء جاء ألان نائب ضابط نقل إليكم
علاء -من يكون
خلف -يدعى باسم
علاء أين هو فهو صديقي من وحدتي السابقة كان مجاز والتحق ألان

خلف-هل تعرفه
علاء -نعم فهو صديقي وشخص جيد
باسم -أهلا علاء
يتقدم علاء ويعانق باسم فهو منذ إن جاء إلى هذه الوحدة لم يجد شخص لدية علاقة قوية بة أو يحس بوجوده
باسم -إلى أين تتحركون
علاء -إلى حفر الباطن جئت بوقتك
تتحرك الشاحنات إلى البصرة ومنها تدخل منطقة صحراوية ترى الرمال على امتداد البصر وكلما اوغلوا بالتقدم ازدادت الوحشة وازدادت الرمال وكانوا يروا في الطريق وحدات ورجال آخرون قد سبقوهم إلى المكان إن هذه الصحراء يمكنها إن تبلع كل جيش العراق
يقول علاء مخاطبا باسم وزملائه الآخرين
فيرد السائق
لقد نقلنا بالأيام الماضية فرق كاملة وسننقل عدد أخر منها
علاء -إلى أين يصل هذا الشارع
السائق- يقال أنة يصل إلى السعودية
علاء -إذن سنكون على الحدود
السائق -نعم
علاء -ما تلك الأبراج
السائق -أنها خاصة بالنفط فأنبوب النفط العراقي الذي يصل ميناء ينبع السعودي يمر من هنا
وكل عدة كيلومترات يوجد برج وهى تدعى المعابر
علاء -أين سيكون موقعنا
السائق -أتصور على معبر 12
علاء -هل سنصل إلى هناك بالسيارات
السائق -لا ننزلكم على الشارع ثم تسيرون بالعجلات المدرعة إلى هناك فالسيارات لا تستطيع الدخول قد تغوص بالرمال
كم كانت تلك الليلة ثقيلة على إفراد الوحدة فلا كهرباء ولا ماء إلا ما كانوا قد جلبوا معهم بالجليكانات والطعام قليل وأكثرهم لم ينم تلك الليلة إلا ساعات قليلة لقد كانت ليلة كئيبة وثقيلة
وعند الصباح تم تعين أماكن الدبابات وأماكن حفر الملاجئ الخاصة بالجنود وتلك الأرض الرملية كم كانت عصية على قوات صدام ولم يستطيع احد إن يحفر موضع واجبروا على طلب بلدوزرات وشفلات لغرض حفر المواضع
كانت الأيام تمر ببطء شديد ورتابة وقد أصبح الكل مولعا بالإخبار وقلما تجد أحداً من جنود تلك الكتيبة أو حتى إفراد الجيش لا يملك راديو قيثارة موجة واحدة يستمع إلى كل ما يستطيع من إذاعات تتحدث عن الحرب التي كان كل يوم يمر يقربها أكثر
فرغم وساطات الدول العربية والعالمية وحضور الشخصيات المهمة إلى بغداد التي أصبح مطارها لا يهدء إلا إن صدام بقى مصرا على البقاء بالكويت
حيث كان قد جاء بعدد من الضباط الكويتيين وقال إن هؤلاء قاموا بانقلاب ضد أسرة إل صباح الحاكمة وإنهم طلبوا انضمام الكويت إلى العراق واخذ يردد إن الكويت عراقية ويجب إن يعود الفرع إلى الأصل
باسم -علاء ما رأيك بما يقولون حول أصل الكويت
علاء -هذا هراء لقد حاول عبد الكريم قاسم ذلك ولكنة لم ينجح
ألان دخلنا الكويت ولكن كم من الوقت سنبقى بها إذا جاءت الحرب فلن نبقى أكثر من شهر إذا ما اقل
باسم -علاء هذا الكلام غير صحيح هذا جيش العراق لذي هزم إيران وهو قادر على هزيمة كل جيوش العالم إلا تنسى إن قائدة هو صدام وهو قائد عظيم
علاء- هل تضحك علية أم على نفسك إذا كنا هزمنا إيران فهذا لان العالم كله كان معنا والكل يمدنا بالسلاح إما ألان فلا احد معنا ولا يوجد عندنا سلاح نقاتل بة إلا بقايا حرب إيران والتصنيع العسكري لا يكفي وهل سنقاتل بالحجر والعصي أخي لف الموضوع فمهما تكلمنا لا فائدة علينا الانتظار
باسم -علاء أراك لا تريد الاعتراف بأننا جيش قوي ولكن قائدنا سينسحب من الكويت إذا انسحبت إسرائيل من ارض فلسطين لأنها أرضنا العربية المغتصبة
إذن لماذا لا يعدون الجيوش لمحاربة إسرائيل أنها مؤامرة على العراق وشعبة وقائدة إسرائيل لا تلتزم بقرارات

علاء -باسم هل أصبحت خبيرا سياسيا وأنا لا ادري ماذا تقول إسرائيل هي البنت المدللة لأمريكا والغرب والاهم أنة لا يوجد رابط بين القضيتين فما علاقة الكويت بإسرائيل لقد دخلنا الكويت ظلما وجورا وشردنا أهلها
صدام يبدأ بإطلاق سراح الرهائن الغربيين بالعراق تباعا فكلما حضر مسؤول غربي أطلق معه مجموعة منهم ولم يبقى إلا الأمريكان وأخيرا ارتكب الغلط الأكبر بعد دخول الكويت وهو إطلاق سراح الرهائن الأمريكان
علاء -إذن لا بد من الحرب فصدام أطلق سراح الرهائن من العراق ولم يعد يوجد من يخاف علية الغرب
وكان علاء يحدث نفسه وهو ينظر إلى النجوم في ليلة صافية واخذ يفكر هل أصبحت ابحث عن الرهائن والدروع البشرية لا أكيد لا اقبل إن يتحول الإنسان أين كان إلى درع بشري ولكن صدام حولنا إلى فاقدي التفكير الإنسان خلقة الله وأعطه العقل ليفكر بة علينا إن نقول لا لما يحدث ولكن كيف وكل من يفعل ذلك الموت أو السجن مصيره بل يصبح كل من يعرفه مراقب من قبل الأمن صدام مهما حاول إن يغير نفوسنا لن يقدر على ذلك إني لا اقبل إن يكون البشر ضحية نزوات البعض
يمنح علاء إجازة لمدة ثمانية أيام ويذهب إلى مدينته يلتقي إفراد عائلته و اصدقائة
يحاول إن يلتقي مع حبيبته تلك التي خفق قلبه لها فكانت الحب الأول في حياته وكم حاول إن يصارحها بهذا الحب ولكن كانت الكلمات تفلت منة الحب بالنسبة له لم يعد لة طعم او يمثل لة شئ لكنة كان يريد ان يبوح لها بمكنون قلبه فلا يريد الموت بدون ان تعرف انة يحبها
قضى فترة الإجازة ولم يستطيع إن يخبرها بحبة كان متشائما وبائسا ومدينته كانت قد لبست لباس الحرب فكل مكان يذهب إلية يوحي ان الحرب قادمة لا محال
عاد الى وحدته وقضى أكثر من 17 ساعة حتى وصل إلى وحدته في تلك الصحراء القاحلة كان الشتاء قد دخل ولم يعد يفصل العراقيين عن الحرب الا امد قليل

 

عندما عاد إلى وحدته كانت إعداد كبيرة من الجنود قد هربوا وتركوا الوحدة وبعضهم لم يلتحق من الإجازة فلم يعد إلى الوحدة مع علاء إلا بحدود نصف المجازين وبعدها تقرر وقف الإجازات لمنع الهروب وتم تشكيل سيطرات على الطريق لمنع الهاربين وكانت عقوبة الهروب قد تصل الى الإعدام وما يجلبه ذلك من متاعب على أهل المعدوم

الخوف من الموت شئ غريزي عند الإنسان وكل إنسان يحاول التشبث بالحياة قدر المستطاع والإنسان يعلم ان مصيره الموت والقبر ولكن عندما يرى نفسه يموت هباءا وبلا سبب إلا لإرضاء رغبات ونزوات شخص يريد ان يتجبر ويطغي بل يريد ان يتذلل لة الكل ويحس انة أصبح محور العالم بالإضافة إلى ما يتعرض له الهاربين من اهانة وتعذيب وسب
تحدد يوم 15-1-1991 كأخر موعد لانسحاب القوات العرقية من الكويت وحشدت أمريكا قوات ما عرف بتحالف الثلاثيني
في تلك الإثناء عقد اجتماع في سويسرا بين جيمس ببكر وطارق عزيز وزيري خارجية أمريكا والعراق ولم يسفر عن إي شئ وكأخر محاولة في طريق منع الحرب وصل بغداد الأمين العام للأمم المتحدة حاملا غصن الزيتون كإشارة على السلام إلا انة بقى ينتظر ان يلتقي بة صدام لمدة أكثر من أربعة ساعات وكأنة موظف لدى صدام ثم التقى بة ولم تسفر الزيارة عن انفراج بل ازدادت الأمور تعقيدا
قبل الحرب بحدود أسبوع أرسل علاء إلى مدينته بمهمة تتعلق بالوحدة لمدة خمسة أيام ولم يتصور احد انة سوف يعود التقى عائلته و اصدقائة وكانت أقوالة توحي أنة لن يعود من الحرب حيا فقد كانت الأمور تسير بكل المقاييس لصالح التحالف وطلب منة عدد من أصحابة ان لا يعود الى الحرب وان يذهب ليسكن عند اقاربة رفض الفكرة ليس حبا بصدام او إيمانا منة بالحرب ولكن لكي لا يتهم بالجبن والتخاذل ويعرض عائلته الى مشاكل مع النظام ولا يتعرض هو إلى الاهانة والمذلة على يد أزلام النظام عاد قبل الحرب بيومين وكانت الأمور أصبحت أكثر تعقيدا
فأرزاق الجنود ( طعامهم ) قلت بنسبة كبيرة والماء شحيح الى درجة كبيرة والدبابات لا تعمل الا بعد سحبها ونسبة العطلات لا حد لها وتقرر تحديد حركة العجلات ترشيدا لاستهلاك الوقود والأغرب والانكى من ذلك ان الأوامر صدرت إلى أمري الوحدات ان تكون تقاريرهم جيدة وان المعنويات عالية إي عكس الواقع
في ذلك الشتاء الأسود كم ابتلعت الرمال في حفر الباطن من الرجال الذين لم يكونوا الا ضحايا الحرب والطغاة
انتهت المهلة وأصبح الكل يترقب الحرب أو إن يقرر صدام الانسحاب من الكويت ليجنب بلدة حربا ودمارا أكيدين ولكن كيف يراد لمن ركبة الغرور وجنون العظمة ومن يعيش في بروج عاجية وعالم خاص بة ان يحس بالألم الشعب
بعد الخامس عشر من كانون الثاني كانت أحاديث الجميع تصب في الحرب
باسم -قد لا تفعلها أمريكا وتضرب العراق
حسن- الحرب قادمة لا محال فهم لم يأتوا إلى هذه الصحراء للنزهة
باسم -لا مجال للهروب ألان فالسيطرات في كل مكان والصحراء كبيرة ولا يوجد طريق أخر
علاء -باسم هل تريد الهروب ألان لماذا لم تهرب سابقا
باسم -كنت امني النفس بالانسحاب من الكويت
باسم- فكروا بما سنتعشى الليلة فلا يوجد طعام بالمطبخ
علاء - لدينا بعض التمن في المدرعة ليذهب أحدكم ويجلبه ليطبخه والشاي المر فلا يوجد سكر
حسن - هم تمن وشاي مر لقد تلفت أمعائنا من ذلك
علاء - اجلب لنا الدجاج او البط إذا عندك بلا بطر رجاءا
بعد العشاء والبرد القارص يدق مفاصلهم ينام الجميع او يتظاهرون بالنوم
عند منتصف الليل يقوم باسم بإيقاظ علاء
قاسم -انهض علاء
علاء -ماذا تريد
قاسم الأمر يريدك ألان
علاء ماذا يريد كم الساعة
باسم - الثانية والنصف
علاء -ماذا يريد هذا البطران ألان
باسم -اذهب واعرف فقد بعث عليك أكثر من مرة
يغادر علاء بعد ان يرتدي ملابسة إلى مقر الأمر البعيد عن موضعة ويصل بعد إن كاد يضيع في الصحراء
الأمر -علاء أريدك ان توزع جماعتك على السرايا وتبقى أنت بالمقر
علاء - ماذا حصل
الأمر - الحرب بدأ ت ألان
علاء -لنؤجل هذا إلى ان نتقدم للهجوم
الأمر - لا صباحا يتوزعون هذا أمر
علاء -حاضر سيدي
يعود علاء إلى موضعه ويبلغ رفاقه بذلك الأمر وأمر الحرب
باسم - لا نبقى جميعا معا
علاء - اذهب وقل للأمر ذلك
باسم -من يقول إن الحرب بدأت لم نسمع إي إخبار إلى ألان
يقررون النوم
وعند الصباح يوقض باسم علاء
لقد بدأت الحرب فعلا
علاء ----إذن قضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتيان
أنها الحرب والدمار والموت
ليرحمنا الله
انتهت

21-12-2004

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !