مواضيع اليوم

demi demi

سعيف علي

2009-09-10 11:18:12

0

 

نصف بيمول

 

 

 

 

 

 

1

حائط فولاذي1

أغلق التلفاز على أخبار الحائط الفولاذي… أغمض عينيه..حاول أن يتذكر دروب السنة و هي توارب الباب لتمضي…قال كم كانت حزينة… تذكر أنه خرج من حطام داره بكسر واحد رغم أن القذائف دكتها…التأم كسر العظم لكن كسر الدمع لا زال يرابط في مقلتيه…قال رحم الله أمي لم نعثر عليها مع شجر الزيتون و هي تجمع حباته…ثم فتح التلفاز على أخبار الحائط الفولاذي

2.

كل عام وأنت أنت..كل عام و أنا أنت

أغلق التلفاز على أغنية …أشعل سيجارة..تذكر أنه عرف في هذه السنة و هي توارب الباب لتمضي قبلة الحب..أغمض عينيه و قال كل عام و أنت أنتِ …كل عام و أنا أنت…ثم فتح التلفاز على أغنية

3.

مقامرة

وأنا أقامر بإدخال بنصري في خاتم فضي ضيق، كانت السنة الجديدة توارب الباب ، و تدخل بلباس شفيف لا يرى منه غير قمر يصعد في مرآة الحُجرة المستطيلة … وضَعَتْ عطرا جديدا على لباس أعددته للخروج مع السنة الماضية ثم أخذت خاتمي

4.

لغز

لغزتُ حين قلتُ أحبُّها …لكنهَا بنباهةِ الأُنثى،
دلقتْ كل الماء المغلي على حِذائي
حتى لا أطأ الأَرضَ مرَّات أخرى

5

. / سقَط الرَّجل
متجهما؛ دلف إلى البيت…لم يكلم أحدا وانصرف إلى وحدته في غرفته الصغيرة…لم يكلم زوجته و لم يكن بد من الكلام
.
)
سقط الرجل(
هكذا كان يقول … قضِي فيه الأمر وانتصرت هزيمته … تبدد فيه العجز وأخرج له العمرُ كل الفاجعة.
عاد منهكا..لا تترتب عنده كلمة واحدة ولا تسوده إلا الفِكرُ السوداء.
تاه في الهاجس ..كيف سيذهب للعمل… كيف سيدخل من باب الموظفين… كيف سيدخل مكتبه
كيف سيلقى رواد المقهى في العشِية…. لن يتحمل شماتة إبراهيم …و ضحك المنذر و استهزاء عبد القادر..وصالح….كان يتأوه من الألم.
سقط الرجل (
هكذا قال مرة أخرى..تعقدت أساريره وتجهم وجهه … حلف إن كلَّمته زينب أن يسبَّها وأن يطلِّقها
كان يريد أن يصيح وان يصرخ وأن يضع رأسه في ماء باردٍ…كان كمرجلٍ يغلي، … بركاناً يتأهَّب
لإطلاق ناره…ارتعش…عمي…صَمِيَ1…أزبد …أرعد…كاد من الغيظ أن يكسر معصمه وهو يدقُّ الحائط
)
سقط الرجل ..)…هكذا قال مرة أخرى
)
همٌّ ..ما هذا الهمْ(…
قام إلى الطاولة فجأة ….. قلبها … كسر لوحةً كانت معلَّقة….كان الجميع يسْمعون ضجيج التكسِير… لم يتجَاسر أحد على دخول الغرفة … كان في غضبُه دائمًا؛ جنونًا بلا هدُوءْ…لن يستطيع أحد أن يخَاطبه…كانت رفاهةُ جسده الممتلئ و طولُه الفارع يجعل له سطوة حتى بعيدا عن الحنق
كسَر … كسَّر … كُسِر معصمه لكن لم يتأوَّه … لم يصِحْ كأنَّه كان في خدَرٍ..
عاد إلى فكاره، وعالج يومه بالنظر فيه ..متى أفاق ..متى خرج من البيتمتى مرَّ على جميع أصدقائه في غبطة و سعادة…قال لهم في سطوة صوته الجهوري:
اليوم سأحق كل أعدائي .. كل الذين لا يقاسمون الواني ..كل الذين يكيدون لي …سأرميكم خارج المقهى
يا أولاد(..)…)..كان قويا ..هامةٌ وقامةٌ و جنونٌ… كان فتوةَ الحارة..باندي2 رغم وظيفته الصغيرة في إدارة الجوازات …
)
سقط الرَّجل ..(..
)
همٌّ ..ما هذا الهمْ(…..
-(
غمٌّ..غمٌّ. اااااااااه…بأي وجه سألقى أولاد …حَيْتْ…أحَييْتْ)3
عاد منهكا ..تعبا…خائرا..اعمي..متمسكا بالحائط ..ثقيل الخطو..متثاقل ..كان يعبر الفضاء ويحس كل الأصوات كالوجيب و الهتافات تملأ أسماعه في صدح كثيف
صاح تبا للكورة4 ..لماذا أضاع علينا ابن(…) فرصة الانتصار
(………)
، (………)،(………)،(………)،(………)،(………)
كان همًّا..همًّا حقيقيا
)
سقط الرجل (
هكذا كان يقول…..
كان همًّا……

1. دارجة تونسية بمعنى عمِيَ مرَّة واحدة

2. . دارجة تونسية بمعنى فتوة 3

3. . دارجة تونسية بمعنى التأوه 4

4. . دارجة تونسية تعني كرة القدم

6…..

/ رجل رومانسي…..

كان يذكر جيدا ذلك النهار الذي قرر أن يخبرها عنه. لم يسأل نفسه كثيرا لماذا فكر أن يجعل هذا الالتزام الثقيل حملا يحمله دون أن تسأله عنه. قد يكون ذلك انه اعتاد أن يصمت فلا يحدث أحدا إلا بما يجب أن يكون صورة مثلى كصورته التي تعرفها عنه و تشاهدها كلما جعل عينيه صوب عينيها العسليتين.

كان يجب أن تعرف انه لن يحدثها، لأنها كانت مشروع حياة و عقد مستقبل، أو لأنه أحب أن يقذف ما في نفسه .فلم يكن في تكوينه الربع شيء ليس راض عنه حين فعله، و لكنه أحب أن يتعرى و يدع نفسه للنسمة و دفق الطبيعة.

كان يحب أن تعرف بعض ما يعرف عن نفسه، و أن لا يفتح كالفاتحين أرضا غير الأرض و لكن أن يفتح أرضا له يكسوها بما لم يستطع من قبل. … يقو ل في نفسه كلما رآها و أخذه جمال وجهها ، انه لن يحدثها عن شيء واحد، لكنه سيحدثها عن نفسه جميعا. ستعرف بعدها من هو.

كان عنيدا مرهقا بعاداته الشرقية …. كتوما حيث لا يجب أن يكون كتوما ….إنه يحبها حقا لكنه لم يذكر لها أبدا انه يذوب في عينيها ويراها ملاكا سابحا في فلك هو مجرة عشقه و يصرخ داخله حين تكلمه في جوارب صوته الخشن …إني أحبك…أني أحبك. إنها تملكه حتى حين لا تكون معه و تملكه حتى آخر رمق فيه. يكاد يصرخ في صمته و يغني كل الأغنيات و يرفرف عيه من السعادة ما يملأ حياته.

يذكرجيدا ذلك النهار الذي أراد أن يذكر نفسه عندها، و يمرر لها عنوانه الصحيح.دعاها إليه و نظرا ليها في عشق، لكنه لم يستطع أن يقول لها أحبك، ونسي أن يذكر لها شيئا عن نفسه لكنه تذكر أن يقول لها انه يريد كشف الحر فاء…. كان يحبها فعلا ولا زال يذكر جيدا ذلك اليوم الذي قرر أن يخبرها عنه.

7

كآت الشمس

استطعت  أن أكون اليوم عند المنحنى.أن أخبر المدينة عن اتجاه الريح. أن أرمم بعض سورها القديم بمِلاط  بنِّي و أشرب قهوتي. كانت الشمس فقط  تقْهرني. لم ترد أن تقبل عذرا، أن توقد في سمتي وجه الدفء : سمعتني أقدح في نسل  مجرَّتنا  وأمسك الظِّل في حنَق لأنه رفض  رسمي على مدِّ رصيف خطوطا بيضاء لعبورٍ مُتَرجِّل.

8

متكآت درب التبانة

لم اقصد إلا أن أُلبس المجرَّة أقراطا ذهبية .لكن النُّور المنبعث  خاتلني حين رمى رائحة عناق أبدي على شرشف مكوي حملني إلى قصة حب غجرية ينتصر فيها العرف و تنتحر البطل.

9

متكآت الكلمة

لم أقصد  أن أترشف قهوتها، و أنا أمر في منحنيات أصابعها،و أردد قسمي أن لا أسرق خطوط يدها لكنَّ اللَّيل الجالس في قعر الفنجان ، لم يدرك أن خلطناه بدقيق السكَّر إلا حين سافر في صوت اصطدم بصداع  صباح شتوي و نحن نقسم أن هذا الشعر من نثر الكلمات لا يصلح فيه لا كبس و لا رخف ولا  براغي الأوزان.لا يصلح إلاَّ للإفساد.لأنه من صدعٍ يطلب رتقا؛ يرتكب شلل الكلمات.

10

متكأت العَبَط

لن يكون الطَّلب صعبا.سنقدم كأس شاي شمسي.نجلسه على متكئ و حصير.نمتعه قليلا بحلو كلام  ثم نعلقه على حبل غسيل نتهمه بالزندقة حتى نربح حسنات  ثواب  ونمضي بلا كلل إلى باقي الكلمات. فقط انتبه  ففي القول هاوية العبط و ثقب اسود لم يقدر إلا  أن يمسك خرسا جعلناه زينتنا و قناديل ليل يحب كثيرا أن يسرق من حلمي المرآة.

 

11.

إذا هذا كل ما تبقى؛  عاد إلى فكرة صغيرة راودته ، أن يشرب كاس حليب بارد و أن يحرك الملعقة عكس عقارب الساعة أربعين مرة ثم يصعد الشجرة ليقطف برتقالة ناضجة .

همس في نفسه لماذا لا يجلس هذا الصيف تحت شجرة تفاح لأنها على ما يبدو الوحيدة القادرة على تفسير الكثير من الأشياء التي تحيره...حاول أن يتصور  كيف هبط آدم برفقة حواء إلى الأرض و هو يشد شَعر نيوتن بقوة مؤذية .كان يريد إجابة عن ارتباط التفاح بالنزول و الجاذبية و السقوط .أما شجرة البرتقال فكانت  حاضرة  فقط للدلالة أن الفصل شتاء

12

قال لي

بإمكانك أن تبقى بعيدا

ستظل دائما محتاجا للبقاء في ملمحي :

إنها طريقتك في استدرار عطفي يا بُنيَّ

13

هل الشعر طريقة  للتمني و الرجاء؟

رغبتي هذه الأيام أن أكون معلقا رياضيا لا تشبه هذا الرجاء لكنها تقترب منه.

أبي كان شاعرا زجَّالا فذا، و أحيانا فصيحا حين كان يراسلني ليقول لي احبك يا بني.

14

هي ضربات موجعة …لا أدري ما خطر لي حينها .كنت فرحا بالقشَّابيةالزرقاء الجديدة. كان مقاسها الصغير شيئا مميزا.بدا لي حينها أنني كبرت .صار لي هيئة أبي في الشتاء…ماذا حدث إذا؟..أفلتُّ من يده دون أن يراني في زحام السوق، و توجهت فرحا إلى المنزل…لم افهم حينها لماذا غضب أبي كل ذلك الغصب و لماذا ضربني…كم أحب هذه القصة اليوم ..كم أتمنى أن يضربني الآن بسبب أخطائي الكثيرة

لباس تقليدي شتوي من الصوف

15

ابتعد عن خط الاستواء .

أدار الكرة ثم  و ضع إصبعه

 توقفت الأرض عن الدوران

قال أنا  الآن قادر على اختيار وطن جديد

.16

أحببت أن اقترح على الشمس بعض الدنو من صفحة البحر الهادئة لاني كنت أريد أن التقط صورة مع شجرة حفظت خربشة حبي الأول عشرين سنة. قالت لي مريم ..ما زلت اذكر جيدا...ستتذكر يوما ما انك قلت لي كم احبك.

17

كان يوما سيئا اخطأ في التكهن بنزول المطر. كان شكله بالمعطف الصيفي حقا مضحكا.

كان يوما سيئا ضحكت جارته الشقراء عندما رأته لكنه لم يعبا بها.كان آخر لقائه بها باردا جدا...

18

الكرة و السياسة

ما يحصل الآن أمامك يمكن اعتباره أمرا عاديا. يمكن اعتباره كذلك شيئا أكثر أهمية. لكن  المحير و الصعب و المستحيل أن تقنع القابع أمامك أن ما يقوله بطريقة المسرح ليس شعرا .إنه كلام عادي . ربما أنشودة  خفضناها صغارا في المدرسة.ما أشد مآزق الحقيقة. ما حصل البارحة يشبه ما حصل اليوم،نطت الكرة من الملعب الى السياسة.

عنف

العنف المتحفز في آخر كلامه كان حادا جدا حتى أنني تخيَّرت مكانا مفتوحا للهرب .قد لا تروقك فكرة أنّني جبان لكن فكرة انه ملاكم قديم وخواتيمه الكبيرة التي تملأ أصابعه تستطيع أن تبرر هذا الحرص .أنت الآن قادر على إطلاق ضحكتك  فانا أغادر من الشباك.

 

 

 

20

حمامة لا تطير

وضَعت حمامَة جَناحَيها و قعدت عن الطَّيران،وصاحبت الذئب في الفلاة حينا وحينا رافَقَت جَميع الحيوَان؛ تركَبُه، و تهيم معهُ، حتَّى كَان يَوم قعدت عن الحِراك و المَسير؛ فالتفَتَ عَنْها صَحْبها…. فاشتاقَت الطَّيران وكان كُتب انه لا عودة لمن تركه….فبكَتْ وناحت بالقرب من أبي فراس الحِمْدانِي(1) حَّتى رئِف فأخذَهَا إلى شِعره لتَعيش ترقُب جَارته، و تَأْكل مِن قَوافيه، و تغنِّي مِن مَوازينه فَنبتَ لَها الجَناحان، وطارتْ في الزمن لا تقع و لا تموت.

1.   أقول وقد ناحت بقربي حمامةايا جارتا لو تشعرين بحالي

20

قط ادغار الن بو الأسود

كان الفجْر يُمَرِّغُنِي بضِياء خفِِيف، ويضَع عنِّي الشَّراشف البيْضاء الوََسِِخة، حِين وَارَب حلْمٌ البَاب ونَام عَلى وسَادة أرضِيةٍ  تَرَكتُها لقطَِّ ادْقار ألاَن بُول الأسود

1القط الأسود 1843 رواية الكاتب الأمريكي ادغار ألن بول

21

الرحلة الأخيرة للنفري

وأنا أبني لقلبي بيتا(2) سمعت النفري يقول : إنّي راحل إلى ارض بين المواقف و المخاطبات (3) لأقضي بين متخاصمَين؛ لا أدري من أصدق فقد اقسم الضِّياء أنَّه للمصباح ابْن ، لكن أنكر المصباح فيه النَّسب. قال: لم يكن ِمن صُلبي لا بنت و لا وَلد….”

هوامش

1النفري احد كبار المتصوفة توفي 354هجري قوله المشهور إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة

2مقتبس من قول النفري  ابن لقلبك بيتا…جدرانه مواقع نظري….

1.   مجموع ما وصل من كتابات النفري

 

22

ضمائر

هو
كان يعقر راحلته. يتوه في الطرق يجمع أكواما من حجرٍ، ويحفر حفرا؛ يبيت فيها ثم يمضي يتبع الشمس يريد أن يلحقها.
أنا
كنت امشي أفكر أمامي. كان ظلِّي يتبعُني؛ يمحي أثري عن الطُرق ويُبعد عنِّي الماضي الذي لا يريد أن يتركني .
نحن
كان يتوه يعقر الرَّاحلة…كنت أتوه أعقر الماضي
هم
كان ظلِّي يدفن الراحلة في الحفر

23
عمُر

كان يجتاز عمره بكسر الحصى ؛
ذهب العمر وبقي الحصى

24

ضحكٌٌُ

….، سَقََط ؛ ضَحِكُوا وسَخِرُوا…. قََامَ ، ضَحِك؛ فَسَقطُوا،….

25

رادِيكاليٌّ 
جِذرياً،لا يحبُّ الحلُول الوسَط…آلمَه الضِّرسُ؛ فْاقتلعَ الَفمَ.

26

هُوية

نزع إسمه، وتركه عند أَسفل السَّرير؛.. كان ينام كثيرا بلا هُوية

27

هذا فراق

كانت تريد أن تصعد و كان يريد النزول ….كان القلب يدق بسرعة

و حائط الفصل يشق الضِّفة نصفين …..كتب على لافتة بالعِبرية لا يعبر إلا الحزن و الذكريات.

28

سحاب مدينتنا

غريبا، متوجسا ؛ترك ساعات النهار و أغار على الليل، يفتح للأرقين مطرا خفيفا و رذاذًا من أمل….
ماذا نفعل قالت صغيرتي1 لا يسقط المطر في هذه المدينة إلا ليلاً …كيف ألون لوحتي الآن؟…ألا تعرف الغيمة أن ألوان الطيف تلزمها الأمطار؟

1سألتني ابنتي متى يأتي قوس قزح أو قوس الطيف فقلت لها انه حين يسقط رذاذ المطر و تكون الشمس مشرقة نرى القوس بألوانه السبعة و يا ليتني ما فسرت هذا التفسير لان السحاب رفض أن يدخل المدينة و كان يأتي المطر ليلا وأنا أتصيده لأربعة اشهر كاملات..

29

بطالة

جلس، تأمل حاضره و تمرغ في حلم اليقظة
كان ينتظِر أن يمشي به الكرسي!!!؟

30

يسرٌ و القمرْ

قالتْ يسرٌ، في الخطِّ تجول بيُسْراهَا

لمَاذا يطلَعُ قمرٌ في وضْحِ نَهَارْ؟

راقبه ييتعقب خطوتنا .. !.

أنظرْ، هو خلْف زجاج النافذةِ يطير و يتبعنا .

يسرٌ قالت : حين أبٌّ منْ حيرته سكَتْ

أنَّ القمرَ فتحَ نافذةً و أَطَلْ

أطلَّ ينادي الشمسْ

يقولْ :

انَّهُ من ظلمةِ ليلٍ صار يمَلْ

قالتْ يسرٌ

فِي الحْلمِ تُغَنِّيِ بيُسْراهَا

31

دُعاءْ و المرآة

دعاءْ قالت يومًا ضاحكةً

كيف دخلتَ أبي المرآة

قالَ في الشَّفةِ بعض كذِبٌ

بل آخرْ، لستُ أنا ؛ ليستْ تلكَ دعاءْ

لم ترض؛ بكتْ في الحُضنِ و قالتْ

هاذِي أنَا و ذاك ذقنُكَ يا أبتِي

فكرَّ في الأمرِ لكن منْ حيرته سكَتْ

وتمنى أمنيةًٌ

دُعاءْ، قالتْ يوما ضاحكةَ

أبي يدخلُ حين لا ألقَاهُ إلَى المِرآةْ

32

سليمانُ و النملةْ

سليمانُ ابْنِي و النَملَةْ

كانَتْ على جدارِ البيتِ تسِيرْ

لمْ يرضَ أنْ تدْخُلَ حجْرتَهُ

لماذا تسرِقُ حبةَ قمحَ من كُسْكُسَنَا

سليمانُ مشًى

ردَّتْ نملةٌ حبَّة قمحٍ آسفةً

سليمانُ ابْني و النملةْ

كانت تدخلُ بيتَهَا حينَ تحجَّجَ بالدَّمع بَكَى

………………………………..

33

مفاتيح شرقية

سلَّمه مفاتيح مدينةَ الرِّياح الاربَعة أبوابها ، لكنه لم يُبن في حديثه بأي الأبواب عليه ان يبدأ الفتح؛ لكنه حار بأي الأبوب يبدأ… كان كلَّما تقدَّم إلى أحداها، توجس أن يكون خلف الباب غول أوتكون فتاة تسبح في شَعرها الطويل أو يكون مترصد كامن يريدُ أن يأخذ رأسه…ولأنه كان عليه أن يدخل، قرَّر في شجاعة أن يطرق الباب بالمفاتيح و يصيح احم…احم …من يفتح لي الأبواب

سعيف علي 2009

رائحة

كعادة المشهد ركب الفرجاني الحافلة..حاول الصرَّاف انزاله لكنه ككل صباح يعود الى كرسيه في وسط الحافلة…يجلس ..ينسحب الجميع إما إلى أول الحافلة أوإلى آخرها ليكون وسطها تقريبا له…ينظر اليهم و هم يخرجون بخاح العطور ليصدوا العفونة الصاعدة منه…ويضحك
كث اللحية و متسخا .. مخيفا و مقرفا…يمكث حينا ثم يبدأ في سرد الحكايات و الأشعار ليقود انتباه الجميع حتى آخر محطة ثم يسب الجميع قبل ينزل…تبا لكم ….لو شممتم عطر أرواحكم لكففتم عن جميع العطور…تبا لكم…كعادة المشهد…يبتسم الجميع.و فيهم من درس عنده قبلا…و يمتعض الصرَّاف و يقسم انه لن يصعد غدا كعادة المشهد…و يتمتم بما حفظه منهكل ما في الامر اني لا اصدق غير حدسي…لم ازل حيا لم ازل حيا1
..1 /
المقطع من قصيدة محمود درويش على محطة قطار سقط عن الخريطة
سعيف علي 2009

34

فساد الأزمنة

خطِيبا مفوَّها، صَعِد المِنبَر ركَّب كاتِم صَوتٍ على لسانه ثم تحدث عن فساد الأزمنة…المؤتمرون كَانُوا يلبسُون سدَّادَات في الأذن؛
صفَّقُوا طَويلاً لكثرة الأطعمة
سعيف علي 2009

35

عشرون سنة

تسأله زوجته كل يوم لماذا يسهر طويلا؟

عشرون سنة

يسأله ابنه البكر لماذا لا ينام الليل الا قليلا؟

عشرون سنة

لم يقل لأحدأنَّه يبكي بعد منتصف الَّليل كثيرا

36

يرة أحد الأولياء الصالحين
كانت الجنازة تسير به حين أفاق من غيبوبته: قال احم …احم ؛ فَّر الجميع مِن الهلَع إلا واحدًا أبْلس ثمَّ صَاحَ أنتَ وَليَُّنا ..أنتَ وَلُِّيَنا.

37
سعيف علي

من أوجاعي

وأنا في وجعي أكاد اصرخ من ألم الكلى، كان الممرض يتعرق؛ بحث في عضدي عن عِرق يغْرس فيه إبرة المصل لكنه لم يجد …. نادى: دكتور ليست له عروق ؟ تأوهتُ أتلقَّف الأمر قبل ان يحيروا: لا تبحثوا كثيرا ضعوا الإبرة في خطوطي المكتوبة على كراسي الذي يصحبني سيمر المصل الى جسدي
تلكم عروقي…!!!؟ .

38

مثقف قصة قصيرة جدا
مثقفا؛عرف أن يفكر ألف مرة و ألف مرة لم يعرف أن يقول للنادل: غير لي فنجان القهوة لان فيه ذبابة تعوم.
سعيف علي

39

شرايين
مُكفهِرا…،أسودمن الاسى…، أسفا ويائسا….؛ جلسَ أمام البحر….فتح شرايين يديه …، أغمض عينيه ثم بكى وصَاح:
(
أنقذوني… لا أريد الموت)

40

واجهة

توقفت أمام واجهة محل الألبسة الجاهزة، رأت جسدا ممشوقا و فستانا جميلا يكاد ينطق بالأنوثة .
تمنت أمنية..تمايلت و تبخترت ثم رسمت ضحكة …، سوَّت شعرها، و واصلت طرِيقها في سُرور.
كانت تتأكد مِن زِينتها أمام زُجَاج المحلِّ العَاكس و هي تعبر الشارع و صديقها يلوح لها بفرح

41

بورِك أبو الدَّواء

وضع يده على جبينها، ثم عمد الى كامل خطوط وجهِهَا يتلمَّسها،…مرَّرَ يده الأخْرى على رقَبَتِها يتحسّسها …رمى ببصره على كامل جسدها و دعَا لها بالشِّفاء .

بورك أبو الدَّواء؛ كان رجلا تقيا يكاد يبلُغ مِن البَركة أن يُبْرىء الأكمَه و الأبرَص

45

نظَرت إليْه… .أراد ان يَهْرب
نظرت إليه ، رمَته بلَحظها ، حرَّكت كل زواياها و تضوعت عِطرا فرنسِيا ثم التفتَت عَنه إلى صَديقتها تحدِّثُها في بسْمةٍ واسِعة…..
أحسَّ أنَّه منْبَعج ، أسَرَتْه إليْها،… شدته، … تخاتلت في كل جسِده قشْعريرة الرَّغبة…رَمته إلى الشَّغف و الفتنة …أراد أن يَهرب مِنْها لكنَّه لْم يسْتطع …لم يَكُن في الحافلة مَلمَس قدَم يفرُّ اليه
سعيف علي 2009

46

صُراخ في بساتينِ الرمَّان

كان من كلام أبي إسماعيل البصري انه يخرج عصرا يتمشى ،حتى إذا جاز المدينة، ووصل بساتينِ الرمَّان عرَج على بئرٍ وجلس على حافتها يصيح و يعلِّي بالصراخ، ثم يعود جزِلا مبتهجِا صافي السحُّنة مرحًا.
كان كل يوم يسبُّ الملِك و يلعنُ الحَاشِية
47

صفعات…صفعات
الصفعة الأولى
سقطت و ارتطمت
الصفعة الثانية
سألته، لماذا؟
الصفعة الثالثة
تجاسرت ان تسأل أباها لماذا يغازل صديقتها و يرسل لها الورود
………………….
48

 

 

لبسه الشعر


تلح عليه العبارة...لا قلم ... لا كراس...كانت محفظته في آخر المنحدر...النَّاس هذا اليوم كثر....هو في وجل أن ينسى عبارة لا يجدها مرة أخرى...كان في ورطة القول...يصمت و يمشي هيبة وسط الناس أم يهجيِّها و يعيدها كمن يحفظ جملة ليقولوا قد أصاب المسكين مس.
في آخر الليل كان عليه أن يفسر لزوجته لماذا رأته خالتها يهذي و لماذا لم يعرفها حين كلمته.

49

قميص

فتح إزار قميصه وهو يتقدم إلى الباب يفتحه..خمن أن تكون هي التي تطرق..لم يكن ينوي شرا..كان فقط يريد أن يخبرها أن رجولته اكتملت و انه رأى هذا المشهد في فلم   قديم

بعد منتصف الَّليل كثيرا

50

أماني ...أماني
ظل يرى أباه لا يكاد يبرح مكانه و هو يكثر الأماني و لا ينطق إلا بالوعود ...يحدثهم كل صباح عن المستقبل الوردي... يحلم و هو يعدهم كثيرا بالغنى المقبل في عجل ...

في ذاك الصباح، كان الولد يلعب بكرة في فناء المنزل و هو يضربها على الأرض في حبور و غبطة لكنها فرت منه و نطت إلى السطح...لم يبك، و لم يحر كثيرا، و لم يناد أحدا...قال ستأتي الكرة في عجل و أغمض عينيه يحلم بالكرة بين يديه ....

51

قانون الأحياء

كان يفكر كثيرا و كثيرا ما تتلبسه الأسئلة عن سمكة صغيرة ملئته رعبا منذ أربعين سنة، وهو يتعلم أولى دروس الغطس .كان يهجس كلما دخل المدرج الجامعي ليلقي محاضرة في علم الأحياء...يال تلك السَّمكة.. أتُراها مازَالت تعيش ؟

52

الباب الخلفي

طرق الأبواب...سأل عمن يساعده في الإدارة ليشغل ابنه العاطل... كان معدَما...صعد ..نزل.. دخل كل الأروقة...قابل كل المراتب...لكنهم كانوا يتفقون على قول واحد....(ادخل من الباب الخلفي للإدارة..
طرق الأبواب سأل عمن يساعده ليجد الباب الخلفي .. يالله ليس للإدارة سوى سياج غير نافذ.. لكن أين الباب؟؟؟)
لم يفهم أين الباب ....كانوا جميعا يضحكون من ارتباكه و طيبته...كنت أنا أراه على ورقي يحاول أن يحل الأحجية...!!!!؟

53

نصف بيمول

عزف بحب لكن ما أحد كان بجانبه يسمع،

أخذ محارة و استمع للبحر وهو يعزف على موجة؛

قال ثمة الآن من يسمعني

54

شعبان والفهري

قال شعبان (هل ترى البحر من هنا من هذه الرابية الصغيرة؟) قال الفهري (نعم) قال شعبان (أزوجك ابنتي إذا ولك نصف هذه الأرض) . كان الفهري ينهي بناء مقامه بينما كان أبي

فرحا بميلاد ابنه البكر ……………….

55

موريسكي

أخذ الحجر بين يديه و الأزميل … مرر الوشم الورقي على سطحه و نفض عليه بعض السَّواد … ظهر رسم أندلسي .. بدأ بنقشه… تذكر حينها أن غرناطة ما زالت تعيش بين يديه

56

أخبار

قال اليوم أخبر عن نفسي وأرحل فتح باب الشرق ونادى، لكن أحدا لم يجب..

كان آخر ما بقي منه منديله الأبيض وبكاؤه على قبر أبيه

57

مشي

القمر في يده.. مسح عليه بمنديل أبيض وأعاده إلى برج الحوت

لكن صياحا عظيما أخافه

58

اللعنة… لماذا مسحت أثر الأقدام…. الا تعرف انَّه ملك للشعراء نحن أول من مشى عليه ……………

59

رسم

رسم بالفرشاة وجهه على ورقة بيضاء ثم ضغطها بين يديه؛

مازال المطر ينزل بغزارة على وجه حزين ……….

60

قبضة

قبض قبضة من أثر ثم نادى في الأرض بصوت سرقه من رعد سحابة

لكن نور البرق خانه حين وشى به للعاصفة : كانت ليلة عوى فيها الذئب في ساحة المدينة

61

نزلة برد

نزلة البرد التي قبضتني إلى الحمَّى والهذيان استطاعت ان تذكرني أنِّي وضعت بعض الكلام تحت حجر حمله سيل عرم الى البحر..؛

قالت سمكة ما اكثر ثرثرة البشر..

62

ضوضاء

بعيد عن الضو ضاء قررت فعلا  ان أصخب في صمتي؛

كان مذياع جاري يبث اغنية الحياة حلوة

63

مقهى

كنت وحدي .. في حيْرةٍ جَلَسْتُ قُبَالتِي… تقاسمنا قطعة الحلوى وفنجان قهوة وسيجارة رخيصة ثم قمنا.. نقدت النادل الثمن ورشوته بهبة خدمة سخية حتى لا يسألني من كنت أحدث.

64

طريق

شارةالمرور تقول الآن قف…سيارات و مترجلون كثرٌ.أنا عند الرصيف أبحث عن ورقةفرَّت بها الريح… شارة المرور تقول الآن سر.مترجلون و سيارات كثيرة.انامازلت عند الرصيف .لا زلت أرجو ان الرِّيح الطيَّبة سترجع الورقة…الشارة الآن منطفئة. أنا الآن منبطح.سارت الاقدام فوقي..دهستني العجلات…..ما عادت الاوراق تعنيني. قمت فرحا بما على صدري من وشم الطريق

1 / هو مقام شرقي فكلمة الرست تعني المستقيم الحقيقي وهو يبدأ من العلامة دو - ري – مي نصف بيمول – فا – صول – لا – سي نصف بيمول – دو .يعتبره البعض المقام الرئيسي في الموسيقى الشرقية، ويعتبر أكثرها وضوحا في الشخصية، والمعبر عنها.

65

ما أحلى الكذب؟

فتح الكتاب حاول أن يدخل جملته الأولى، ثم أغلقه في سرعة…حاول أن يعبر إلى الواقع هذه الليلة. أن لا تأسره أحلام البارحة. كانت تتخاصم في صداعه النصفي الكثير من الأشياء… لا يعرف أن يصفها لكنها تتراقص أمامه و يراها شبها لشعلة ألعاب نارية…قال في تمتمة أنا أحبها لماذا يحدث معي كل هذا…أنا لم أفعل غير أن أحببتها . تذكر أنه قال لها يوما أنا أصدقك دائما حتى عندما تكذبين… قال في نفسه لماذا لا تكذب اليوم و تقول أنها تحبني.
…………

66
عطر؟

فتح الباب، حاول أن يدخل ثم تراجع إلى بئر السلم… انتظرته  بلهفة و حب في  فستانها الأحمر … كان خائفا أن  تشم رائحة عطر امرأة أخرى عانقها في أحلام اليقظة…قال يحدثها دون ان تسمعه  : يا حبيبتي ، نمشي إلى القمر بدفئنا ، وكل الأحلام التي رأيناها سويا لا تبأسي بعاهتي….لا شيء من العجب هو هكذا كلما فكر بامرأة أخرى خرجت رائحتها منه. ماذا يفعل في هذه اللعنة و هذا الإفراز الغريب….ماذا تفعل عيناه حين تدمع عطرا؟
……….

67
كلام …كلام
فتح قارورة الماء يريد أن يشرب، قالت له  لا يمكن الاستمرار هكذا.أصبح الأمر لا يطاق .تذكر حينها فقط انه لم يقل لها كلمة حب منذ مدة طويلة.لكن الأمر مرّ كخاطر عابر مثلما مرَّ الماء إلى جوفه أو كما تمر يده مسرعة على شعره كلما أحس أنَّه في ورطة  يُبْلس معها … يحمر وجهه …  كان يحنقن ثم ينظر الى الأسفل…كثيرا ما تحدثه لكنه كان فقط يسمع حتى عندما يقرر أن يتكلم لم يكن يستطيع . الأغرب انه اعتقد دائما انه تحدث معها . كان كثيرا ما يصطدم معها ليقسم أنَّه حدَّثها لكنها ربما نسيت. كم كان يصخب دون أن يتكلم.

68

وشم

شارة المرور تقول الآن قف…سيارات و مترجلون كثرٌ…أنا عند الرصيف أبحث عن ورقة فرَّت بها الريح… شارة المرور تقول الآن سر…مترجلون و سيارات كثيرة…انا مازلت عند الرصيف …لا زلت أرجو أن الرِّيح الطيَّبة سترجع الورقة…الشارة الآن منطفئة. أنا الآن منبطح.سارت الأقدام فوقي. ما عادت الأوراق تعنيني. قمت فرحا.. كان على صدري وشم الطَّريق

69

birdy

من يدري…؟ ما ستقول حين تلقاني فاقسم أنني الطير؟
أنني أخذت جناحيه البارحة، حين دخل الغرفة و طار بين أمتعتي ….
حط على قلم حبر و أوراق كرَّاس…حسب السين دودة قز ثم بنا عشا بالكلمة
أنا أدري ما ستقول حين تلقاني فاقسم أنّني الطير !

فلم امريكي من اخراج الان بركر 1984

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !