GYPSY TRIBES

الغجر الرومان و فرنسا ..
القرار الذي إتخذته الحكومه الفرنسيه بإعاده الاجانب المقيمين علي أراضيها وليسوا من أصول فرنسيه أو حاصلين علي إقامات دائمه والذي ينسحب في المقام الأول علي جماعات الغجر الرومانيين وبعض الأفارقه والأسيويين والذي أوجد مشكل سياسي بين فرنسا والبرلمان الأوروبي لكونه يمس بالأساس " مواطنين أوروبيين" وهم "الغجر" الذين لهم كافه الحقوق في المعيشه والتنقل بكل حريه في كل أرجاء القاره الأوروبيه بعد إنضمام رومانيا رسميا للإتحاد الأوروبي ..
وموضوع الغجر في أوروبا عامه وفي روما نيا خاصه من الموضوعات الشيقه التي تجتذب شهيه البحث والتنقيب ..
فقبائل الغجر الرحل “Gypsy tribes “ إختلفت الدراسات التاريخيه بالنسبه لأصولهم ولكن تكاد تجمع غالبيتها في كونهم ينحدرون من أصول قبائل هنديه وجنوب إيرانيه دائمه الترحال رحلت أفواج منهم الي الشمال والغرب ووصلت الي منطقه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والي أسبانيا وأوروبا الغربيه في ترحالها وأيضا الي دول الإتحاد السوفييتي السابق وشرق أوروبا ..
وقد إستقرت كثير من الأقوام الغجريه في بعض المناطق السابق ذكرها وحلا لها العيش فيها منذ سته قرون خلت ولكنهم لم يكونوا مقبولين علي الإطلاق في المناطق التي إستوطنوا بها لأنهم لم يندمجوا بين أناسها ولكن كانت لهم جيتوهات منعزله خاصه بهم ولهم عاداتهم وتقاليدهم التي حافظوا عليها حتي بعد إعتناقهم أديان المناطق التي حطوا بها فالغجري غجري سواء مسلم أو مسيحي أو حتي وثني .. وقد إندثرت أغلب لغاتهم الأصليه وتكلموا بلغات البلدان التي يعيشون بها سوي من بضع كلمات تعد "شيفره" خاصه للتحدث بها ولايفهمها الغريب الدخيل ..

ولا تتسع المقاله هنا للإحاطه بكل ما يخص الغجر ولكن لمحه سريعه عن الغجر الأوروبيون توضح بأن الدول الحديثه بحدودها الجغرافيه الحاليه هي من حد من تحركهم وترحالهم ووطنهم في بعض البلدان بالإضافه الي التعرض الي الإضطهاد الشديد والترحيل القسري من بعض الممالك الأوروبيه والتي كانت ترفض تماما تواجدهم بها وترفض مواطنتهم بين ظهرانيها ..
فكانت الدول الضعيفه التي لا تستطيع السيطره علي حدودها مأواهم مثل رومانيا ..

وعاش الغجر حياتهم في رومانيا في حريه كامله لعقود طويله وأصبح لهم بلدات كامله وجيتوهات تعج بهم وبفقرهم وبأنشطتهم والتي كانت في مجملها تتراوح بين السرقه والنشل والدعاره و إقامه الموالد والرقص والطرب وطب الأعشاب والمخدرات وعمل الوشم والتسول ..

حتي جائتهم الفرصه الذهبيه التي طالما حلموا بها وهي إنضمام رومانيا للإتحاد الأوروبي ليتحولوا بين ليله وضحاها الي مواطنين أوروبيين لهم كامل حقوق المواطن الأوروبي وهنا بدء طوفان النزوح الغجري المؤقت الي كافه دول الإتحاد الأوروبي بل وأصبحت هناك عصابات منظمه منهم لتسفيرهم للعمل من خلال تلك المنظمات في سائر الدول الأوروبيه ..

لم يهاجر الغجر للهجره الدائمه والتحول الي مواطنين أوروبيين متحضرين كأقرانهم الأوروبيين ولكن هاجروا هجرات مؤقته للعمل في السرقه والدعاره وبيع المخدرات وقد بنوا لهم أكواخ وعشش صفيح علي أطراف المدن الأوروبيه تكون منطلقا ومخبأ لهم ..
وقد كون الغجر ثورات طائله من تلك الأعمال .

وضحت وبانت جليا في بلدهم الأصلي رومانيا والتي نقلوا تلك الثروات اليها وحولوا أكواخهم وعششهم هناك الي فلل وسرايات وقصور وركبوا أحدث السيارات الفاخره وتحولت الشوارع والقري التي يقطنها الغجر الي أرقي وأثري مناطق رومانيا علي الإطلاق ..

وقد تنبهت العديد من الدول الأوروبيه لهذا الغزو الغجري وإن لم تستطع في غالبيه الأحوال إمساكهم متلبسين بجرائمهم لبراعتهم الفائقه في الإفلات فقد قررت إعادتهم الي بلدهم وكفت شعوبها شرورهم ..
وفرنسا إحدي الدول التي خطت خطوه إيجابيه متحضره في هذا الشأن بدلا من أعمال العنف ضدهم من بعض المنظمات اليمينيه . كما حدث في التشيك وغيرها . الا وهي ترحيل الغجر "طوعا" الي بلادهم عن طريق إعطائهم مبلغا من المال وتذكره الطائره وإعطائهم الورود علي سلم الطائره ..
وفرنسا لا تعلم بأن هذا ليس ترحيلا بالنسبه لهم بل هم ينظرون الي الأمر برمته كأنهم ذاهبون في رحله أو إجازه لزياره الأهل والأقارب "علي نفقه الحكومه الفرنسيه" وهم عائدون عائدون لا محاله ..
أما البرلمان الأوروبي فقد شجب تلك الفعله التي تتعارض مع حقوق المواطنه الأوروبيه مما دفع فرنسا للرد بعنف بأنها لا تقبل مثل تلك الإملاءات وهي أدري ببلدها . وسرعان ما أرسلت فرنسا وزير خارجيتها الي رومانيا في محاوله لرشوه الحكومه الرومانيه التي تعاني من مصاعب إقتصاديه كبيره لدفعها الي الحد من ترحال مواطنيها الغجر الي فرنسا . ولو قبلت رومانيا تلك الرشوه الفرنسيه والتي يجب أن تكون سخيه وتعوضها عن العائدات الرهيبه التي يرسلها الغجر من فرنسا .. سيتعين علي كافه الدول الأوروبيه الأخري أن تحذوا حذوها في رشوه رومانيا حتي تتقلص أعداد الغجر بها ..

هكذا أصبح الغجر حديثا مصدر ثراءا وفخارا رومانيا

"سبحان مغير الأحوال" ..
مجدي المصري