مواضيع اليوم

8ـ وأغرقنا آل فرعون

صالح علي

2011-02-10 21:28:00

0

وأخيرا هزم حسني مبارك ولم ينفعه دعم حلفائه ومحاميه أمام قوة الشعب وصموده. لم تستطع الولايات المتحدة مع ما تملك من قوة وسلاح وإعلام على إبقاء هذا الطاغوت ولم تقدر إسرائيل بما لديها من جيش لا يقهر حسب ما تزعم على الوقوف أمام سقوط عرشه.
وهذا هو القانون الذي أشار الله إليه في كتابه العزيز حيث قال: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" [محمد: 7] هذه سنة الله التي لا يعتريها تغيير ولا تحويل ولا تبديل، وهي أن مصير الشعوب ليست بيد الآخرين بل بيدهم. فإذا قاموا ونهضوا في سبيل الله وأرادوا نصرة الله في بلادهم، عند ذلك لا تقف إمام صمودهم وعزمهم الجيوش ولا القوى المستكبرة في العالم ولا أيّ رادع ومانع آخر، لأن هذا الشعب الناهض في سبيل الله وإن كان خاليا من السلاح وعوامل النصر، لكنه يؤيد ويسدد من قبل الله ويحظى بنصرته، ومما لا شكّ فيه أن الشعب الذي ينصره الله، سوف ينال النصر وإن تحدّاه العالم بأجمعه.
إن هذه الثورة كانت صراعا بين جبهتين؛ بين حسني مبارك وحكومته والأنظمة المدافعة عنه بكل طاقاتها من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والدول الغربية وبعض الدول العربية وغيرها، وبين شباب عزّل عن كل شيء وليس لهم مقرّ إلا الخيام التي نصبوها في ساحة التحرير. لكن باعتبار أن هؤلاء الشباب العزّل بدؤوا يمشون على الخطة الإلهية وباتوا يطبّقون القانون الذي يأتي بالنصر الإلهي، قد انتصروا على طاغوت بلادهم رغما على معاطس حلفائه المستكبرين. "وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُه‏" [الحج: 40]
لقد جربنا هذا القانون الرائع وهذا الوعد الصادق في انتصار الثورة الإسلامية، حيث حاولت أمريكا والاتحاد السوفيتي وأكثر دول العالم أن تحفظ نظام الشاه وتقف أمام بركان الشعب المتفجر، ولم تتمكن. ثم حاول العالم كله أن يدعم صدام بالسلاح والأموال والإعلام والمعلومات وحتى الجنود أن يشنّ حربا عنيفة على إيران الإسلامية ويقلع جذورها ولا يبقي لها باقية، إلا أن هذه السنة الإلهية وقفت أمامه واستطاع الشعب الإيراني أن يتحدى كل العالم ويحافظ على نظامه الإسلامي بالرغم من إرادة الشرق والغرب، إذ كان مؤيدا بنصر الله سبحانه.
وتجلّت هذه السنة أيضا في معركة الوعد الصادق؛ حيث شنّت إسرائيل حربا وحشية بحماية العشرات من الدول وباستخدام أحدث أنواع السلاح لتشلّ المقاومة الإسلامية في لبنان، فحسبوا كل الحسابات إلا هذه السنّة الإلهية التي لم تدع العدوّ يفعل ما يشاء. فانتصر حزب الله على إسرائيل لا بسلاحه وعتاده فحسب بل بتأييد ونصر من الله عز وجل.
وهذه حقيقة أسفر عنها القرآن بشكل واضح، وهي أن في الصراع الذي يحدث بين جبهة الحق وجبهة الباطل لم يجلس الله متفرجا ولم يكل جبهة الحق إلى إمكاناتها وعضلاتها، بل سيكون هناك استنفار عام بين ملائكة السماء لنصرة جبهة الحقّ. "إِذْ يُوحي‏ رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنُوا سَأُلْقي‏ في‏ قُلُوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنان‏" [الأنفال: 12]
أسأل الله أن سبحانه وتعالى أن يسدد الشعب المصري لتكملة ثورته وقلع جميع جذور النظام الفاسد من مصر وإقامة حكومة شعبية غير خاضعة لمطامع أمريكا وإسرائيل.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !