ماهر حسين.
في الثاني من ديسمبر القادم يكون عمر دولة الإمارات العربية المتحدة 40 عـــاما" ... 40 عاما" من الوحدة حيث توحدت 7 إمارات لتصبح دولة واحدة يطلق عليها دولة الإمارات العربية المتحدة .
الإمارات السبع كانت ككل الدول والإمارات المتجاورة في ذلك الوقت بينها خلافات منها ما هو ناتج عن تداخل الحدود ومنها ما هو ناتج عن التنافس والعمل لتحقيق المصلحة الذاتية .
توحدت الإمارات السبعة وأصبحت دولة واحدة ...وأعتقد أن القارئ الكريم يعلم مدى صعوبة تحقيق الوحدة والاتحــــاد ...واعتقد كذلك بان القارئ الكريم يعلم بأن الأحزاب القومية العربية الداعية للوحدة وللإتحاد فشلت في تحقيق وحدة بينهــــا كأحزاب قومية ..ومن المؤكد بأن الدول التي رفعت شعار القومية العربية ودعت للوحدة فشلت فشلا" ذريعا" في أن تتوحد معا" وها هي تجربة البعث في العراق وسوريا ماثله للأذهان وتمثل أكبر دليل على فشل الدول القومية بتحقيق الوحدة بينها وكذلك هي المثال لفشل الأحزاب القومية على تحقيق الوحدة بينها وللتوضيح فتركيزي على فشل الأحزاب والدول القومية لا يعني باني لا أؤمن بإمكانية الوحدة أو أنني أقوم بتثبيط الهمم بل على العكس أنا اطرح الفشل وأدعو لدراسة أسبابه وبالمقـــابل أفخر بالنجاح الإماراتي وأدعو للاقتداء به ولدراسته لنتعلم منه جميعا"...ففي فلسطين الواقعة تحت الاحتلال عانينا دوما من الانقســــام وأغلب انقسامات الفلسطينيين كانت ناتجة ونابعة من الأنظمة القومية العربية فلو درسنا فقط ما سببه لنا نظام الأسد في سوريا من انشقاقات طالت منظمة التحرير الفلسطينية وعمودها الفقري حركة (فتح) لوجدنا أنفسنا أمام حقائق مفزعه نجد فيها النظام البعثي القومي الذي يعتبر فلسطين قضيته الأولى لم يبرع بشيء بمقدار ما برع بشق الصف الفلسطيني !!!! وها نحن في فلسطين نعاني من الاحتلال ونعاني بكل آسى من الانقســـــام !!!!من هنا فان إعجابي بوحدة الإمارات السبع ومرور 40 عام على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة يعبر عن إعجــــاب ممزوج برغبة برؤية هذا النموذج يعتزز عربيا" وبالطبع فلسطينيا" وخاصة بأننا في زمن الانقسام والانفصال وكما أنني أدعو القارئ الكريم وبشكل خاص من أبناء شعبنا الفلسطيني وأقول بان علينا أن نتعلم من تجربة الوحدة الإماراتية وعلينا أن نقتدي بها حيث توحدت إمارات متصالحة وأصبحت دولة واحده يتشرف بها كل مواطن عربي .
لقد قدر الله عز وجل للإمارات العربية المتحدة قيادةً حكيمة وضعت مصلحة شعبها أمام عينيها واعتبرته الهدف فتوحدت القيادة ومن خلفها كل الشعب وقدر الله عز وجل لهذا الإتحاد قائدا" فارسا" كريما" شهما" عربيا" أصيلا" يُحتذي به وبمواقفه الخالدة وهو الشيخ زايد أل نهيان رحمه الله حيث قاد هذا الفارس الإتحاد وشاركه التأسيس رجالا" مخلصين لشعبهم فشاركه التأسيس للوحدة وللإتحاد الشيخ راشد أل مكتوم حيث عملا معا" بإخلاص مع كل شيوخ الإمارات السبع وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة وها هو التاريخ يسجل بأحرف من ذهب أسم الشيخ زايد أل نهيان رحمه الله ومعه كل أخوته الحكام من مؤسسين الاتحــــاد الذي سار على طريقهم .. خير الخلف لخير السلف ....فبارك الله عز وجل بالاتحاد ويسر للإمارات قيادة" مخلصه وشعبا" مؤمنا" بوطنه وقيادته فسار الخلف على نهج المؤسسين فها هو رئيس الدولة الشيخ خليفة أل نهيان حفظه الله يسير على نهج والده الشيخ زايد وها هو الشيخ محمد بن راشد يكرس نهج والده الشيخ المؤسس الشيخ راشد أل مكتوم رحمه الله وها هي الإمارات السبع بشيوخها وأولياء عهودهـــا الموحدين وشعبها الواحد تُكرس الوحدة والاتحاد فيحتفل الجميع ... بالدولة ..بالاتحاد ...بالإمارات العربية المتحدة ..رافعين شعـــار (روح الاتحـــــــاد) ....لقد بلغ عمر الإمارات العربية المتحدة أربعين عاما" وتفوقت الإمارات على دول مضى عليها مئات السنين ..تفوقت بالنمو والتقدم والتطور..تفوقت بالاقتصاد وبالعمران وبالمشاريع الرائعة ...تفوقت بالأمن والأمان الذي نرجو الله عز وجل أن يحفظه على شعب وحكام الإمارات وكل المقيمين على أرضهـــا ... تفوقت بالأخلاق وبالعطاء وبالخير الذي عم الجميع ..القريب والبعيد ...وشعب فلسطين خيرٌ شاهد على عطـــاء الإمارات العربية المتحدة وعلى ما تقدمه من دعم غير محدود لشعبنا في المخيمات وفي الوطن فلا يوجد محافظة فلسطينيه تخلو من بصمة خير للإمارات العربية المتحدة ولا يوجد محافظة لن تجد بها أثر إماراتي ...لقد فاض الخير وعمت البركة من الله عز وجل على الإمارات بوحدتها ففاض خير الشيخ زايد رحمه الله على الجميع شُكرا" لله عز وجل وهذا هو فُعل الشاكرين ....لقد شمل خير الشيخ زايد شعبه فأحبه وشمل الخير كل عربي ومسلم وإنسان يحتاج للمساعدة ...لقد شمل خير الإمارات فلسطين ...وأستمر الخلف على نهج السلف فتحول الخير الإماراتي من عطاء إلى نهر عطـــاء ممدود من لإمارات العربية المتحدة إلى القدس وكل فلسطين ...
أكتب هذا المقــــال وكلي رغبه بالمساهمة في عيد الإمارات العربية المتحدة حبا" وعرفانا " ....فبلوغ الإمارات سن الأربعين عام ...هو نجاح لتجربة نفتخر بها ...لا اكتب لجاه أو مال ولكن اكتب لأقول شكرا" لدولة ولشيوخ ولشعب يستحقوا الشكر ...شكرا" لكم وكل عام وانتم بخير ...واختم بكلمات من قصيدة رائعة للشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي ألقاها في حضرة ووجود الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي وقـــال فيهـــا:
أحب “القدس” وأتمنى السلام بكل دار يسود
وأزور المسجد الأقصى واصلي واسمع آذانه
وهو القـــائل في القصيدة ذاتها في وصف الفارس المؤسس الشيخ زايد رحمه الله :
على بذرة محبة زرعها لاجيالها محصود
سقاها “زايد” الخير ونمت بالخير رويانه
نمت من كفه الطاهر جنان طلعها منضود
ولا زلنا يالين اليوم نقطف ثمرة جنانه
لكن بشراك يا “زايد” كلام أهل الحسد مردود
وفخر بدور جده المؤسس الشيخ راشد سعيد أل مكتوم رحمه الله فقال :
و”راشد بن سعيد” مؤسس النهضة حفظ لوعود
وقف ب “دبي” واهل “دبي” لين اشتد
بحنكة تذهل العالم وفكر ما عليه قيود
وقف “راشد” مع “زايد” وقوف الأخ لإخوانه
وقال في وصف خير الخلف لخير السلف واصفا" الشيخ خليفة أل نهيان رئيس الدولة وقائدها فقال :
وتحت راية “خليفة” ريس الدولة نهب جنود
على شان المعادي ع المنايا نعقد قرانه
ابو سلطان . . . عز الدولة اللي عزها مشهود
وقال مفاخرا" بفكر وانجازات والده الشيخ محمد بن راشد ولي العهد وحاكم دبي فقال :
ونايب رئيس الدولة “محمد” قدها وقدود
بنى مجلس وزارات البلد واختار شجعانه
هو اللي زوج الصحرا على البحر بثلاث عقود
كتب ع الما يالين الما عرف فضله وعرفانه
ووصف ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد (أبو خالد ) فخاطبه وقال :
و”ابوخالد” اسد دولة الامارات وحفيد اسود
ولي العهد . . . قايد جيشنا لاثار دخانه
ولي العهد “ابوخالد” وله منا ولاء . . وعهود
بهذه المقاطع من قصيدة الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وبهذا الفخر وبهذا الحب وبهذا الوفاء وبهذه القيم أٌنهي مقالي راجيا" الله عز وجل أن يحفظ الإمارات العربية المتحدة شعبا" وحٌكاما" قائلا" (كل عام وأنتم بخير ) وشكرا" لكل ما تمثلوه من قيم نعتز بهــــا وأدعو شعب فلسطين للوقوف أمام هذه المناسبة وللاحتفاء بهـــا وكما أنني أدعو وبهذه المناسبة لتفعيل كل المؤسسات الفلسطينية – الإماراتية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية فنحن بحاجه لنتجاوز المعهود من العلاقات ولنرقى إلى مستوى الحالة الواحدة ولتكون العلاقات الفلسطينية – الإماراتية مثالا" يُحتذي به وفاء" وحبا" من فلسطين .
التعليقات (0)