6 أبريل.. يوم غضب بلا غضب..
لم أذهب للإضراب، لأن بصراحة كنت نائما.. قبلها بيوم كنت قد قررت أن أحضر يوم الغضب.. أقصد اللي كان يوم الغضب، يوم 6 أبريل، لكن منه لله صاحب المؤسسة التي أعمل بها، أعلن حالة استنفار عام، مطلوب تقريرات إعلامية مهمة وضرورية عن.. وعن.. وعن.. لابد أن تنهيها، لم أخبركم أنني حضرت يوم 6 أبريل العام الماضي ماكثا بالبيت، مما أثار غضب المؤسسة جدا، لماذا تغيبت في هذا اليوم بالذات، لم أحر جوابا إلا التعلل بأنني كنت مريضا.. وأسرها في نفسه يوسف.. وفي هذا العام كان الطلب متلاحقا ومتزايدا..
لا أطيل عليكم ، ولن أحكي لكم عن حال المؤسسة التي لم يتقاض العاملون فيها رواتبهم منذ شهر يناير، لأن الرواتب سوف تصرف ومتوقفة على هذه التقارير التي سأخطها بيدي الشريفة، والممول سوف يدفع المستحقات المالية اليوم، ويطلب هذه التقارير.. لن أحكي عن 16 ساعة عمل متواصل.. رجعت بعدها إلى منزلي جثة هامدة..
قلت في نفسي أنام بضع ساعات وأقوم ألتحق بالإضراب الساعة 12 ظهرا أمام نقابة العمال، بعدها أنتقل مع المضربين إلى نقابة الصحفيين الساعة الثالثة لنكمل الوقفة الاجتجاجية..
لا أريد أن أنسى أن أقول أن إحدى الصحف اعتمدت علي في تغطية الإضراب أيضا، لكن ما حدث كان مفاجأة لي، حيث استغرقني النوم إلى الساعة الثالثة والنصف عصرا.. فقمت أتخبط، فكيف سأكتب التغطية.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ضاع الموضوع..
جلست أمام التلفاز فهو الملاذ الأخير لي لكني لم أصدق، فاعتمدت على نفسي، وكنت أظن أن الشوارع تشتعل هتافات والناس قد خرجت تروي مأساتها، لكن رأيت الناس عادية جدا في الشوارع، ما زالت نفس الابتسامات ترتسم على الوجوه، ونفس الإسفاف ينبعث من سائقي التوك توك، الدي جي الصاخب، والسيارات المتهالكة المتكهنة التي تسير في الشارع هي هي نفسها..
لماذا كل هذه الإطالة.. سوف أحدث عما خلص إليه تقريري الصحفي..
تقرير صحفي حول حالة الإضراب
بعد دعوات محمومة من قبل شباب 6 أبريل ليوم يغضب فيه المصريون ، تعبيرا عن سخطهم على النظام الحاكم، لأنه تسبب في ارتفاع نسبة التضخم والأسعار، وخلل اجتماعي متمثل في ارتفاع معدل الجريمة والنذير بفتنة طائفية.. وقد كانت أهم مطالب الحركة هي رفع الحد الأدنى للأجور 1200جنيه، وتغيير دستور البلاد بما يسمح بتداول السلطة السلمي، وإجراء تعديلات على قانون الانتخابات العامة في البلاد..
أما عن النتيجة العامة فهو ظهور بؤر احتجاجية في شتى أنحاء مصر، لكنها في النهاية بؤر غير مؤثرة، ولعل ذلك راجع إلى طول فترة الدعوة إلى الإضراب، مما جعل الحكومة والجهات الأمنية تتخذ تتدابير من شأنها تثبيط الراغبين في المشاركة في الإضراب، ففي جامعة القاهرة نظم شباب 6 أبريل وقفة احتجاجية أمام قبة الجامعة، في حين نظمت الجامعة مهرجانا رياضيا للطلبة مما قلل من فرصة التواجد الطلابي بالجامعة..
وفي جامعة الإسكندرية تظاهر الطلاب تضامنا مع أهداف الحركة واعتراضا على ما يسمونه بالبلطجة داخل الحرم الجامعي، مشيرة بذلك إلى حادثة اتهام ضابط من الحرس الجامعي بالتعدي على الطلاب، في نفت الجامعة ذلك مؤكدة أنها تعمل طبقا للوائح والقوانين المنظمة للأنشطة الطلابية والعمل الجامعي، وأن هناك مجموعة من الطلاب لا تريد أن تخضع لهذه اللوائح معتبرة نفسها فوقها..
وأمام نقابة الأطباء تظاهر ما يزيد على الألف طبيب اعتراضا على تأخير إقرار كادر لهم.. وأكد نقيب الأطباء أن هذا حق مشروع للأطباء، لتدني مستوى معيشتهم على حد وصفه، منتقدا تأخر الحكومة عن إقرار كادر للأطباء أسوة بما حدث مع المعلمين.. مطالبا برفع ميزانية وزارة الصحة إلى 8% بدلا من 3% الميزانية الحالية من حجم الموازنة العامة للدولة..
وقد اشتبكت قوات الأمن المركزى مع طلاب الإخوان المسلمين و٦ أبريل والغد بجامعة عين شمس، وانهالت عليهم ضرباً بالعصى، واعتقلت ما يقرب من ٩ طلاب..
وفى جامعة حلوان، نظم ما يقرب من ٢٠٠ طالب من طلاب حركتى «مقاومة» و«الإخوان المسلمين»، مسيرة طلابية للتعبير عن مشاركتهم فى إضراب «٦ أبريل»، والذى اعتبروه «يوم الغضب الطلابى».
وفى البحيرة نظم عشرات المشرفين الاجتماعيين، وقفة احتجاجية، أمام مديرية التربية والتعليم، احتجاجاً على عدم صرف المرحلة الثانية من الكادر وخصمها بأثر رجعى.
وفى الدقهلية نظم طلاب من المنتمين لحركة «٦ أبريل» و«الإخوان المسلمين»، فى جامعتى المنصورة وفرع الأزهر بتفهنا الأشراف مظاهرات ومسيرة احتجاجية طافت أرجاء الحرم الجامعى، رفعوا خلالها لافتات تطالب بتخفيض المصاريف الجامعية وسعر الكتاب الجامعى وتطوير نظم التعليم.
وفى الغربية، نظم طلاب جامعة طنطا وقفة احتجاجية داخل المجمع الطبى، رافعين لافتات تطالب بالحرية وتندد بالحرس الجامعى وزيادة المصروفات والفساد. وتحولت مدينتا طنطا والمحلة إلى ثكنتين عسكريتين وحاصرت قوات الأمن المركزى مدينتى العمال الأولى والثانية، وتم فرض كردونات أمنية مشددة على البنوك والمصالح الحكومية.
وفى المنيا، تضامن عدد كبير مع إضراب ٦ أبريل، ونظمت شعبة أصحاب المخابز وقفة احتجاجية داخل مقر الغرفة التجارية بالمحافظة، وتجمهر نحو ٩٣ من مدرسى الحصة بالتعليم الفنى أمام ديوان عام المحافظة، احتجاجاً على رفض تعيينهم بالعقد المميز وتعيين نظرائهم فى إدارات أخرى.
وقد انشقت صفوف نواب المعارضة والمستقلين فى موقفهم من الإضراب أمس حيث انسحب نواب الإخوان المسلمين وبعض المستقلين من الجلسة بعد صعود د. أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، للمنصة لإلقاء بيانه، بينما ظل فى القاعة من المعارضة والمستقلين ممثلو أحزاب الوفد والتجمع والدستورى الحر وبعض المستقلين أبرزهم مصطفى بكرى، مصطفى الجندى، طلعت السادات، أحمد ناصر، كمال أحمد، الرفاعى حمادة، رجب حميدة، وياسر اللحامى، رئيس كتلة المستقلين بالمجلس. وصفق نواب الوطنى لزملائهم المنسحبين أثناء خروجهم من القاعة.
وصرح حسين إبراهيم، نائب رئيس كتلة الإخوان، أن الانسحاب يأتى تعبيراً عن رفض النواب لسياسات الحكومة التى تسببت فى زيادة حالة الاحتقان بين صفوف الشعب المصرى حتى وصلت الاحتجاجات الشعبية إلى مرحلة غيرمسبوقة.
بينما علل مصطفى بكري عضو مجلس الشعب عدم المشاركة في الاحتجاج بقوله: إن مثل هذا الاحتجاج حق مشروع، لكن يجب أولا تنسيق الجهود والاتفاق على أجندة معينة، تجتمع عليها قوى الشعب.
في الحقيقة إن إضراب 6 أبريل أفرز وضعا جديدا، حيث إن الإضراب نجح قبل أن يحدث، لأن الضجة الإعلامية التي أخذها جعل الحكومة تتخذ إجراءات مضادة، فنظمت قوافل العطاء، لترسيخ روح الانتماء لدى الشباب حسب ما صرحت به لوسائل الإعلام.
في شكك الإعلامي مفيد فوزي في وطنية الداعين إلى الإضراب، بقوله: أقول للمضربين إن يوم 6 أبريل هو اليوم الذي رفع فيه حسني مبارك علم مصر على أرض طابا..
كما أفرز اختلافا بينا في الآراء حول جدوى الإضراب، مما خلق جدلية لدى الشعب، قيم من خلالها الوضع الراهن، بأنه وقت أزمة اقتصادية وأن الواقع الاجتماعي لا يتحمل أية أعمال تهدد السلم الاجتماعي .
كما أظهر الإضراب الحجم الحقيقي لحركة مثل حركة الإخوان المسلمين، والتي كان يظن بها أنها أكثر التحاما بالشارع، مما يشير إلى تدني شعبيتها لدى الشارع المصري..
ولعل خوف فشل الإضراب وعدم إتيانه ثماره المرجوه هو خوف مجموعة كبيرة من الأحزاب على مراكزها الشكلية أمام الرأي العام إذا ما فشل الإضراب، فاكتفت بإبداء حق الشعب في الإضراب والنزول إلى الشارع..
التعليقات (0)