لا تعرف أسماء الأمل لماذا أطلق عليها والدها هذا الأسم،إلا أن قارئة الفنجان حدثتها ذات مرة أنها ستدرك
معنى أسمها فى لحظة قد لا تتمنى أن تعيش بعدها لحظة،لكن أسماء الأمل لم تفهم لكلام العرافة معنى .
فى هذه اللحظة أيضا لا تدرك أسماء الامل واقعها،هل هى نائمة تحلم أم يقظة مدركة لما هى فيه،هل هى واقفة،جالسة،
أم مستلية تهذى..؟
هل هؤلاء الناس حقيقيون أم من صنع خيالها..؟
هل هى بشحمها ولحمها أم آخرى تلبسها وتعيشها..؟
وما تلك الدماء المتناثرة أسفلها..؟
ولماذا كل ذلك الضجيج والأصوات المتداخلة..؟
هل هذا جرس كنيسة أم صوت آذان..؟
هؤلاء المتشحون بالبدل السوداء،معزون أم خفراء..؟
الأحداث ماضيها وحاضرها ما زالت مشوشة فى قلبها وعقلها.. عيناها ترتعشان من أشعة الشمس الملتهبة الساقطة
على جبهتها..
هؤلاء رجال تعرف بعضهم ولا تدرك إن كانت قابلتهم فى حلم أم فى حقيقة..!
هذا رجل تعرفه تماما،حزين،له وجه أبيض،جبهته كأنها سحابة تمر فوق رأسها،هل هو الصديق..!؟
وذلك القوى الحاد،هل هو الفاروق..!؟
من هذين بالسيف يلتقيان،أعلى ومعاوية..!؟
هذا المزهو الطائر فى عليائه،هتلر..!؟
ذلك جامد الوجه السعيد كالذى أتى بالنصر،أهو سفاح وسط البلد..؟
هؤلاء جميعا لماذا يلتفون حولى كما القاضى والدفاع والجانى والمجنى عليه..؟
إنها تشعر الآن بيد حانية بللها العرق والدم،ودموع تتساقط على خديها كقطرات المطر الغاضب.
ترفع أسماء رأسها الملقى على الأرض شيئا فشيئا لتجد ملابسها ممزقة وجسدها ملقى على سلالم مبنى نقابتها
ورجليها مغطاة" بقطرات عذريتها المهدرة.
تسأل أسماء صاحبة اليد الحانية..فى أى يوم تعيش لتعرف أنه الخامس والعشرون وانها كانت ذاهبة لتسجيل أسمها
فى جداول نقابة الصحفيين،وانها كانت سعيدة مفعمة بلأمل،وأنها لم تعد فى حاجة لأن تعرف للأمل أسماء.
بقلم
عادل الجمال
التعليقات (0)