إن حياة العلماء مملوءة بالدروس والخبرات القيّمة، لكن لا يستفيد منها إلا من سلك منهج طلب العلم والتعلّم وأراد أن يعيش حياة العلماء وطلاب العلم، وأما الإنسان الذي لم يهتم بالعلم ولم يهدف إلى طلبه، فلم يستطع أن يتأسى بحياة العلماء مهما قرأ حياتهم واطلع على سلوكهم ومنهجهم في طلب العلم.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى أبطال العالم في عالم الرياضة، حيث لا يقتدي بهم إلا الرياضيّ الذي يأمل أن يصبح بطلا في المستقبل.
إن الله سبحانه وتعالى قد عرّف النبيّ (صلى الله عليه وآله) قدوة وأسوة للناس وقال "لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة" لكن هل الجميع مؤهلون للتأسي برسول الله (صلى الله عليه وآله) أم لا يهتدي لهذا الطريق إلا فئة من الناس؟ فمن الذي يستطيع أن يستفيد من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) ويتقدي به؟ هذا ما أجابت عليه تكملة الآية نفسها حيث تقول: "لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثيرا" [الأحزاب: 21]
الإنسان الذي جعل الدنيا غاية اهتمامه ومرامه ونسي الله واليوم الآخر لن يتمكن من الاقتداء بالرسول حتى ولو عاش معه عشرات السنين، وكلما ازداد الإنسان ذكرا لله واليوم الآخر ورجا رضوان ربه في جنة النعيم، يسهل عليه التأسي بالرسول الكريم (صلى الله عليه وآله).
التعليقات (0)