أظهرت دراسة حديثة قامت بها صباح السيد عبدالحميد – الناشطة الإجتماعية – ورئيس مجلس إدارة جمعية "صباح الخير" الخيرية أنة يوجد بمصر أكثر من 460 ألف طفل من أطفال الشوارع فى سن المراهقة مودَعين في مؤسسات الأحداث بسبب إرتكاب جريمة أو فقد الأهلية ،و يوجد أيضا أكثرمن345 ألف طفل "حدث" في 27 مؤسسة لرعاية الأحداث على مستوى الجمهورية،وقد تم تقسيم أطفال الشوارع فى سن المراهقة إلى أربع فئات تبدأ بفئة مطاريد البيوت، ثم فئة مطاريد الأحداث، وفئة مطاريد دور الأيتام بعد وصولهم عمر (18) سنة، وفقاً للوائح الداخلية لوزارة التضامن الاجتماعي، أما الفئة الأخيرة وهي التي ضلت الطريق في الأسواق والأماكن العامة.. وأن هذة الفئة تمثل 66% من أطفال الشوارع المراهقين الذين شملتهم الدراسة، ينقسمون بين 89 % من الذكور و 11 % من الإناث .
كما ركزت الباحثة في دراستها على فئة مطاريد دور الرعاية،وذكرت أن جمعيات رعاية الأطفال سواء الحكومية أو الخاصة يتنهى دورها عند وصول الطفل سن 18 عاما وهو سن خطر جدا لمرور الطفل بفترة الطيش والمخاطرة سواء على نفسة أو المجتمع، كما أن الجمعيات تهتم فى نشطاتها الرعائية لهؤلاء الأطفال على التعليم الحكومى أو المستوى التربوى فقط، ليتخرج الأطفال بعد بلوغ سن 18 عاما من المؤسسات أو دور الرعاية لا يستطيعون العمل أو الإعتماد على الذات ، لأن تفعيل نشاط الجمعيات لا يتطرق إلى تعليم الأطفال حرفة ينخرطون من خلالها في المجتمع ، ومن هنا يظهر الإنفلات الأخلاقى والإنحراف المجتمعى .
كما أشارت الدراسة إلى قيام 32 % من هؤلاء الأطفال بتناولون عقاقير خطيرة بإنتظام، و80% معرضون لخطر العنف المدني من جانب مستخدميه في المجتمع وحتى أقرانه، وأن 70% منهم يتجهون إلى الكسب الغير مشروع ( السرقات – تجارة المخدرات – البلطجة – النصب ) نظرا لغفلة الحكومة عن هذة الفئة الأخطر على المجتمع .
تقول الباحثة أن فئة المطرودين من جمعيات رعاية الأطفال بعد سن 18 عاما نمر عليهم كل يوم، تعودنا علي رؤيتهم بملابسهم الرثة الممزقة التي لا تحمي من برد ولا حر ولا مطر وأجسادهم النحيلة جوعا وبؤسا وعيونهم الزائغة بحثا عن الأمان المفقود وخوفا ورعبا من مستقبل مظلم مرعب، " جعان يابيه.. والنبي اديني اشتري أكل.. مناديل يامدام.. فل وورد يا آنسة"، قد نري البعض منهم يبحث عن بقايا طعام فاسد كحياته الفاسدة في صناديق القمامة أو مستغرقا في نومه علي الرصيف.. نتأفف منهم ومن إلحاحهم.. أو نمصمص شفاهنا شفقة عليهم ثم نمضي ونعود إلي منازلنا نأكل ونحتضن أبناءنا ونستمع إلى نشرات الأخبار.. نقرأ الصحف.. نشاهد برامج التليفزيون.. أحاديث لا تنتهي عن مؤتمرات حماية أطفال الشوارع وعقد حماية الطفل المصري ورعاية الأطفال بلا مأوي.. أخبار الجمعيات والوزارات والمجلس القومي للأمومة والطفولة وشعارات لا للعنف ضد الأطفال ثم ننام في دفء وأمان لنري نفس المشاهد في اليوم التالي.. حتى ظهرت ظواهر "مملكة أبو إسكندر والتربينى".
المأسى التى رصدنا تفاصيلها منذ فترة لا تقل عن مأساة العراق وفلسطين ورغم النشر فلم يتحرك أحد، الفارق فقط أننا لم نعلم حتي الآن مصير هؤلاء المراهقين الذين استغلهم أبوإسكندر والتربينى وغيرهم عبيدا في هذه المملكة يمتص دماءهم ولخوفهم وأعمارهم نشعر بالذنب كلما تذكرنا تفاصيل حياتهم التي شاهدناها عن قرب ولم نستطع أن نفعل شيئا أو ننقذهم من هذا العذاب.. لعلهم لقوا مصير ضحايا التوربيني دون أن نعلم لنكون شركاء بشكل أو آخر في هذه الجريمة.
وأخيرا قالت الباحثة أنها إستطاعت إقامة جمعية صباح الخير الخيرية لرعاية الأطفال من الرضاعة إلى سن الزواج وتعليمهم حرفة ليكسبون بها لقمة العيش ويندمجون بها في المجتمع.
التعليقات (0)