انتشرت ظاهرة انتحال عاطلين صفة ضابط الشرطة وارتكاب العديد من الجرائم بهذه الصفة، بشكل غير مسبوق،حيث سجلت محاضر الشرطة ضبط 2250 منتحل صفة عام 2005 و2880عام 2006 و3100عام 2007 لتصل إلى 4550 محضر عام 2008،وتنوعت الجرائم التي ارتكبها المنتحلون ما بين سرقة واغتصاب وسطو مسلح وفرض سيطرة وخطف مقرونا بقتل.
يقول حسام شلبي المحامي وعضو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: العامل الأساسي وراء انتشار هذه الظاهرة هو اهتزاز ثقة المواطنين في سلامة إجراءات البحث والتحري وضبط الخارجين عن القانون وتنفيذ أحكام القضاء، حيث كان يسهل على رجال الشرطة إلقاء القبض على المواطنين واحتجازهم وتفتيشهم دون سند قانوني أو دافع أمني،وهو الأمر الذي دفع هؤلاء العاطلين إلى انتحال الصفة لعلمهم بطبيعة المواطن والضابط على حد سواء ويقينهم بأن خوف المواطن من بطش رجال الشرطة وعدم احترامهم للقانون سوف يكون حائلا بينهم وبين معرفة حقيقة شخصيتهم من جهة وتسهيل مهمتهم سواء بالسرقة أو الخطف أو الاغتصاب دون اعتراض من جهة أخرى.
ويضيف حسن لمعي المحامي وعضو الشبكة العربية لحقوق الإنسان: أكدت دراسة صادرة عن المركز المصري لحقوق الإنسان عام 2007على أن الجناة ينتحلون معظم وظائف ورتب رجال الشرطة ،وقد تم ارتكاب العديد من الجرائم بعد انتحال هذه الصفات كجرائم القتل والاختطاف والاغتصاب والسرقة وترويع الآمنين، كما استخدم في الجرائم معظم الأدوات الخاصة لرجال الشرطة مثل السيارات واللوحات الخاصة وأجهزة اللاسلكي وملابس الشرطة.. وأرجعت الدراسة أهم أسباب حدوث هذه الظاهرة إلى عدم إبراز رجال الشرطة لبطاقات تحقيق الصفة الوظيفية بسبب إحساس رجال الشرطة ببعض الامتيازات الخاصة خصوصا الرتب الصغيرة، وكشفت الدراسة أيضا غياب الضمانات القانونية الخاصة بإجراءات الضبط القضائي خاصة المتعلقة بإجراءات الاستيقاف والقبض والتفتيش وأكدت الدراسة أن استمرار العمل بقانون الطوارىء بما يمثله من تهديد للحريات الشخصية أحد أهم أسباب هذه الظاهرة.
التعليقات (0)