مواضيع اليوم

41 عام (غصايص)

 أربعة عقود والأول ينّهش الخامس

ظلماً وجور وعيشة في الظلام الدامس

فسادٌ وفجور وغدًٌ أسوأ من يوم آمس

منذ 41 عاماً وشعبنا الليبي الحبيب ينتقل من كارثة إلى كارثة ومن غصة إلى غصة، والمواطن الليبي يصرخ بأعلى صوته قائلاً لم يعد باستطاعتنا تحمل هذا الهم ولا نريد المزيد منه. إن أي إنسان في أي بقعة من بقاع الأرض، عندما يكون مضطهداً ومحتل لأكثر من أربعة عقود، سواء كان احتلال أجنبي خارجي أو احتلال دكتاتوري داخلي، فهذه الوضعية في حد ذاتها تعطي للمواطن الحق في أن يفعل أي شيء، وكل شيء في سبيل أن يتخلص من هذا الإحتلال، وليس عليه من جرم في أن يقوم باستخدام كل الطرق المشروعة، من أجل أن يحرر نفسه وينال وطنه الاستقلال ومن ثم حريته.

 

وبما أننا في الذكرى 41 لانقلاب معمر القذافي الذي وقع في الأول من شهر سبتمبر من عام 1969م، فقد يكون من المفيد والمهم أن نطلع القارئ الكريم، عن بعض المحطات التاريخية من الكوارث والغصايص، التي تعرض لها الشعب الليبي طيلة فترة حكم هذا النظام الطاغي :

في سنة 1969م وقع الإنقلاب الغاشم، على الحكم الملكي الدستوري في البلاد، وكان بطريقة مشبوهة يغلب عليها طابع المؤامرة والتأمر، والرغبة في اغتصاب الوطن والاستحواذ على السلطة.

ما أن استولى القذافي على الحكم في البلاد، وما هي إلا بضعة أيام حتى القى القبض على بعض من رفاقه، ووجه لهم تهم مختلفة، ومن ثم رمى بهم في السجون والمعتقلات وقتل منهم من قتل.

في سنة 1973م، القى القذافي خطاب بمدينة زوارة الليبية، أودع على أثره المئات من خريجي الجامعات، والعشرات من المثقفين والكتاب والمفكرين والإعلاميين، فى السجون لمجرد مناهضتهم لأطروحاته الغبية.

في السابع من ابريل من سنة 1976م، أطلق القذافي العنان لاعداد كبيرة من مجرميه وعصاباته المسلحة في جامعتي طرابلس وبنغازي، حيث ألقي القبض على المئات من الطلبة، من أصحاب الرأي والمناشط الثقافية المختلفة، ورمى بعضهم في السجون وقام بشنق البعض الاخر فى احتفالات استمرت لسنوات متتالية، حتى أصبح يوم السابع من ابريل، يوم أسود في تاريخ  وحياة الشعب الليبي.

في مارس 1977م، القذافي يعلن عن بداية الكارثة الكبرى على الشعب الليبي تلك الاكذوبة المسماة “سلطة الشعب” أو ما يسمى بالنظرية العالمية الثالثة.

في سنة 1977م، وبدون أي اسباب ولا مقدمات منطقية أو جوهرية، سوى رفض الرئيس المصري محمد انور السادات تدخلات القذافي في الشأن المصري، نشبت حرب مع جمهورية مصر، حيث أرسل نظام القذافي العديد من ابناء الشعب الليبي إلى الحدود الليبية المصرية، واشتعلت الحرب بين البلدين ودفع الجنود الليبيون ثمنا باهضا فيها، وتضرر من تضرر ومات من مات.

فى عام 1979م، شرع فى تأميم ممتلكات الليبيين والاستيلاء على مصادر ارزاقهم، وأعلن في البلاد حالة التقشف وأغلقت المحلات التجارية، وسرقت أموال الشعب ورمي بالعديد من التجار والمقاولون ورجال الاعمال الليبيون في السجون، وعاش الشعب الليبي حياة الفقر والقهر لسنوات عديدة، حصار متواصل بلا انقطاع، فرضه القذافي على شعبنا الليبي منذ تلك السنة ثم لم يلبث أن برر ذلك بالحصار الذى فرضه الغرب على ليبيا بعد اسقاطه الطائرة الامريكية فوق لكوربي والطائرة الفرنسية فوق صحراء النيجر.

في سنة 1980م القذافي يأمر بملاحقة المعارضين الليبيين بالداخل والخارج تحت “شعار” التصفية الجسدية “للخونة والعملاء”، وقتلهم ورميهم في شوارع العواصم الاوروبية وبعض العواصم العربية، وشهدت بداية الثمانينيات من القرن الماضي أسوأ حالات القتل والخطف والتغييب القسري لأبناء الشعب الليبي من قبل نظام القذافي، والذين مازالوا مجهولو المصير إلى يومنا هذا (أي منذ 30 عاماَ تقريباً) .

في سنة 1984م  وقعت (معركة باب العزيزية المجيدة) حيث أقدم عدد من أبناء ليبيا الأوفياء والمخلصين للوطن، وعلى راسهم الشهيد أحمد احواس بتحدي القذافى فى عقر داره، من أجل حرية ليبيا ومجدها، متحدين الطاغية بأرواحهم وأجسادهم، وبطريقة وحشية تم قتل هؤلاء الابطال وقبض على رفاقهم وتم شنقهم في شهر رمضان الكريم، بدون أي مراعاة لأهلهم وذويهم وبدون أي احترام للشهر الفضيل، كما زج بالالاف من الليبيين العائدين من الخارج فى السجون والمعتقلات لسنوات عديدة.

http://l-elhoni.blogspot.com/2010/05/blog-post_6890.html

http://l-elhoni.blogspot.com/2010/05/blog-post_08.html

في سنة 1986م، قام اعوان القذافي بتفجير ملهى ليلي” لابيل” في مدينة برلين الألمانية، حيث قُتل بعض الجنود الامريكيون فى الحادثة، وتعرض الشعب الليبي لغارات أمريكية وبريطانية تأديبية، دفع الشعب الليبي الثمن غالياً من ارواح بعض ابنائه وممتلكاتهم، في حين أن القذافي فر هارباً.

ثم في سنة 1987م، ومن أجل نزاع على الحدود الليبية التشادية  فى منطقة تسمى “اوزو” نشبت حرب أخرى بين ليبيا وتشاد، وكانت تدخلات القذافي في الشأن التشادي قد بدأت منذ فترة تاريخية مبكرة، وبعد معاراك طاحنة انتهت كلها بخسائر بشرية واسلحة على الجانب الليبي، ودفع الالاف من أبناء الشعب الليبي أرواحهم من أجل طموحات القذافي الجنونية والمريضة، بينما بقى الكثير من الليبيون يعانون من همومها وويلاتها واثارها الإجتماعية والإنسانية إلى يومنا هذا.

في سنة 1988م، نفذ القذافي جريمة أخرى فاسقط طائرة أمريكية وراح فيها العديد من الضحايا الأبرياء، و من ثم حمّل القذافي الشعب الليبي مرة أخرى نتائج اعماله الارهابية لسنوات طويلة جداً، وتم معاقبة الشعب في حين أن القذافي وعائلته لم يتضرروا على الإطلاق.

في سنة 1996م، قام القذافي ونظامه المتعفن بارتكاب أكبر جريمة شهدها التاريخ، وهي جريمة مذبحة سجن ابو سليم، حيث راح ضحيتها 1200 مواطن ليبي.

http://l-elhoni.blogspot.com/2010/06/14-29-14-1996.html

في سنة 1998م، أصيب ما يقارب 465 طفل في مدينة بنغازي بفيروس “الايدز”، حيث تم حقنهم جميعاً، ووجهت التهم لعدد من الممرضات البلغاريات، في حين أعترفن هؤلاء الممرضات بأنهن لسن وراء هذه الكارثة وليس لهن أي علاقة بالموضوع، ومن ثم باتفاق مصلحي بين القذافي واوروبا وعلى وجه الدقة فرنسا، وبدون مراعاة لمشاعر أهالي الأطفال، أطلق سراح الممرضات البلغاريات وقيدت الجريمة ضد مجهول، في الوقت الذى تشير فيه كل الدلائل الى أن نظام القذافي وعصابته الأمنية، هم وراء هذه الجريمة في حق هؤلاء الأطفال الأبرياء.

هذه الجرائم  جميعها ما هي إلا جزء بسيط، مما ارتكبه نظام القذافي في حق الشعب الليبي طيلة فترة حكمه في ليبيا، ناهيك عن المآسي اليومية التي مازالت تحدث لأبناء الشعب الليبي، وحالة الالأف من المواطنين والعائلات الليبية، التي تعيش تحت خط الفقر والتي تكاد لا تستطيع الحصول على قوتها اليومي، في الوقت الذي نرى فيه القذافي يوزع ويبذر أموال الشعب الليبي على الساقطات، وابناءه يقيمون السهرات الماجنة والحفلات الصاخبة، بينما يعيش الالاف من الليبيين فى ظل ظروف معيشية صعبة للغاية.

إن كل هذه الكوارث والمصائب والغصايص والهموم التي لا حصر لها، تعطي للمواطن الليبي كل الحق في أن يستخدم كل الوسائل حتى ينتصر لنفسه، ويعيش ما تبقى من حياته وحياة ابنائه معززاً ومكرماً.

لقد حان الوقت باستخدام  أساليب فعالة  ومؤثرة، وبأي شكل من الأشكال وبأي تسمية من المسميات، فما عاد الوقت يسمح بالانتظار أو بمراجعة وقراءة الأراء والأفكار، والحل في يد الشعب نفسه ولا يحتاج الى أي لف ولا دوران، بل يحتاج إلى عقول عملية فعالة.

الشعب الليبي وحسب التعداد السكاني الأخير له، قد وصل إلى الـ 6 مليون نسمة (من غير المحتحت)، ولو استثنى منه العجائز والشيوخ والأطفال، ربما سنتحصل على 4 مليون نسمة وإذا استثنى من الـ 4 مليون القذافي وعائلته وعصابته وأبناء قبيلته – المستفيدين منه – و(البصاصة) و(اللقاقة)، ولو استبعدنا المهاجرين (الهاجين) من ليبيا، والسلبيين والجبناء والدايخين وجماعة (اخطى رأسي وقص)، سيكون بين أيدينا أكثر من 3 مليون نسمة (الخير والبركة).

الـ 3 مليون نسمة هؤلاء منهم العالم، والبرفسور، والدكتور، والمهندس، والمعلم، والطالب، ومنهم الخباز، والميكانيكي، والعامل، والفلاح و.. و.. الخ، ومعظمهم إن لم يكونوا كلهم متضررون من هذا الحكم الفاشي والفاشل، وجميعهم يدعون الله ليل نهار بأن يخلصهم من هذا “البلوة” الجاثم فوق قلوب الشعب الليبي، وجميعهم أيضاً هم من بأيديهم إذا أرادوا واتّحدوا، أن يخلصوا الشعب الليبي من القذافي في ايام إن لم يكن في ساعات، وبأسرع الطرق وأضمنها وانجحها، ألا وهي المواجهة الفعلية والمباشرة  للنظام وازلامه.

 يا أبناء ويا بنات وطني، إن القذافي ونظامه الفاسد لن يسلمكم السلاح لكي تثوروا عليه وتنتفضوا، كما أن الحل بأيديكم وحدكم، ولن يحس بحجم مأساتكم والهموم التي انتم بها غيركم، وليعلم الشعب الليبي الطيب، أن الثورات والانتفاضات التي قامت مؤخراً في مختلف بقاع العالم لم يقم بها (العفاريت) أو كائنات جاءت من الفضاء الخارجي لتحرر تلك الشعوب من قمع حكامها ودكتاتوريها، بل قام بها مواطنون عاديون دفعتهم ارادتهم الحرة بأن ينتفضوا ويحققوا أهدافهم، وفي الحالة الليبية لن تنفع مجرد الانتفاضة بدون أن يكون المواطن “مسلح” بالارادة الحقيقية والحرة، لأن نظام القذافي الحاكم في ليبيا اليوم والذي يريد الشعب أن ينتفض عليه ويتخلص منه، ليس كباقي الدول والانظمة التي حدثت فيها الانتفاضات، فكلهم أقل إجراماً من طبيعة نظام القذافي، إذ أن بمجرد حدوث انتفاضة من ابناء الشعب تمكن الشعب وباسرع وقت من تحقيق ما يريد، أما في ليبيا وبما أن الوضع يختلف، وكما ذكرنا نظام القذافي نظام قمعي، يتعامل فقط بالعنف وباطلاق النار والرصاص الحي، في وجه ابناء الشعب المنتفض (أحداث 17 فبراير بنغازي) و(أحداث مباراة الأهلي طرابلس) – خير دليل – فمن هنا يجب على الشعب ان ينتفض ضد هذا النظام بالتحرك الجماعى المحكم، وأن يكون مستعداً لمواجهة اصعب واسوا الاحتمالات، وأن يكون هذا “الاستعداد” موجه فقط ضد رأس الشر وأزلامه، وكل من له يد في البلاء الذي وقع على الشعب الليبي.

يا شعبنا الليبي، إن استمرار نظام القذافي في حكم ليبيا يسير كل يوم من سيء إلى أسوأ، ولا يبشر بخير ولا بغدٍ أفضل لليبيا، سواء بوجود القذافي الأب أو بوجود القذافي الابن، فالثاني امتداد للأول وتربيته، ولن ترتاح ليبيا وشعبها الليبي من هموم نظام القذافي الأب وتصرفات ابنائه، إلا أذا عقد الشعب الليبي العزم وأدرك تمام الادراك بأن ليبيا لن تكون بخير، حتى يتم التخلص من نظام القذافي وعائلته بالكامل (بقضّ قضيضهم)، ويجب أن لا يغركم الكلام المعسول ولا الوعود الوهمية، التي مازال يتم بها تخذير الليبيين، وعلى كل ليبي عاقل أن يتذكر بأن وعود سيف القذافي الكاذبة والزائفة، كان قد وعدنا بها القذافي الأب منذ أكثر من 41 عاماً مضت، فالوعود جاءت في فقرة خطاب اقل من ربع ساعة، وعذاب الشعب الليبي استمر ومازال لأكثر من أربعين عاماً، وسيف القذافي بدأ بوعد الشعب الليبي منذ أكثر من 4 سنوات، فكم سيستمر العذاب الذي سيلحق بالشعب الليبي مستقبلاً  اذا ما استمر الوضع على ماهو عليه الآن يا ترى!!؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقصود بكلمة غصايص هنا (جمع غصة) واستخدامها بهذا اللفظ يعتبر أقرب للكلمات الشعبية.
ابيات شعرية كتبتهم من الغصة.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !