بغداد- دنيا السوداني
الذهب ذلك المعدن الثمين الذي بات عنوان المكانة الاجتماعية لمشتريه من النساء والرجال, ففي حسابات الذهب كلما ازداد الكم ازداد معه الكيف, ومع هذه الجدلية، ظهر انتشار الذهب المغشوش منذ عام 2003 في جميع انحاء العراق، وكان اخرها ما وصفه العديد من الصياغ بـ " الذهب البرازيلي" مؤكدين بأن هذا النوع من الذهب ليس ذهبا خالصا لكنه يباع للمواطنين وكأنه ذهب نقي، حيث طالب العديد من الصياغ والمستهلكون الجهات الحكومية بتشديد الرقابة وتفعيل جهاز التقييس والسيطرة النوعية على استيراد الذهب والعمل على محاسبة التجار الذين يدخلون هكذا نوع من الذهب وبيعه على المواطنين.
(بلادي اليوم) كانت لها وقفة مع عدد من اصحاب المحال لبيع الذهب في مناطق مختلفة في بغداد وكان اول المتحدثين الصائغ ابو سؤدد حيث قال: لقد تطورت الاساليب التي يتبعها التجار في عمليات الغش المختلفة منها الغش (الصناعي والتجاري والنقدي) والى آخره، حتى تطورت اساليبهم الا ان وصلوا الى غش الذهب، فقد انتشرت في الاسواق المحلية هذه الحالة التي تمكن التجار غير الشرعين من غش العديد من الصياغ والمواطنين لشراء هذا النوع من الذهب وبخاصة ان المشترين ولضعف ثقافتهم الاستهلاكية لم يستطيعوا ان يميزوا بين الاصلي والمغشوش، إذ حذر الصائغ خليل يعقوب في تصريح خص به (بلادي اليوم) من انتشار "الذهب البرازيلي" في الاسواق المحلية، معتبراً هذه الحالة بحاجة الى المزيد من الاهتمام وتوعية المواطنين, مشيرا الى ان ما يسمى بالذهب البرازيلي لا يمت للذهب بصلة, فهو مغشوش.
وتابع: "ان النساء العراقيات يفضلن إقتناء الذهب المستورد اي الخليجي وبخاصة الذهب "الاماراتي" لانه يمتاز بثقل وزنه بالاضافة الى ان صياغة القطع الخليجية تطغى عليها الجمالية " على العكس ما هو موجود في الذهب العراقي الذي يمتاز بقلة اللمعان وميله الى الاصفرار .
وبدوره عزا الصائغ ابو حنين اسباب غياب الذهب العراقي الى انتشار الذهب المستورد بصورة لا يمكن السيطرة عليها بالاضافة الى ذلك ان العراقين بدأوا يفضلون هذه الانواع من الذهب لتخوفهم من تفنن التجار العراقيين بغش الذهب هذا ما جعل المنتج العراقي غير مرغوب من قبل الموطنين، مؤكداً ان أكثرية المصوغات الذهبية التي تدخل الى البلاد تفتقر الى الرقابة الحكومية والا كيف ظهرت حالة انتشار الذهب البرازيلي في الاسواق المحلية.
وبيّن ابو حنين ان هذا النوع من الذهب يعد من الأمور الخطيرة التي تشهدها الاسواق المحلية في البلاد لأن المواطن العراقي اصبح لا يثق بالذهب المعروض في المحال خوفا منهم على ان يكون هذا النوع مغشوشا تجارياً .
واوضح ان عملية تلاعب التجار في غش الذهب تتم من خلال اضافة نسبة من المادة صفراء الى الذهب الاصلي بهذه الحالة لا يمكن للمشتري ان يميز بين الاصلي والمغشوش، ولذلك شدد الصائغ على ضرورة فتح مختبرات لمراقبة دخول الذهب وفحصه كما كان في السابق اي قبل الاحداث .
وختم الصائغ ابو حنين في حديثه مع (بلادي اليوم) ان نحو 40% من الذهب الذي يدخل الى البلاد غير مطابق للمواصفات، مطالباً من الحكومة بمراقبة دخول الذهب المطابق للمواصفات العالمية لان المواطن يجب ان يشتري ذهبا يحتوي على هذه المواصفات.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=704
التعليقات (0)