مواضيع اليوم

365 يوم للنساء المغربيات

مولاي محمد

2010-04-01 21:27:11

0

بقلم: مولاي محمد إسماعيلي

جرت العادة أن يحتفل العالم ومعه المغاربة بيوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة، وقبل حلول الحدث بأيام تتحرك الجمعيات والمنظمات المهتمة بالمرأة في سباق مع الزمن لكي تنظم لقاءات وورشات وجلسات عمل لتدارس أوضاع المرأة المغربية، والوقوف عند المكتسبات التي تحققت لها طيلة سنة من العمل في سبيل تحقيق وضع أحسن للمرأة المغربية.
في العشرية الأخيرة من تاريخ المغرب المعاصر، أو بتعبير آخر العقد الأول من حكم الملك محمد السادس، تحقق للمرأة المغربية ما لم يتحقق لأي من شقيقاتها في العالم العربي، فقد فازت وهي الخاسرة غالبا في العقود الماضية، بالمدونة التي شكلت بحق قطيعة مهمة مع ماضي يعتبر المرأة الرقم 2 وراء الرجل ، فقد كانت هذه المدونة ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة، فهي حررت المرأة من مجموعة من القوانين المجحفة التي عانت منها لعقود، وأسست كذلك لفكر جديد ونظرة أخرى إلى المرأة المغربية.
المرأة المغربية التي أصبحت الآن صوتا مهما في غرفتي البرلمان ومسؤولة بالجماعات القروية والحضرية، كما تمكنت أن تتقلد منصب عمدة لمدينة مراكش لأول مرة في تاريخ المغرب والعالم العربي، هذا دون الحديث عن النساء اللواتي تقلدن منصب الوزارة وبنسبة كبيرة قاربت الثلث في الحكومة الحالية.
إن الاقتصار على يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة، يعد في حد ذاته ميزا ضد هذه المرأة وتنقيصا من شأنها، لكن يبدو منطقيا في ظل الظلم والتهميش الذي عانت منه المرأة ولازالت تعاني منه في بقع كثيرة عبر العالم، والأجدر بكل المسؤولين السياسيين في المغرب وغير المغرب أن يُعدوا العدة للقطع مع الممارسات التي لا تزال تعتبر المرأة تابعة للرجل ومساعدة له.
لقد حان الوقت لاعتبار المرأة كيانا مستقلا وحرا كالرجل تماما، لها أراؤها الخاصة وأفكارها المميزة، وشخصيتها المستقلة التي تؤهلها إلى القيادة والزعامة والإدارة، فقد تأكد للجميع الآن أن كثيرا من النساء أفضل بكثير من مئات الرجال المفتولي العضلات.
الحالة المغربية في التعامل مع المرأة متقدمة جدا بالمقارنة مع العديد من الدول السائرة في طريق النمو، لكن تبقى الكثير من الأشياء ناقصة، والمطلوب الآن هو السعي بكل الوسائل المتاحة لإعطاء هامش أكبر للمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.
يوم واحد لا يكفي لكي نحتفل بأمهاتنا اللواتي عانين كثيرا حتى نكون رجالا، يوم واحد لا يكفي لكي نحتفل بالأخت والعمة الخالة والزوجة المحبة والإبنة، إن كل أيام السنة يجب أن تكون كلها أيام احتفال مستمر بهؤلاء النسوة العظيمات.
قالوا قديما "وراء كل رجل عظيم امرأة" والآن آن الأوان لنقول لهم وراء كل الرجال العظام نساء عظيمات، ووراء كل النساء العظيمات رجال عظماء.
فكل التحية لكن يا نساء العالم، وتحية خاصة خالصة لكل نساء هذا الوطن العزيز اللائي كابدن حتى يصبح المغرب بلدا تعيش فيه المرأة مصانة الحقوق مثلها مثل أخيها الرجل.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !