مواضيع اليوم

26

 

 

يبدو هذا الرقم مرعباً، حد إجباري على العودة للتدوين، حسناً، يبدو أن الرعب عبقري وجميل أيضاً، كيف لا وهو سبب في عودتي لعالم أحب. 

في القريب العاجل غير الآجل، سيكون عليّ رصف الرقم ‘6 ‘ ، عوضاً عن ‘5‘، وملحقاً بـ الرقم ‘2 ‘. ووفق مقاييس الثقافة العربية المعلبة بالشكليات والأرقام والإكليشات، فأني ووفقاً لشهادة ميلادي، قد فات ما يقارب نصف العمر، بينما هنالك من أحلامي الكثير، الذي لم يمرره حراس بوابات المجتمع، والسلطة.   

هل أبدو متشائمة! في الواقع، لديّ الكثير من الأمل، لكنه بحاجة لوطن ملازم يكسبه ألقه. أقول وطن، ولم أقل بلد.

حتى في التدوين بهذه المناسبة، لا يمكن فصل ذاتي عن ما تعشيه البلد من إشتعال، وعن إشتعالي بالوطن، سيما واني أكتب ما أكتب الآن، على وقع دّوي الآلات مكافحة الرغبة في الحرية، وليس هذا بالأمر الداعي للأستغراب البته؛ فالتربة الطينية شهدت منذ الاستعمار الأول مواجهات، نلمس أثرها اليوم، في الشوارع المظلمة، البيوت المتهالكة، الصبية الصغار وهم يبيعون قناناي الماء، وأكياس الليمون قريباَ من الإشارات المرورية في النهارات الصيفية.

 

ليس غريباً أن أكتب على وقع دّوي الآلات مكافحة الرغبة في الحرية، لكن وقع شرخ المجتمع اليوم، أكثر إيلاماً من أثر أي آلة حرب، وأنا شخصياً ولا يمكنني تجاوز هذا الشرخ، فهو الدرس الأكبر في معرفة معادن بني البشر في أحلك الظروف.

لا يمكنني تجاوز هذا الشرخ ، ومن يمكنه فعل هذا!! فليأتني ببينة واضحة على تجاوزه.

‘‘علي بحر‘‘، الذي لم يرد لها أن ‘‘تنقسم نصين‘‘، رحل سريعاً حين أُحرقت آيته التي بدت أقرب لذاكرة منها لأغنية ! أما أنا فقد أخترت منذ ولادتي المواجهة سبيلاً حين يحارب العالم آيتي الأولى.

قبل أكثر من عام ، كنت في عداد المشردين، الباحثين عن وطن يحتويهم، وطن أجدني فيه، مرسى للأمان، بوابة للحياة، لون الحياة ولذتها وعمادها الذي تقوم عليه. المشردين بلا أوطان -كيفكما كان شكل معالمها- يجذفون بقواربهم تجاه التيه، تفوح الغربه من أحلامهم، أعينهم، وحتى من ملابسهم!   

 

أن تكون محاطاً بوطن، يعني أن تبدو لك صراعات العالم حول السلطة والمال وغنائم الحرب، وأحداث التاريخ، ترهات لا تعني شيئاً. فالوطن إختزالاً لبهجة الكون، بياضه ومحوره.

 

عيد هذا العام، ليس كالأعوام السابقه، ما يميزه هو إلتماعة وطن لا يشبه في شي،  السفن الورقيه التي كنا نصنعها لتبحر في ‘‘ غطايل الماي‘‘ المتجمع من الأمطار في الشوارع المنهكه وأهلها، البعيدة كل البعد عن معالم القرن 21.  

 

حين كنت أصنع السفن الورقيه في إنتظار حافلة المدرسة صباحاً، أو عصراً مع صغار الحي، لم أكن أخشى غولاً اسمه حارس بوابة المجتمع، رغم اني كنت أراه بلباس أسود، حين كنت أخرج عن تعاليم السرب، وغالباً ماكنت أراه، لكنه ما كان كهذا الذي أراه اليوم، أصبح أضخم، بحيث يسد بوابة الضوء بأكملها، لولا شيئ من البصيص المتدفق بين حين وآخر، يبدو الآن اخشن بحيث أن خدوشه يمكن أن تحدث جرح غزير، بدأ أظلم ، أقتم...   

 

لكني بالمقابل، أبدو أصلب، أنقى أجمل، وأنا ملازمة للياسمين وأكثر قدرة على مواجهة كل غول.

 

 

 

الآن فقط أريد أن أقول إلي: كل عام وأنا فلاحة سمراء يانعة بالياسمين

تتبعوا هذا الرابط:

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !