ملايين خرجت لميدان التحرير مرتين مطالبة بالتغيير وكسر إحتكار السلطة ففي المرة الأولى تحقق الحلم , وفي المرة الثانية كذلك وفي كلا الحالتين كان جيش مصر واقفاً بجانب الشعب الذي هو روح الجيش وعمودة الفقري , أصطف الجيش ضباطاً وأفراد وبطابور مهيب بجانب شعب عظيم كريم متعدد متجانس عصري في أفكارة وأحلامة وطموحاتة , وقفة مشرفة تٌضاف لتاريخة البطولي والنضالي الذي لا يمكن إنكاره أو تجاهلة فلم يحول سلاحة لصدور أبناءه وتلك هي مفارقة القرن الواحد والعشرين التي يخجل منها عصابات وجهت السلاح لصدور أبناء الوطن .
خروج الملايين المرتقب بمواكب أفراح تحي ذكرى الخامس والعشرين من يناير محتفلة بالتغيير وبالدستور هو بمثابة إعلان شعبي لموت جماعة الإخوان التي كانت تستهدف أمن مصر ووحدتها عبر تجييش الشارع وتضليل العامة وخلق البلابل الطائفية والعنصرية عبر شعارات وخطابات ومهرجانات مضللة , جماعة تحولت من فصيل سياسي إلى مليشيا تمارس الإرهاب الفكري والدموي على شعب كان يظن بها ظن الخير , فالجماعة كانت تدعي المظلومية في السابق وما أن وصلت للسلطة كشفت للجميع وجه قبيح وكشرت أنيابها فأوغلت في حريات الناس ودمائهم وحرماتهم , وكانت النتيجة سقوطها أخلاقياً وشعبياً ورسمياً وتلك هي النهاية الحتمية لمن يسير عكس عقارب الساعة ويقف ضد من صنع التغيير وحقق المعجزات !
البعض كان يحلم بأن يكون بالجماعة عقلاء يجمعون شتاتها ويعدلون مسارها ويعيدون حقبة الهضيبي وغيره من المعتدلين السابقين , حلم كابوسي لم يستيقظ من كان يحلم به الإبعدما خرجت الملايين في ثورة الثلاثين من يونيو التصحيحية , ثورة عدلت الواقع و كشفت مدى خبث وسوء تلك الجماعة الشعاراتية التي لا تؤمن بأي قيمة إنسانية , وأعادت لمصر حريتها وكرامتها التي كانت ستغتصب من قبل حفنة لا هم لها سوى السلطة وبأي ثمن كانت .
ذكرى 25 يناير المرتقبة , حتى وإن كان هناك من يتربص بها , هي تعبير عن موت الجماعة وإطلاق لرصاصة الرحمة عليها , تعبير سلمي من شعب لم يحمل في يوم من الايام السلاح بوجه من يحول بينه وبين حقوقة وحرياتة وأحلامة , على المصريين طي صفحة الماضي الاليمة وترك الملفات بيد القضاء والالتفات نحو بناء مصر ليتحقق لمصر التعددية الفكرية والسياسية وينمو التعايش في ظل بيئة إيجابية لا سلبية وتتحقق المواطنة الحقيقية التي لا تٌختزل في دين أومذهب أو فكر , ينبغي ان تعود مصر لممارسة دورها الحقيقي الذي غابت عنه سنين طويلة , فهي مختبر الأمة وقلبها النابض وعيون العرب متجهة لمصر صباح مساء وهي عائدة إذا تكاتف الشعب وحققت السلطة السياسية أحلام المصريين فالتطبيق الصحيح لنصوص الدستورأساس للنجاح على كافة الاصعدة ومن سيطبق الدستور عليه أن يتذكر من خرج إلى الشارع ليصوت بنعم لدستور كٌتب بدماء الاحرار والشهداء الابرار فالذكرى تنفع فتذكر ولا تنسى التاريخ ..