من يتابع مسيرة حركة حماس، ويبحث في مستقبل الحركة عبر قراءة ماضيها وحاضرها، يصل إلى نتيجة أن حركة المقاومة الإسلامية حماس كلما اشتدت المحن والضغوط عليها ازدادت قوة، وهذا يترك الباب أمام كل الباحثين والمهتمين بحركات الإسلام السياسي أن يأخذوا حركة حماس دراسة حالة، لأن شأن تلك الحركة غريب، فهل تشكّل الشدائد والمحن السر الأبرز وراء قوة حماس أم أن هناك أسرار أخرى...
أسرار قوة حماس
تمتلك حركة المقاومة الإسلامية حماس أوراق قوة تعزّز من موقفها داخلياً وخارجياً، وهي:
1- التنظيم الجيد، والذي يدعمه العمل المؤسسي الهرمي، يرافقه طاعة القاعدة للقيادة، وقدوة القيادة للقاعدة.
2- تستمد ديمومتها واستمراريتها من ديمومة واستمرارية الإسلام.
3- لها امتدادات إقليمية ودولية كونها أحد أجنحة جماعة الإخوان المسلمين، ولها خصوصية مستمدة من خصوصية الحالة الفلسطينية.
4- قادرة على العطاء، فحركة تقدم قادتها وأبنائهم كالشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب وجمال منصور والقائمة تطول....
5- تدعم التعليم والعلماء، فأصبحت تمتلك الحركة بنكاً من العلماء في شتى حقول المعرفة، وهذا يساندها في اتخاذ القرار السليم، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
6- اهتمت الحركة بالمرأة الفلسطينية وعملت كل ما بوسعها من أجل تمكين المرأة الفلسطينية.
7- خيار المقاومة بكافة أشكالها، أعطى حماس شرعية ثورية لأنها تقف على رأس حركات المقاومة وفي نفس الوقت منحها براجماتية فتحت من خلالها أبواب المجتمع الدولي لدعم ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني.
8- فشل المشاريع المنافسة لحركة حماس، مثل مشروع التسوية مع إسرائيل، وسقوط بعض الأنظمة الشمولية التي كانت تكن العداء لحركة حماس سيزيد من قوتها في المرحلة المقبلة.
حماس تضيء شمعتها الرابعة والعشرين بمذاق خاص هذا العام، حيث سقط النظام المصري والتونسي والليبي، ووصل إلى الحكم في هذه الدول جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى المغرب والتي شكلت جماعة الإخوان المسلمين حكومتها بعد حصولها على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية ...
أيضاً نجحت حماس هذا العام في إبرام صفقة وفاء الأحرار لتؤكد على صوابية خيار المقاومة المسلحة، وتوفي بوعدها وعهدها الذي قطعته في مهرجانات الانطلاقة السابقة بأن الأسرى سيحررون بإذن الله...
أيضاً يمتاز مهرجان الانطلاقة هذا العام بانطلاق العديد من المشاريع في قطاع غزة رغم الحصار، بحيث شرعت الحكومة في شق وتوسيع وترميم الشوارع وإنارتها، وكذلك إعادة اعمار العديد من المنازل والمساجد التي دمرها الاحتلال..
هنيئاً لحركة حماس في انطلاقتها، وهنيئاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في انطلاقتها، وأتمنى أن نحتفل العام القادم بمهرجان واحد ووحيد يضم كل قوانا وفصائلنا وأحزابنا موحدين على برنامج وإستراتيجية وطنية موحدة تقودنا للتحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية، وإنشاء الله تحتضن عاصمتنا الأبدية القدس هذا المهرجان في العام القادم...
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)