مواضيع اليوم

23 يوليو 1952

 
23 يوليو 52

فى ذاك اليوم . خرجت مجموعة من الضباط الشبان . يحملون أرواحهم على أكفهم لطرد الملك والقضاء على الفساد وسيطرة رأس المال على الحكم .
ووضع بذرة الثورة فى نفوس غالبية دول العالم الثالث بداية بالعالم العربى .
اليوم .....بعد 57 عاما على الثورة :
يخرج علينا رجل ( أهتم ) فاقد الذاكرة , ويدعى انه واحد من الضباط الاحرار . ويدعى ان الثورة انحرفت عن مسارها . ويدعى ان عبد الناصر سرق حلم ومجهود زملائه .
وبمراجعة أى كتب للتاريخ بما فيها من تزوير وكذب و بهتان الوفد و الاخوان , يتبين كذبه وتزويره للتاريخ حتى اسمه لم يذكر الا فى مقاطع معدودة و فى مواقف محدودة ولكن القدر ابقاه حيا للان كى يكذب وهو فى ارزل العمر , ويجد من يروج لكذبه بل وفى حقبة اصبحت سمتها المميزة - مع كثرة الفضائيات - هى الاستماع وليس القراءة .
بل الاستماع و التصديق دونما اى محاولة للتحقيق .
ويخرج وزير ........ كان وقت قيام الثورة يرتدى " بارباتوز " ويعدو خلف سيارات الرش . ليقول لنا ان الكهرباء المتولدة من السد العالى لا تمثل سوى 19% من اجمالى الكهرباء المتولدة فى بر مصر .
وهى ايضا محاولة للسطو على منتج للثورة . وكلامه صحيح ونسبته صحيحة ولكنه لم يقل لنا كم كانت هذه النسبة فى السبعينات والثمانينات والتسعينات . ولم يقل لنا كم سعر كيلو الطاقة المتولدة من السد مقارنة بما يتم انتاجه من باقى المحطات .
ولم يتحدث عن التلوث البيئى الناتج من محطات التوليد . مقارنة بالطاقة النظيفة وصديقة البيئة المنتجة من السد.
و الاهم انه حاول اختزال قيمة واهمية السد فى الطاقة المتولدة فقط .
السد الذى عد ضمن اهم بناء فى القرن الحديث . وحمى مصر من الجفاف لعدة سنوات .
خرج رجل خرف اخر ليقول ان بناء السد العالى أضر بالتربة الزراعية وحجب طمى النيل الذى كان يخصب الارض الزراعيه ونسى ان هذا الطمى مازال يعشش فى رأسه .
وتقعر شاب متفذلك ودبج مقالا . كتبه له او استوحاه من خاله الوفدى القديم . قائلا ان ثورة يوليو . هى من اسست لحكم العسكر فى مصر بل وفى العالم العربى . ونسى انه لم يسطر سطرا واحدا . انتقد فيه حكما قائما لان تربيته علمته ان ينتقد الماضى فقد اصبح فى ذمة التاريخ اما الحاضر ففى ذمة أمن الدولة و المستقبل لم يتعلم عنه شيئا فثقافته هى العبث فى بطن التاريخ وانتقاد الاموات .
وآخر - نكرة - يصر على تسميتها حركة . ويفند مقومات الثورات .
وانه بالقياس فثورة يوليو تفتقد لمقومات الثورة بل يبالغ ويقول انقلاب يوليو .
انظر لتأثيرها على المجتمع وعلى الأجيال المتعاقبة .
أنت شخصيا لولا ثورة يوليو وما أرسته من مبدأ مجانية التعليم لم يكن لك أن تتعلم لا أنت ولا اى من اخوتك ولكان الجيل الثالث – الحالى – منكم يعمل لدى العمدة حتى الآن مرتدين الجلاليب الزرق الشهيرة .
وقد بالغ البعض ممن أسبغت الثورة عليهم نعمها , وصار ديدنهم ليل نهار , انتقاد الثورة وسب زعيمها جمال عبد الناصر , وذلك فى محاولة غبية للانسلاخ عن الطبقة الاجتماعية الأصلية التى كانوا ينتمون اليها قبل عصر الانفتاح وما واكبه من تغييرات اجتماعية طرأت على المجتمع عامة وعليهم خاصة .
وهم فى ذلك متوهمين ان تمجيد الثورة أو عدم انتقادها يعنى فى الأساس انهم من جذور اجتماعية منحطة , أو ربما هى عقدة نفسية .
وهناك متخلف آخر ,
بدلا من أن يشغل باله ويتحدث عن صفقات القمح الفاسد , وعبارات الموت المغرقة عمدا , ونصابوا البنوك , ونهابوا موارد الدولة , وسفهاء اهدار المال العام , يترك كل هذا ويحدثنا عن علاقة عبد الحكيم عامر بالفنانة برلنتى .
فكأنه نفس خطيب المسجد الذى ما زال يحدثنا عن الفرس والرومان .
ومنهم من يعزى فساد العملية التعليمية – حاليا – وفساد الآداء الحكومى – حاليا أيضا – الى الثورة , قائلا أوليس الموظفون والمدرسون الحاليون هم أبناء الثورة ؟
ولأن الموضوع طويل ,
قد يستهلك اطنانا من الورق , قد لا تكفى لتغليف منتج واحد من انتاج مصانع الحديد والصلب أو الألومنيوم فى نجع حمادى او مصنع ثلاجات ايديال او بطاريات النسر او اطارات النسر , مرورا بشيكولاته كورونا وبونبون سيما ومصانع اللبان – الانفتاحى – المنتشرة على جانبى الطريق المؤدى الى مصانع الغزل والنسيج فى كل ربوع مصر , والتى تآكلت وانقرضت بالتبعية مع انقراض القطن المصرى طويل  التيلة ( الذهب الأبيض ) .
و احتراما لوقت وعقلية القارىء ,
أقول لهؤلاء قولة ( عادل امام ) الشهيرة : ( ياأخى اتنيل بستين نيله ) .

eg_eisa@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !