مواضيع اليوم

2013 وثورات العرب

بوية محمد الاغظف

2013-12-27 21:46:30

0

 العيون – المغرب : محمد الاغظف بوية         

تنتهى سنة 2013 على عالمنا العربي مستقبلا سنة جديدة .وقد تباعدت الامم وحكامها وصار الحاكم في واد والشعوب في أودية موحلة.وابتعد الفكر عن العقل واستقال العقل وانهارت القيم ولم يبقى الا حكام  يتناصحون فيما بينهم .يحدث ذلك في بلد كالعراق الذى احتل واختنق وكدنا في بلاد غروب الشمس أن نسمع آهات نساء العراق .وقريبا منه استأسد الاسد وتكلب وتفرعن ولان تنمره ضد شعبه فقد حصل له شرف الحكم والبقاء في السلطة بعد خذلانه لخطط عساكر الجيش العربي .الذى أراد امتلاك سلاح كيميائي لمواجهة العدو الصهيونى ،فخسر الرهان فانطلقت الصواريخ محملة بغاز الخردل تضرب عمق الارض والانسان السورى .وبذلك حل النصر للحاكم .فالخوف من سقوط الصواريخ على "اسرائيل"وخوفا عليها تحولت الانتقادات الدولية من دعوة لحماية الشعب السورى الى دعوات لحماية سلوك النظام خوفا من تكرار تجربة الكيميائي .فسقوطه في ايدي جبهة النصرة او "داعش"معناه "وداعا يا "تل أبيب "عفوا تل الربيع المحتلة بلغة معمر القذافي الذى مازال بعض الليبيين يحنون لحكمه كما اني وبجانب الكثير من العرب قد فقدنا خطب القائد الزعيم .وهى خطب ممتعة ومفيدة ويا لها من فرجة ،وقد علمت أن خطب القذافي وتصرفاته الغريبة كانت بمثابة ترويج ودعاية للجماهيرية الليبية ،اذ عرفت ليبيا بشطحات الزعيم .ستكون ليبيا بعد القذافي عنوانا للشقاق والعنف .احتلال لابار النفط مع بروز فكرة الانفصال لدى اقاليم الجنوب والشرق وهجمات انتحارية تحاكى التجربة العراقية مع وجود تنظيمات تهدد أمن الجارة تونس والجزائر .

2013 كانت بامتياز عنوانا للتذمر "العربي"مزاج ثوار تونس تعكر بسبب عمليات القتل الممنهجة والتى تقف وراءه تنظيمات اقصائية تستهدف النيل من كل تعبير ديمقراطى .علمتنا الثورة التونسية أن الامة تنهض من سباتها بعمل بسيط "احراق أو انتحار" لكن الامر لايعدو كونه البداية .فالثورة لن تنجح الا بالتضحيات والكفاح .ولايمكن بناء دولة حرة وديمقراطية الا بتظافر جهود القوى الحية ووحدتها وقبل ذلك تأمين الشروط العامة للحرية :الشروط البيولوجيةوالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتى تسمح للانسان التونسي بصفة خاصة والعربي عامة أن يشارك ويتفاعل مع المتغيرات التى افرزتها الثورة .

تجربة مصر تخفي في حقيقتها هزيمة كبرى. الاخوان خسروا رهان الحكم ،والجيش يعانى من مأزق الانقلاب على الشرعية الديمقراطية وفي 2013 عادت مصر الى حقبة حكم الفراعنة ،فلم يستطع العقل السياسي المصري تخيل حاكم دون بذلة  عسكرية .

في عالمنا العربي الكل رسم لنفسه خطوط سير  ،فالانتخابات لا تأتى الا بأعداء الديمقراطية ،وثورات الحرية تعنى للبعض السلطة والجاه وللاخرين عنوانا لتحقيق اهداف مبيتة ،وقد تعنى للمصريين انقلابا على فكرة الفرعون وبالنسبة للموريتانيين فالثورة هى الاستمرارية لحكم القبيلة .أما بالنسبة للمغرب فان الثورة قد تأتى بالعبث فيكفي عبثا ماجادت به قريحة انتخابات 2011التى قدمت للشعب حزبا لايملك الا الأرجل .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !