18 قتيل , الحد الأدنى للاستقالة
, محمد منصور – وزير النقل المستقيل . ليس دمه حامى كما يعتقد البعض . و ليس لديه وفرة منه و هو ما أصطلح الناس على تسمية الذين هم على حالته بأنه " عنده دم " .
و ليس فارسا من القرون الوسطى مازال يحتفظ بقيم و مبادئ و أخلاق الفرسان و النبلاء .
كم أنه لم يولد بعيب خلقى حيث عرق الكرامة لديه أوسع من أقرانه .
و لا تنتابه حالات هياج عصبى بينقح عليه و أثناءها عرق الكرامة و ينفر و ينتفض .
و هو لم يجرى أى جراحات تجميلية لتحويل دموعه الى دموع التماسيح .
و لم يأخذ هرمونات أو حبوب لزيادة الفهم .
و لم تسجل الدراسات و الأبحاث عند أى فرد من عائلته أى أمراض للمسئولية و تحمل النتائج أى أن مرضه ليس وراثيا .
يموت فى مصر يوميا 25 شخص و يصاب مائه فى حوادث السيارات ( حوادث سير ) أى حوالى تسعة الاف شخص سنويا . و مع هذا لم نسمع عن مسئول استقال أو أقيل من منصبه . لماذا ؟ لأن الرقم ليس فى مكان واحد .
و من أستوردوا المبيدات المسرطنة و أصابوا و قتلوا أعداد كثيرة من المواطنين .
و من أحضروا أكياس الدم الفاسدة . و من أهملوا فى أعمالهم فى المستشفيات .
و مصابى و قتلى المصانع الملوثة للبيئة ( الأسبستوس ، الأسمنت ، السيراميك ، الغزل و النسيج ) و أعدادهم بالاف . أيضا لم يستقل أحد أو يقال .
و ضحايا البانجو و المخدرات ( ضحايا الكيف ) أعدادهم كثيرة .
ناهيك عن المنتحرين لعدم الحصول على الوظيفة بسب عدم لياقتهم اجتماعيا .
و المنتحرون لعدم قدرتهم على تدبير احتياجات الابناء فى بداية العام الدراسى أو فى العيد كل من أوصل هؤلاء الى الموت لم يقال أو يستقيل .
فقط رمضان التوربينى الذى كان يعتدى على الأطفال الصغار ثم يلقيهم من فوق القطار هو من نال حكما بالاعدام – لم يمهله القدر كى يستقيل – و كان عددهم 18 طفل .
و أيضا المهندس محمد منصور وزير النقل الذى استقال كان الضحايا عددهم 18 شخص .
هل هى لعنه الرقم 18 ؟
و هل الرقم 18 هو الحد الأدنى للاستقالة ؟
أم هى لعنة حوادث القطار ؟
فالقطار أيضا قاسم مشترك بين رمضان و منصور .
الفارق أن رمضان كان يعتدى جنسيا على ضحاياه ثم يقتلهم .
بينما منصور أعتدى على كل مصر . ثم قتل - بالاهمال - 18 فقط .
التعليقات (0)