(بسم الله الرحمن الرحيم)
إن هذه الآية ماركة أعمال الإنسان المسلم، فكما أن المعامل والشركات تطبع ماركتها على كل بضائعها الصغيرة والكبيرة، كذلك لابد للإنسان المسلم أن يلصق هذه الماركة على كل أعماله ويبتدئ كل أعماله ببسم الله.
إن (بسم الله) سبب بقاء العمل وخلوده إذ كل ما اتصل بالله باق لا يفنى.
التسمية (بسم الله) شعار المتوكلين على الله.
التسمية (بسم الله) توثق العلاقة والارتباط بين العبد ومولاه، وتزيد المحبة بينهما إذ قد نعت الله في هذه الآية بالرحمن الرحيم.
التسمية (بسم الله) من أبرز مصاديق ذكر الله، ففي الواقع بهذه التسمية تقول لربك إني لم أنساك.
مقتبس من تفسير نور للشيخ قرائتي
ليس هناک ارتباط مباشر بين العبد وذات الله سبحانه إلا عن طريق الأسماء والصفات وأي فعل يصدر من الله إنما هو تجلي أحد أسمائه وصفاته؛ (بسم الله)
إن البسملة قبل العمل في الواقع التفات من العبد إلى هذه الحقيقة التكوينية والوجودية وهي أن هذا العمل من تجليات أحد أسماء الله، فهذه البسملة وهذا الالتفات والوعي يرفع مستوى ومدى العمل ويجعله مصداقا للكلمة الطيبة.
لقد برزت في (بسم الله الرحمن الرحيم) صفة عطاء الله العام وعطاء الله الخاص أي رحمانيته ورحيميته أكثر من باقي الصفات، فبها يعبّر العبد عن طمعه بكلي نوعي رحمة الله سبحانه.
جدير بالإنسان المؤمن أن يبتدئ كل أعماله بسم الله وأن يستمدّ العون من رحمانية الله ورحيميته. إذن يستطيع الإنسان بحسب قابليته ولياقته أن يحصل على رحمتي الله العامة والخاصة من خلال جميع أعماله الصالحة والحسنة.
التعليقات (0)