.... معمّر القذافي ليس لديه منصب يستقيل منه كما فعل باقي الرؤساء !.. معمر القذافي ليس رئيس ، هو قائد ثورة !.. الثورة تعني التضحية دائما وأبدا حتى نهاية العمر !.. هذه بلادي وبلاد أجدادي وأجدادكم ، غرسناها بيدنا ، وسقيناها بدم أجدادنا !.. نحن أجدر بليبيا من تلك الجرذان وأولئك المأجورين ، مَن هم هؤلاء المأجورين المدفوع لهم الثمن من المخابرات الأجنبية ؟! .. لعنة الله عليهم ، تركوا العار لأولادهم إذا كان لديهم أولاد ، وتركوا العار لعائلاتهم إذا كانت لديهم ، ولقبائلهم إذا كانت لديهم قبائل ، ولكن هؤلاء لاأعتقد بأن لديهم قبائل ، فالقبائل الليبية شريفة ومجاهدة مكافحة ، من البطناء لبنغازي إلى فزان ، كلهم يهتفون هتاف واحد ..وكلهم يتحَدّون !..
نحن تحدّينا أمريكا في هذا المكان بجبروتها وبقوتها !.. تحدينا الدولة الكبرى النووية في العالم وانتصرنا عليها !.. وطأطؤوا رؤوسهم هنا ! .. إيطاليا قبّلت يد إبن شيخ الشهداء عمر المختار ، هذا مجد ما بعده مجد ، ليس للبطناء فقط ولا للبنغازيين فقط بل لليبيين وللعرب والمسلمين ، هذا هو المجد الذي يريدون أن يشوهوه ! .. وإيطاليا الإمبراطورية في ذلك الوقت تحطمت فوق الأرض الليبية !..........
أنا أرفع من المناصب التي يتقلدها الرؤساء والأبهات ، أنا مقاتل مجاهد مناضل ، ثائر من الخيمة ومن البادية ، فجّر ثورة تاريخية سيبقى يتمتع بها الليبيون جيلا بعد جيل ، ستبقى ليبيا في القمة تقود أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا بل وتقود العالم ، ولا يمكن أن يعطل هذه المسيرة التاريخية الظافرة حفنة من الجرذان المأجورين ، مِن هؤلاء القطط والفئران التي تقفز من شارع إلى شارع ومن زنقة إلى زنقة !..
أنا دافع ثمن بقائي هنا ، أنا جدي عبدالسلام بومليار أول شهيد سقط في أول معركة سنة 1911 ، أنا لايمكن أن أسيء إلى هذه التضحية العظيمة .. لايمكن أن أترك أرض جدي الطاهرة .. أنا سأموت معه شهيد في النهاية .. أنا رفاة والدي في العيني مجاهد بطل من أبطال القظابية وتالة ، وهاهو جدي عمي الشيخ الساعدي في مقبرة لمنيقر ، لاأترك هذه الرفات الطاهرة وهؤلاء المجاهدون ! ..
قال الشيخ السعداوي : ( الحرية شجرة لايتفيأ ظلالها إلا من غرسها بيده وسقاها بدمه) .. ليبيا شجرة سنبقى نتفيأ ظلالها ، لأننا غرسناها بيدنا وسقيناها بدمنا .. أخاطبكم من هذا المكان الصامد ، من هذا البيت في طرابلس الذي غارت عليه 170 طائرة ، تقودها الدول النووية الكبرى أمريكا وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي ، و40 طائرة بوينغ تزود هذه الحملة بالوقود ؟! .. تخطت كل البيوت والقصور والمنازل .. تركت كل بيوتكم تبحث عن بيت معمر القذافي .. لماذا ؟ ..هل لأن معمر القذافي رئيس جمهورية ؟ .. لو كان كذلك لعاملوه مثلما عاملوا رؤساء الدول الأخرى ، ولكن لأن معمر القذافي التاريخ والمقاومة ، والتحرر ، والمجد ، والثورة فهم يقصفونه بالطائرات !.. هذا إعتراف من أكبر قوة في العالم بأن القذافي ليس رئيس ، ولا بالشخص العادي حتى تقتله بالسم ، أو تعمل ضده مظاهرة تسقطه !..
ولمّا كانت القنابل هنا تدك بيتي وتقتل أولادي ، أين كنتم يا جرذان ؟ .. أكنتم مع أمريكا تصفقون لأسيادكم الأمريكان ؟! .. القذافي وعائلته كان في هذا المكان تقصفهم القنابل ، 170 طائرة تخطت الملوك وتخطت الرؤساء وتخطت القصور في كل الوطن العربي لتقصف خيمة معمر القذافي ! .. أنا مجد لن تفرط فيه ليبيا ، ولن يفرط فيه الشعب الليبي ، ولن تفرط فيه أفريقيا ، ولن تفرط فيه أمريكا اللاتينية ، وكل الشعوب التي تنادي بالكرامة والحرية للإنسان ، نحن قاومنا جبروت أمريكا وبريطانيا ، وحلف شمال الأطلسي أيضا قاومنا جبروته .. لم نستسلم ، وكنا نحن صامدون هنا! ..
الآن مجموعة قليلة من الشبان ـ المُعطاة لهم الحبوب ـ يغيرون على مراكز الشرطة هنا وهناك مثل الفئران ، يهاجمون ثكنة آمنة غافلة ، نحن لسنا في حالة حرب حتى نشدد الحراسة على مخازننا ومعسكراتنا ، نحن بين أهلنا وفي بلادنا ، وفي حالة أمان وليبيا تنعم بالسلام ، إستغلوا هذا السلام وهذا الأمان وهذه النعمة التي فيها ليبيا وغاروا على بعض المعسكرات وبعض المراكز ، أحرقوا الملفات التي فيها جرائمهم ، وهاجموا المحاكم التي فيها ملفاتهم !.. لكن ليس لهم ذنب أبدا ، فهم صغار السن 16 ـ 17 سنة ، وهم يقلدون ما يحصل في مصر وتونس وهذا شيء عادي !.. لكن هناك مجموعة قليلة مريضة تعطي الحبوب ، وأحيانا حتى النقود لهؤلاء الشبان الصغار اليافعين وتزج بهم في المعارك الجانبية ، ويقولون لهم غِيروا وأحرقوا يا أطفال ! .. الذين قُتلوا هم من الشرطة ومن الجنود ومن هؤلاء الشبان وليسوا من الذين يحرضونهم ، فالذين يحرضونهم جالسون في بيوتهم أو في الخارج ينعمون هم وأولادهم بالأمان والراحة والمتعة ، ويدفعون بأبنائكم إلى الهلاك ! ...
تفتكرون أن ليبيا ساهلة ، ليبيا دفعنا ثمنها بالدم ، وبنينا لها المجد ! ..
نحن الضباط الأحرار تركنا الحكم للشعب الليبي منذ سنة 1977 ، وتركنا السلطة للجان الشعبية ، وسواء أقامتها مستقيمة أو معوجّة ، فكل الأمور تدار من طرف الشعب الليبي في البيت في المدرسة في السيارة في الطيارة ! .. وأنا وزملائي لم نكن مسؤولين عن أي شيء إلا عن القتال من أجل ليبيا ، وعندما أغارت علينا أمريكا قاتلناها ، وفرنسا قاتلناها ، والسادات قاتلناه ، والنميري قاتلناه !.. وحتى نقود البترول أردنا إعطاءها لكم فقلتم لنا أتركوها عند الدولة .. أتريدون أن يضحكوا عليكم ؟ .. فهل أنتم سذج لهذه الدرجة ؟!..
وأدعوا الشعب الليبي إلى تشكيل الشعبيات الجديدة والبلديات الجديدة ، بحسب البرنامج الذي أوضحه لكم سيف الإسلام ! .. ومتأكد أن الجماهير ستبدأ منذ صدور هذا البيان بتشكيل الشعبيات ، والتي أتكهن أن يصل عددها إلى ثلاثين شعبية ، وأن يصل عدد البلديات إلى 150 بلدية لأن كل واحد يريد أن تكون له بلدية ! ..
من الغد أتوقع من كل رجل وكل إمرأة وكل طفل يحب معمر القذافي (العز والكرامة والمجد ، وجلاء الطليان والأمريكان والنهر العظيم) .. أن يخرج من بيته ويطارد هؤلاء الجرذان ، لاتخافوا منهم ، فنحن لم نستعمل القوة بعد ، وقولوا لهم إن معمر القذافي ليس رئيس ، ولو كان لديه منصب لرمى الإستقالة على وجوهكم .. الجراثيم هذه .. قولوا لهم إن معمر القذافي معه بندقيته وسيحارب إلى آخر قطرة من دمه .. فأنا معي الشعب الليبي .. وأنتم تواجهون صخرة صمّاء ، صخرة صلبة تحطمت عليها أمريكا !..
إسحبوا أطفالكم من الشارع ، إسحبوا أطفالكم منهم .. أطفالكم يموتون لأي سبب ؟ .. لا لشيء إلا لحرق ليبيا .. شرطة ماتوا ، أبناءكم ماتوا ، وهم لم يموتوا وأبناءهم لم يموتوا ، هم في أوروبا ، ماهذا الخوف ماهذا الرعب الذي أصابكم من هذه العصابات ؟ .. عصابات مثل الجرذان لاتمثل واحد في المليون من الشعب الليبي ! .. لاتساوي شيء حفنة .. تقليد .. الجرذان ! ...
من بكرة تنزل الشرطة والجيش لتفرض الأمن ! .. من بكرة طاردوهم في كل مكان .. أخرجوا من بيوتكم ، وهذه الجرذان ممكن تنسف البترول وتعودون للظلام .. لعام 1952 .. بنغازي التي بنيتها بيدي طوبة طوبة ، وكنا فرحين بها ، واليوم تدمّر ! رصاص في بنغازي ؟ قنابل في بنغازي ؟ دبابات في بنغازي ؟ ..
وفي درنة نصّب أحدهم نفسه خليفة ، وقال للنساء أن لايخرجن من بيوتهن ، وطلب من أهل درنة أن يأتوه بالتبرعات ! .. خلاص جعل من درنة إمارة تبع بن لادن والظواهري ! .. أنتم تريدون أن تعود أمريكا وتحتلكم مثل أفغانستان والصومال وباكستان والعراق ؟! .. هم قلة إرهابية تحوّل ليبيا إلى إمارات تبع الظواهري ، هذه آخرتها ؟! .. يريدون أن يحولوا شمال إفريقيا إلى أفغانستان ويجلبوا لنا الإستعمار ؟! ..
لقد تم تقسيم كل الضباط الأحرار على وحداتهم وقبائلهم حتى يقوموا بالتعبئة لمطاردة هؤلاء الجرذان ! ..
إسمعوا إلى عقوباتهم في القانون : وهذا القانون الليبي للعقوبات من قبل الثورة ...
ـ يعاقب بالإعدام كل ليبي رفع السلاح ضد ليبي ..
ـ دس الدسائس والتعاون مع الدول الأجنبية ضد ليبيا يعاقب بالإعدام ..
ـ المساس بأراضي الدولة : يعاقب بالإعدام كل من سهل دخول العدو إلى البلاد ، وهذا تسهيل لدخول أمريكا ، لأن أمريكا لاترضى أن تكون درنة تبع الظواهري وبن لادن ..
ـ التسلل إلى الأماكن العسكرية لتسهيل دخول العدو عقوبتها الإعدام ..
ـ الإعتداء على الدستور عقوبته الإعدام ..
ـ إستعمال المفرقعات عقوبته الإعدام ..
هؤلاء إرتكبوا كل هذه الجرائم ......... وغدا سيرفعون أيديهم وسيطلبون منا السماح ، ولن نسامحهم هذه المرة ! ..
أرجوكم أن توقفوا الرمي ، ودعوا الناس يستمعون لما أقول ، لأنه كلام خطير كالرصاص ، وحين يأتي موعد الرصاص الحقيقي يحترق كل شيء ؟! ...
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت : الزعيم ، والقائد ، والعقيد ، والأخ ، وملك ملوك أفريقيا ، وملك العالم .. معمّر القذافي ــــــ من قلعته الشامخة في طرابلس ، والتي تعرضت لغارة جوية بـ 170 طائرة حربية ، لكنها لم تنل منه شعرة واحدة ؟! .. فسبحان الله ! ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو خطاب القذافي إجمالا ، والذي إستغرق في إرتجاله وترقيعه وإجتراره 75 دقيقة كاملة ، وهو يكاد يكون نقلا حرفيا لكلماته التي صدّعت بها رأسي ، وأنا أضع السماعات وأعيدها مرارا وتكرارا لكتابتها ، ولم أتكبد كل ذلك الجهد وذلك العناء ـ في تسجيله بجهاز (Dictaphone) ، وتحمل صراخ صاحب الكلمات كـ (CD) مشروخة في أذناي أوكأنه يمتلكني ـ من أجل عيون القذافي ، ولا لأن ما قاله يكتسي أي أهمية ومن أي نوع .. بل فقط لأرسم صورة كاريكاتيرية ربما هي الأخيرة للرجل ! .. والجملة باللون الأحمر هي الوحيدة المفيدة من كل الكلام ، الذي لم يقِل ولم يدُل !
والخطاب لم ينتهي حيث توقف المقال أعلاه ، بل إستمر صاحبه في تهديده ووعيده ، وبلوم وسائل الإعلام العربية (الشقيقة) التي تشن حملة مستعرة ضد نظامه ، واستعطف (الشقيقة) قطر أن تكف عنه أذى إبنتها الجزيرة ، قبل أن تعتريه موجة غضب فجائية ويهددها هي الأخرى ، ويلمح لها بالحكمة العربية المأثورة : (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة) .. والفاهم يفهم يا شطار .. يا من سيحين وقتكم أيضا قريبا .. ألا إن غدا لناظره لقريب ! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 23 . 02 . 2011
التعليقات (0)