150 الف في مظاهرات عمّت ارجاء اسرائيل
خرج 150 الف مواطن في مظاهرات عارمة عمت جميع المدن الرئيسية في اسرائيل في سبت "العدالة الاجتماعية".. الشعب يريد عدالة اجتماعية وكرامة لجميع المواطنين.. الشعب يريد نبذ التعصب والتمييز والعنصرية.. الشعب يريد توزيع عادل للثروة وكبح علاقات السلطة والمال.. الشعب يريد مكافحة غلاء المعيشة.. الشعب يريد توفير مسكن كريم لكل مواطن.. الشعب يريد وقف القوانين التي تقيد الحريات وتهدد الديمقراطية وتكرس ملاحقة الاقليات والضعفاء.. الشعب يريد دولة مساواة وقانون.. الشعب يريد كبح جنون التقطب والفرقة والتشظي والتغريب بين فئات المجتمع الواحد.. الشعب يريد حياة كريمة للعرب واليهود واليسار واليمين والعلماني والمتدين في هذه البلاد..
كانت هذه بعض من الشعارات التي رفعها المحتجون وهتفت بها حناجرهم في مظاهرات امتدت الى طول البلاد وعرضها من كريات شمونه شمالا الى حيفا والناصرة وتل ابيب والقدس وبئر السبع وكافة المدن الرئيسية.. فبعد مسيرة عجلات الاطفال، انطلقت امس مسيرات الدراجات الهوائية تشد من عضد المتظاهرين في الشوارع والطرقات والميادين الرئيسية وترفع من معنوياتهم.. وشارك كبار الفنانين في عروض مسرحية وغنائية هادفة واحتشد عشرات الالاف في الميادين يهتفون مطالبين بتغيير الواقع المزري الذي تشهده البلاد.. وقد تميزت التظاهرات بمشاركة واقبال وتضامن من كافة الوان الطيف الاسرائيلي عربا ويهودا صغارا وكبارا يمينا ويسارا متدينين وعلمانيين عمالا وطلاب جامعات رجالا ونساء في الوقت الذي لم يكن خافيا حالة العزلة التي يعيشها المستوطنون في الايام الاخيرة والذين باتوا ينظرون بقلق كبير الى ارتفاع وتيرة المظاهرات بشكل مطرد علما ان الاحتجاجات الاخيرة اندلعت على خلفية تراجع الاوضاع المعيشية وغياب العدل الاجتماعي والاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والفلتان الذي اصبح سمة لغلاة المستوطنين في الضفة الغربية يعيثون فسادا في ممتلكات الفلسطينيين ويهلكون الحرث والنسل وهو الامر الذي سبب ردة فعل قوية في الشارع الاسرائيلي تجاوزت عبارات الشجب والاستنكار الى اعلان مقاطعة منتوجات المستوطنات بل مقاطعة المستوطنات نفسها التي باتت تعيش حالة من العزلة القاتلة.. وعندما ضاق اليمين الاسرائيلي الحاكم ذرعا بهذه المقاطعة وحاول تعويض المستوطنين وتمرير القوانين التي تمنع مقاطعة المستوطنات وتحد من عزلتها كانت ردة فعل الشارع الاسرائيلي هذه المرة اقوى من السابق بمواصلة المقاطعة مهما كلف الامر...
وعندما تضافرت كل هذه الاسباب انطلقت ثورة الخيام من تل ابيب اولا قبل ان تمتد الى باقي كبريات المدن الاسرائيلية وتتحول الى اعتصامات ومسيرات احتجاجية مستمرة سنامها تنظيم مظاهرة رئيسية ايام السبت حيث شارك في المظاهرة الرئيسية الاولى حوالي 30 الف مواطن ليرتفع الرقم امس فيصل الى حوالي 150 الف متظاهر اعلنوا انهم ماضون وصامدون لا تراجع ولا انسحاب ولا تراخي ولا استكانة قبل تحقيق آخر مطلب من مطالب المحتجين.. هذا وما زالت الوفود المتضامنة تصل الى خيمات الاعتصام التي تشهد انصهارا لكل مكونات المجتمع الاسرائيلي.. واصبحت هذه الاحتجاجات الشغل الشاغل للمواطن الاسرائيلي وباتت تطغى على الصحافة والاعلام والجلسات الحكومية واخبار الساعة وتخيم على حديث الشارع واللقاءات والمنتديات ..
رمضان كريم وكل ربيع شعبي وانتم بخير
التعليقات (0)