مما لا شك فيه ولا ريب يعتريه هو أن الشهيد الصدر (قدس سره) كان فلتة من فلتات التأريخ، فقد قل له نظير وشبيه حتى بين النوابغ والأساطير. إن مواصفات الشهيد الصدر مواصفات عجيبة تكاد أن لا تصدق، فقد جمع النبوغ والذكاء الخارق مع العمل والجهد النادر إضافة إلى التوكل والتوسل بأهل البيت ولا سيما جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) والأخلاق العالية والحب الشديد للآخرين والشجاعة التي قد ورثها من جدّه الحسين (عليه السلام) و لسان فصيح بليغ أغناه عن كتابة المسودة في حياته إلى غيرها من المواصفات التي إن وجدت كل واحدة في إنسان لميزته عن غيره وأقرانه ولأشار الناس إليه بالبنان، وإذا بهذا السيد الشهيد قد جمع كلها.
ربما أراد الله أن يلفت نظر الآخرين ولا سيما أبناء العراق إلى هذا السيد العظيم ليأخذوا الدروس من حياته وينيروا دربهم نحو الصواب بهذا المصباح المنير. وإذا ترى مثل هذا السيد العظيم يستشهد ويقتل من أجل ولاية الإمام الخميني (قدس سره) والثورة الإسلامية المباركة. ففي تلك الظروف العصيبة الخطرة يرى السيد الشهيد تكليفه في دعم هذه الثورة المباركة وولاية الإمام الخميني (قدس سره) فقال وهو يعلم بنتائج قوله من سجن وتعذيب وقتل: ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام.
فأتم الله الحجة على الناس ولا سيما أبناء العراق بهذا السيد الشهيد (قدس سره) على حقانية الإمام الخميني وولايته، فجعل هذا العالم الفذ الذي لم يجد الفرصة لكشف الستار عن عشر علمه، فداء للإمام الخميني (قدس سره) وثورته.
التعليقات (0)