مواضيع اليوم

14ـ فاقتنع وقال آمنت بولاية الإمام الخامنئي

صالح علي

2011-03-11 11:15:40

0

لقد قمت أيها القارئ الكريم بكتابة هذا الحوار استدلالا على ولاية الإمام الخامنئي (دام ظله) ، وبالتأكيد قد تجد فيه خللا وثغرات فأرجوك أن تنبهني عليها…

 

قال: أنا أؤمن بولاية الفقيه، لكن ما الدليل على أن الولي الفقيه في هذا الزمان هو الإمام الخامنئي؟

قلت: وما الذي جعلك ترتاب في هذه القضية؟

قال: من الطبيعي أن لا يطمئن الإنسان في هذه القضايا بسهولة.

قلت: ومن أراد منك أن تطمئن بسهولة؟ لقد شخّصه وأشار إليه أكثر من ثمانين فقيها. تريد إحكاما أكثر من هذا؟

تغيرت ملامح وجهه لتعبّر عن استخفافه بإجماع هذا الكم من العلماء على شخص واحد وأظهر ذلك بلسانه وقال: المشكلة هنا… هل إن هؤلاء الفقهاء معصومون؟

قلت: لا

قال: أليس الناس قد انتخبوهم؟

قلت: نعم

قال: ألا يمكن أن يخطئ الناس في انتخابهم ولم ينتخبوا مجلسا صالحا؟ ثم حتى ولو انتخبوا أحسن مجلس، هل يمتنع التباس الأمر على أعضاء مجلس الخبراء ولم ينتخبوا الولي الفقيه الأصلح؟ فقل لي كيف يطمئن الإنسان مع هذه الظروف؟

تأملت قليلا في كلامه فقلت له: من حقك أن تسأل هذه الأسئلة، فظاهر القضية هي هذه، لكنك قد غفلت عن بعض الحقائق في حساباتك فوقعت في أخطاء.

فقال: عن ماذا غفلت؟

قلت: تأمل في عبارتك "الولي الفقيه الأصلح"، فمن هو الولي الأصلح برأيك؟

تأمل هنيئة وقال: هو أفضل الفقهاء وأصلحهم في إدارة الأمة وقيادتهم.

قلت: ما في كلامك نتيجة وأثر، إذ كل إنسان له ملاكه ومعياره في تشخيص الأصلح وتقييم الأفضل.

قال: طيب، وما هو رأيك؟ ما معنى الأصلح في رأيك؟

قلت: أنا أرى الأصلح هو من أحب الله أن يكون وليا وقائدا على الأمة.

قلت: ومن أين عرفت أن الله عيّن إنسانا وأحب أن يكون وليا؟

قلت: إن افترضنا أن الله لم يعين أحدا في هذا اليوم، ولا فرق له بين هذا وذاك، إذن لا أهمية لهذا الموضوع عند الله، إذن ينبغي أن لا تبالي به أنت أيضا. أما إذا تتراجع عن سؤالك وتعتقد بأن أمر الحكومة والقيادة مهم لدى الله كما هو الحال في طول التاريخ، عند ذلك لابد من أن نفترض أن الله قد عيّن اليوم أحدا لمنصب نيابة الإمام الحجة وقيادة الأمة الإسلامية.

قال: طيب. لقد أقنعتني إلى الآن، ولكن كيف يمكن اليقين بأن الإمام الخامنئي هو الذي أراده الله قائدا ووليا في هذا اليوم؟

قلت: على عيني، سأقول لك الآن، ولكن بشرط أن تصبر معي ولا تستعجل أولا، وأن تكون ملتزما بالمنطق والإنصاف ثانيا، وأن لا تقاطع كلامي على عدد اللحظات ثالثا، وأنه إذا رأيت كلامي مستدلا مقنعا، تقبله ولا تردّني بكلام تعبان.

فقال معترضا ومنزعجا من هذه الشروط: اووووه… لو كنت أدري أنك ستفرض عليّ شروطا بهذا القدر لما ورطت نفسي…

قلت: جيد جدا، أنا لا أجبرك على إكمال النقاش… في أمان ال…

فقال: طيب، لا تزعل… قبلت الشروط …

ضحكنا معا أنهينا المزاح بسلامات وقلت: طيب، نكمل النقاش… ولكن دعني أسألك سؤالا.

قال: تفضل.

قلت: هل قد عين الله سبحانه وتعالى قائدا للناس إلى الآن؟

قال: بالتأكيد، وما أكثرهم… فمن عيّن هؤلاء الأنبياء قائدا لأقوامهم؟ أليس هو الله؟

قلت: أحسنت. وصلت بسرعة إلى المقصود… طيب، قل لي كيف كان الناس يعرفون هؤلاء الأنبياء؟

قال: كان الله يجهّز الأنبياء بمجموعة من المعجزات والبينات ليحتجوا بها على نبوتهم.

قلت: كيف كان الناس يعرفون أن ما يقوم به هؤلاء معاجز وليس سحرا وشعوذة؟

قال: من خلال أن الأنبياء كانوا يأتون بأعمال يعجز عن أدائها أكبر المتخصصين والعلماء في زمانهم.

قلت: من الطبيعي أن يكون واحد من الناس أعلما في السحر أو الطب أو البلاغة أو أية مهنة وحرفة أخرى، فكيف كان يعرف الناس آنذاك أن أعمال هؤلاء ليست مهارات من هذا القبيل؟

قال: مثلا في قصة النبي موسى (ع)، عرف كبار السحرة وأقروا بأن ما جاء به موسى ليس من سنخ السحر، فتمّت الحجة على الآخرين.

قلت: طيب… سلمنا أن ما جاء به النبي موسى (ع) لم يكن سحرا، ولكن ما الدليل على أن العلم الوحيد الذي يمكن من خلاله ممارسة هذه العجائب هو السحر؟ لعل ما جاء به موسى (عليه السلام) هو علم غريب آخر يشبه السحر في ظاهره لكنه غيره، ومن الطبيعي أن لا يكشفه السحرة باعتباره خارجا عن تخصصهم.

قال: ليست المعجزة هي الدليل الوحيد، فقد كان حديث الأنبياء وكلامهم منطقي جدا ويعجب كل إنسان منصف.

قلت: كل من يتكلم بكلام صحيح ومنطقي فهو نبي؟!

قال: كان أتباع الأنبياء من الأخيار والصالحين والصادقين في مجتمعهم. ألا تكن هذه قرينة أخرى مضافة إلى القرائن السابقة؟

قلت: قد تكون قرينة لا بأس بها ولكنني إذا رأيتهم يؤمنون بكل بساطة وسرعة، أعطي الحق لنفسي أن أشكك في مقدمات إيمانهم…

انتفخت أوداجه وقل صبره من هذا النقاش القاسي والكفريات التي سمعها مني وأوشك أن يرميني بالكفر والارتداد… ثم عصر دماغه مفتشا عن دليل وبرهان يسدّ به عليّ أبواب الإشكال والجدال فقال: يعني هل يمكن أن يأتي إنسان فاسد دجّال ويقلّد الأنبياء في الكلام والإعجاز والصفات والأفعال، ثم ينخدع به خيار الناس والصالحون في المجتمع ويتركه الله وشأنه بلا أن يخزيه ويفضح كذبه أمام الناس؟! فإذا اغترّ أحد بهذا النبيّ المزوّر وآمن به، كيف يحاسبه الله يوم القيامة وبماذا سوف يحتجّ عليه؟!

قلت: إيييييييييييه، أحسنت، بارك الله بك. قلها من الأول … إن أدلّتك السابقة كلها جميلة وصحيحة، ولكن كان يمكن الخدش فيها لو لا برهانك الأخير، فالآن قد تمّ البرهان وكلّ اللسان عن الإشكال.

فتبسم وشعر بالفوز والارتياح مما وصل إليه من برهان أوقع وأعمق على حقانية الأنبياء، ولكن سرعان ما أرجعني إلى صلب الموضوع وقال: ولكني لم أطلب منك إثبات نبوة موسى (عليه السلام) بل أردت إثبات ولاية السيد القائد.

قلت: طيب، لم يدّع أحد أن أعضاء مجلس الخبراء معصومون، ولكن إن استعدّ الناس لإطاعة وليّهم الفقيه، ثم قاموا بانتخاب مجموعة من المتخصصين وفوّضوا الأمر إليهم… قل لي ما هي الحكمة والمصلحة من عدم تسديد الله لهذا المجلس وعدم إرشادهم إلى انتخاب الولي الأصلح؟!

ثم أكملت كلامي وقلت: لم تقتصر شواهد وقرائن ولاية السيد على آراء مجلس الخبراء، إذ هناك العشرات من المراجع العظام والفقهاء قد أقروا بولاية السيد…

وهناك قرائن أخرى أيضا…

قال: وما هي؟

قلت: أليس من شروط الولي الفقيه أن يكون شجاعا؟

قال: نعم

قلت: هل يسبقه أحد من المراجع والفقهاء العظام في تاريخه الجهادي من الدخول في السجون والنفي والحضور في الجبهات؟

تأمل قليلا ثم قال: لم أعرف أحدا

قلت: وكذلك في الشرط الآخر، أي العلم بالزمان والمسائل السياسية فلم أظن أن أحدا يفوق السيد القائد في علمه وخبرته. أليس كذلك؟

قال: طيب، ولكن إن لم يقتنع أحد برأي مجلس الخبراء وغيرهم من المراجع والعلماء وكذلك لم يعتبر باقي الشواهد والقرائن حجة قطعية، فكيف نجيبه؟

قلت: نجيبه بنفس الجواب الأخير الذي أجبتني به. فنقول له: هل يمكن أن يأتي رجل غير مؤهل للولاية ويحتلّ مكانها غصبا ثم يسمح الله أن تكون له هذه القرائن والشواهد المغرية؟

عندما وصل الحديث إلى هنا شعرت باقتناعه وإعجابه بالدليل… فتبسم راضيا مغتبطا وقال لي: أحسنت، آمنت بولاية الإمام الخامنئي.

ثم فكّر قليلا وقال: إن اعتبر أحد كل هذه القرائن امتحانا لبصيرة الناس، لئلا ينخدعوا بمن ادعا الولاية كذبا فما الجواب؟
قلت: سأجيبك في وقت آخر. أما الآن فقد تعبت…




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !