تقرير صادر عن وزارة الداخلية أول يوليو الماضي أشار إلى ان 12 ألف طفل تقريبا أختفى خلال عام 2009 بواقع 34 طفل يوميا تم الإبلاغ عن إختفاؤهم في جميع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، منهم حوالي 3430 طفل تم العثور عليهم و 130 بلاغ تبين انه بلاغ كاذب في حين بقى مصير 8440 طفل مجهولا حتى الأن.
يقول العميد إبراهيم البرعي " وكيل ادارة البحث والإحصاء" : في جميع أقسام الشرطة بشكل يومي نتلقى بلاغات بآختفاء أطفال، وعندما نسأل عن وقت إختفاء الطفل يجيب ولى الأمر بأنه منذ يومان، وذلك لكي يتحايل على شرط تقديم البلاغ بعد مرور 48 ساعة، وبعد أن نبدأ إجراءات البحث، نجد الطفل، وبتضح أنه أختفى منذ ساعات فقط، هذا الأمر دفع بعض أفراد الشرطة إلى التراخي، وليس معنى هذا أنه مبررا للتعامل مع الأمر بشكل غير جدي او متراخي، ولكن يجب توضيح جميع أبعاد القضية لنصل إلى الحقيقة، وأيضا هناك أطفال معاقين ذهنيا، وفي غفلة من والديه يستقل أي وسيلة مواصلات وغالبا القطار وهذا الأمر اكدته بلاغات الإختفاء في القرى التي يتوقف بها القطار تكون اكثر من أي قرية او مدينة أخرى، وبعد ان يستقل القطار ينتهي به الأمر في مدينة اخرى وربما محافظة بعيدة ليعيش باقي حياته في التسول للحصول على القوت، كما ان بعض الأطفال يلجأ إلى الهرب من المنزل "يطفش" بسبب مشاكل أسرية ما، مثل زواج الأب بآخرى غير أمه أو العكس، فيختار الطفل أن يعتمد على نفسه في بلد آخر أو بشكل مستقل وفي هذه الحالة يكون الأمر ليس إختفاء قسري ولكنه إختفاء بناء على رغبة المختفي، أما عن حالات الإختفاء القسري فهي حالات بسيطة جدا ويتم العثور على الأطفال التائهين ويوضعوا في دور الرعاية الحكومية مع توزيع نشرة مواصفات على أقسام ومراكز الشرطة للتعرف عليها.
ويضيف العميد رمضان أبو النور رئيس مباحث الأحداث سابقا، أن الشرطة يقتصر دورها على ضبط الأطفال المشردين بالشوارع وتسليمهم إلى مؤسسات الرعاية الحكومية، أما بالنسبة للمفقودين فيتم عمل نشرة بمواصفات الطفل المفقود وصورة له وتوزيعها على الأقسام بحيث إذا عثر عليه يتم ترحيلة إلى أهله، وعن نسبة العثور على الأطفال المتغيبين فالنسبة تكاد تكون أقل من 1%، نظرا لأن اغلب حالات اختفاء الأطفال تتم بمحض إرادة الطفل "يطفش" وبالتالي يصبح أمر إعادته إلى أهله او المبلغين بآختفاؤه أمرا صعبا جدا.
ويشير العميد حسن العايدي رئيس مباحث الأحداث بالإسكندرية سابقا، نسبة كبيرة جدا من اطفال الشوارع وخاصة البنات يعملن في الخدمة بالمنازل، وأيضا الذكور يعملون في المنازل والمستشفيات والشركات، حيث إتجهت منذ عشر سنوات تقريبا مجموعة من البوابين وشركات التخديم إلى إلتقاط هؤلاء الأطفال وبيعهم للراغبين في عمال "تمليك" وخادمات، مقابل مبالغ طائلة لأنهم من نوعية الخدم الذين يعملون مقابل "لقمتهم" وبالتالي فهم موفرين، علاوة على أنهم أكثر أمانا لأنهم ليس لهم أحد وبالتالي فهم يعتبرون كفيلهم أو صاحب العمل هو كل مالهم مما يدفعهم أو يجبرهم على عدم خيانته.
التعليقات (0)