مواضيع اليوم

12ـ مدينة الكامرة الخفية

صالح علي

2011-02-24 10:38:15

0

كلنا نعرف برامج الكامرة الخفية. يحاول المخرج في هذه البرامج أن يوقع الناس في موقف خاص ليشاهد ردّ فعلهم. ويحاول بعض مخرجي البرامج الكامرة الخفية أن ينتج برنامجا هادفا ذات رسالة أخلاقية أو دينية للمشاهد، فيوقع الناس في فخ موقف مختلق ويصوّر مدى التزامهم بالقيم والمثل والأخلاق والدين. وكل جمال هذه البرامج مشروط بخفاء الكامرة ولو لا ذلك لما كانت جذابة لا للمخرج ولا للمشاهد.
منذ فترة وإني قد تعرفت على مخرج من مخرجي برامج الكامرة الخفية، لكن باعتباره لم يدرس على يد أستاذ ولم يدخل جامعة، فوجدت برنامجه يختلف عن باقي البرامج بكثير. وبعد أن شاهدت أسلوبه الرائع والفريد في إخراج هذه البرامج، وددت أن أعرفكم عليه وأشرح لكم طريقته في الإخراج.

إن هذا المخرج يهيئ مدينة بكاملها لإخراج البرنامج! ثم يملأها بالكامرات واللاقطات الخفية ليسيطر على كل صغير وكبير يحدث فيها، ثم يستقبل آلافا من المشاركين ويسكنهم لمدة غير معينة حيث قد يعلن إنهاء وقت أحد المشاركين في أي لحظة، وقد يمهل البعض أسابيع أو أشهر وحتى سنين. فلا يدري أحد متى ينتهي وقته.

من مميزات هذه المدينة هو ديكورها الرائع والطبيعي حيث يألفها أكثر المشاركين ولا يرغبون بإعلان نهاية وقتهم. ومن العجيب جدا هو أن الكثير من المشاركين قد ينسون موطنهم الأصلي ولم يشتاقوا إلى بيوتهم!

بعد ما يدخل المشاركون في هذه المدينة، يدعوهم مقدّم البرنامج ويبلغهم قوانين هذه المسابقة، فإن طبقوها ينالوا نقاطا موجبة وإن خالفوها يكسبوا نقاطا سالبة. ومن العجيب أنه يخبر المشاركين بأن المدينة قد ملئت بالكامرات واللاقطات ولا يخفى عن المخرج شيء أبدا.

الشيء اللطيف الآخر هو أن ميزانية هذا المخرج ميزانية هائلة، وصلاحياته واسعة جدا. فقد أعدّ لأبسط النقاط جوائز لا تصدّق؛ إذ لا يقل ثمن أبسط الهدايا والجوائز عن ثمن عشرات الأطنان من الذهب! وقد أتاح الفرصة للمشاركين من خلال هندسة المدينة وقوانينها أن ينالوا النقاط الموجبة في أي لحظة… وأجاز المخرج للمشاركين أن يتعاونوا فيما بينهم على كسب أكثر عدد من النقاط من خلال تعليم القوانين والتشجيع على السعي الأكثر لكسب النقاط، بل شجعهم على ذلك وأعدّ لهذا العمل نقاطا كثيرة. كما أنه أعطى الفرصة لمن كسب النقاط السالبة أن يتدارك ذلك ويحذفها ويعوضها بنقاط موجبة.

ولكن الأمر العجيب والغريب الذي لا يصدق هو أنني عندما اطلعت على داخل المدينة رأيت أكثر المشاركين بغفلة عن قوانين المسابقة وأهميتها حيث كان المنظر بعيدا عن أجواء السباق والتنافس… والله إنه لأمر عجيب…




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !