الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 2004ميلادي، أذكر ذلك التاريخ جيدا حين كنا نتسوق ليلا في أسواق غزة في أواخر شهر رمضان المبارك في ذلك العام، حين ورد علينا نبأ استشهاد الرمز الخالد ياسر عرفات "أبو عمار" في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا حيث كان يتلقى آخر علاج له بعد أن أصابه الوهن الشديد في فترة الحصار الصهيوني له في المقاطعة برام الله المحتلة، كان الخبر حين يتناقله الناس منهم من يصدق ومنهم لا يصدق ويعتبره إشاعة من إشاعات الاحتلال، حين يكون الإنسان متوقعا لخبر ما لايؤثر فيه تأثيرا شديدا كما لو كان مفاجئا، لكن ما يؤثر في أي نفس بشرية لديها قدر من الإحساس والإدراك، هو ذلك الحب الجارف لجماهير الشعب الفلسطيني التي خرجت عن بكرة أبيها لتستقبل جثمان الرمز الخالد، فما أن حطت الطائرة التي تقل الجثمان حتى تلقفته أيدي العاشقين لذلك الأسطورة، فكل إنسان فلسطيني يمثل له ياسر عرفات ثورة فلسطين، وعشق التراب الفلسطيني، فهو المعلم والثائر، وصانع الثورة والسلام ، في كثير من الأحداث لا أدمع ولكن حين رأيت مشهد تلك الجماهير تنتظر بلهفة وصول جثمان الياسر الطاهر، وحملهم لذلك التابوت، انتابتني قشعريرة شديدة وأدمعت عيناي دون بكاء، وكأنني لم أبكِ من قبل، وما كان مني إلا أن خرجت مني تلك الكلمات التي وضعت لها عنوانا "فارس الشهداء"
فارس الشهداء
(أبو عمّار)
رحلت يا سيدي..
يا معلّم الثّوّار..
يارمز فلسطين...
ياكلّ فلسطين...
يا فخر العرب...
بالكوفيّة السمراء...
سمّيناك الختيار...
على دربك...
سار الأحرار...
خرج الفوارس..
ملبّين نداءك...
من جنين..
من غزة و الخليل...
ومن جبال النّار...
من كلّ فلسطين...
أتى القرار...
فعهدنا هو عهدك..
ولا فرار..
رحلت يا فارس الشهداء..
أبا عمّار...
يا رجلاً في زمن...
الهزيمة والإندحار...
يا اسطورة المجد...
ورمز العز والفِخار...
قلتها شهيداً..
وحسبنا أنك بين الأبرار...
من قلب الجرح النّازف...
حطّمت الأسوار...
من كهوف الصحراء...
كانت الكرامة...
ومهد الانتصار...
إلى جبال الأرز...
شامخاً..
متصدياً....
فارساً مغوار...
علّمت شعوباً...
معنى التحدّي والإصرار...
تائراً كنت..
محطِّماً...
أسطورة جيش الكفّار...
الجيش الّذي لا يعرف...
الهزيمة والإنكسار....
عند أعتابك يا سيدي...
تتحطم الأساطير...
وتنكشف الأسرار...
وتتعرّى الحقيقة المؤلمة...
لا رجال...لا رجال...
كالفارس أبو عمّار
محمـدعيـد الســوسي
غزة11_11_2011
التعليقات (0)