كتاب أعجبني: مائة غلطة غيرت وجه التاريخ
مع صدور هذا الكتاب كاد النقاد يجمعون على أهمية هذا العرض المفصّل والمبسط، لا من حيث المادة المجموعة ولا التحليل المطروح، ولكن من حيث دقة التصنيف وتوخي التركيز لتلك الأخطاء التي رآها مؤلف الكتاب سببا في تغيير حركة التاريخ أو الانحراف بأحداثه ووقائعه عن مسارها المرسوم، وقد نلاحظ من جانبنا أن المنحى الاقتصادي - بل هو التجاري أو حتى التسويقي الذي دأب مؤلف الكتاب على اتباعه رغم كونه أستاذا جامعيا وأكاديميا مرموقا، قد أفضى به إلى إضفاء نزعة تجميعية أو توثيقية أو فلنقل أيضا موسوعية على الكتاب لزوم الترويج بالدرجة الأولى كما قد نتصور. ثم يأتي اختياره رقم المئة عنوانا للكتاب فضلا عن عرض هذه الأخطاء المرتكبة عبر مسار التاريخ بما من شأنه أن يزود القارئ بحالة فريدة ومفهومة من الارتياح السيكولوجي باعتبار أن ثمة أخطاء ارتكبت من جانب آخرين بعيدا عن حياة القارئ ومجاله ومحيطه واهتماماته. ومع ذلك فهي أخطاء ما برحت مؤثرة بصورة أو بأخرى على مسار الحياة فوق كوكب الأرض. وبفضل هذا التجميع المئوي فقد اكتسب هذا الكتاب صفة التنوع والتشويق إلى جانب ميزة التثقيف والعبرة المستقاة من سلوك البشر، قادة وأفرادا على اختلاف الأزمان والأقطار والتوجهات والثقافات: ما بين مصير إمبراطورية الرومان إلى الفرصة التي أضاعتها إمبراطورية الصين، وما بين خطأ في مسيرة موكب أدى إلى اندلاع حرب عالمية، إلى هفوة سلوكية ارتكبها رئيس أميركي معاصر فظلت تلاحق تاريخه بغير انقطاع،
واضح من عنوان هذا الكتاب أنه يسبح ضد التيار، فلقد جرى العرف في الأدبيات التاريخية المطروحة أن ينتقي المؤلفون والمؤرخون أياما بعينها وأحداثا بذاتها كي يشبعوها تمييزا وامتيازا ضمن روزنامة التاريخ بوصفها الأيام والتواريخ التي أسهمت في تغيير مجرى الزمن وأضافت إلى تطور البشر وبدلت معالم الحياة فوق سطح المعمورة.
وفي تراث التاريخ العربي، أبرز المؤرخون الأقدمون ما كانوا يطلقون عليه الوصف التالي: أيام العرب
وكانوا يقصدون بها تلك الأيام التي شهدت وقائع البطولة وملاحم المواجهة التي سبق وخاضها العرب حتى قبل الإسلام مع الدول والممالك الباذخة التي سادت عصرهم، وكان من أبرزها مثلا يوم ذي قار الذي شهد انتصار القبائل العربية على الأساورة الذين كانوا يحكمون بلاد فارس في غابر الأيام.
وفي العصر الحديث ذاعت شهرة الكتاب الذي أصدره منذ بواكير القرن العشرين الكاتب الصحافي الشاعر الأميركي «جون ريد» (1887 - 1920) بعنوانه الشهير: عشرة أيام صدمت (أذهلت) العالم. وهي الأيام العشرة من شهر أكتوبر عام 1917 التي شهدت اندلاع الثورة البلشفية في روسيا وكان الصحافي الأميركي شاهدا عليها في موسكو.
تاريخ من الأخطاء
على العكس من هذا المنحى، يعمد مؤلف أو مصَّنف كتابنا، لا إلى دراسة الأيام أو الأحداث التي أضافت بالإيجاب إلى التاريخ أو إلى مسيرة التطور، ولكن إلى الأحداث والقرارات والتصرفات التي خصمت بالسلب من حسابات الزمن، وبعضها ــ كما توضح الفصول والسطور ــ أدى بداهة إلى دفع عجلة هذا التطور، إلى الوراء.
لا عجب إذن أن يعمد المؤلف إلى اختيار عنوان فرعي لهذا الكتاب في تلخيصه العبارات التالية: الانتكاسات والأغلاط التي أدت إلى سقوط الإمبراطوريات وإلى انهيار النظم الاقتصادية فغيرت مسار التاريخ.
ومن الطريف أن المؤلف لم يقتصر في مستهل الصفحات على توجيه الشكر والامتنان إلى الباحثين الذين ساعدوه في جمع المادة ومن ثم في اجتناء المتعة خلال تصنيف هذا الكتاب، ولكنه أهدى الكتاب أيضا إلى فئة أو فئات أخرى على الوجه التالي: إلى تلك الملايين من الرجال والنساء والأطفال وأيضا من الجنود والبحارة والطيارين بل وإلى فصائل الحيوان الذين كَتبت عليهم المقادير أن يدفعوا ثمنا غاليا نظير أخطاء ارتكبها الآخرون منذ بدايات التاريخ.
قال الفيلسوف
ها هو المؤلف يوضح للقارئ أن محور الكتاب، أو هي عبرته المستقاة إنما تلخصها العبارة التي اشتهرت عن الفيلسوف الأسباني المولد «جورج سنتيانا» (1863 - 2591) ويقول فيها: الذين لا يتعلمون من التاريخ مقضيّ عليهم بأن يكرروا أخطاءه.
بعدها يشمر المؤلف (وطبعا مساعدوه) عن ساعد هذا المبحث الطريف ليعرضوا في سطور الكتاب هذه المائدة المئوية الحافلة بما شهده التاريخ على اختلاف الزمان والمكان من أخطاء، ولأنه يبدأ من الزمان القديم فهو يعرض مثلا إلى ما ارتكبه الحاكم المصري القديم «اخناتون» من أخطاء المبالغة إلى حد الغلو في دعوة الناس إلى تكريس معبود واحد أحد هو قرص الشمس، آتون، وهو ما كان مخالفا لما درج عليه قومه الغابرون من تقديس معبودهم وقتها، آمون.
وفيما يسَّجل لاخناتون الذي عاش وحكم نحو سنة 1390 قبل الميلاد أنه كان من رواد دعوة أو فكرة التوحيد حسب مقاييس زمانه إلا أن أكبر خطأ ارتكبه هو تلك المأساة التي شهدها العام الثاني عشر من عهده حين استخدم كل نفوذه وكل إمكانات دولته في التدمير والهدم لكل رموز المعبود القديم وفي نفي وتشريد الدعاة والكهنة وكل من كان يؤمن بذلك المعبود. وانشغل اخناتون بالأمر لدرجة أن أهمل ــ كما يقول كتابنا ــ احتياجات رعيته ورغبات شعبه، وهكذا فحين رحل عن الدنيا في عام 1336 قبل الميلاد كان طبيعيا أن تنتكس دعوته وأن يرتّد الناس إلى طقوس المعبود القديم وأن تتراجع البشرية إلى الوراء عن فكرة الإجماع على معبود موحد حتى ولو كان قرص الشمس المتوهج الذي يطالع الناس كل صباح.
الجهل بالحقيقة
ثم هناك أخطاء الجهل، فضلا عن الإمعان في تجاهل الحقائق والنتائج، هنا ينقلنا المؤلف عبر التاريخ إلى زمن الإمبراطورية الرومانية وبالتحديد إلى عاصمتها الزاهرة في روما التي كانت قد استقطبت آلافا من السكان الذين زادوا عددا عن المليون وهو رقم مهول في ذلك الزمان، وشاء رؤساء المدينة أن يدخلوا إصلاحات غير مسبوقة كان أهمها سحب المياه من أعالي الجبال كي تصبح سائغة للسكان في بيوتهم، وهو ما استوجب شبكة أنشأوها، ولأول مرة في تاريخ العمران البشري لتوصّل إلى صنابير البيوت وتشكّل من ثم نقلة ثورية في الحضارة الإنسانية. وقد عثر الرومان على معدن صلب اسمه «الرصاص» كان مطوعا للسحب والطرْق والتشكيل فضلا عن تكاليفه الزهيدة، لكن المشكلة ? المأساة أن جاء هذا الاختيار وفي أذياله كارثة التسمم التي أصابت سكان روما القديمة من جراء مادة الرصاص بعد أن أدى إلى تلويث المياه وإصابة شاربيها بالفشل الكلوي والوباء الكبدي وتلف أعصاب المخ، ومن ثم جاء انخفاض المواليد وإصابات فقر الدم واعتلال سكان عاصمة الإمبراطورية وهو ما شكَّل واحدا من أخطر المعاول التي أدت إلى تصدع كيان الإمبراطورية الرومانية في نهاية المطاف.
لكن هذا الكيان الإمبراطوري الذي طالما سيطر على مقاليد عالم ما قبل الميلاد، كان عليه أن ينتظر لحظة النهاية الحقيقية التي شهدته وهو يلفظ النَفَس الأخير، هي اللحظة التي يسجلها كتابنا (ص80) تحت العنوان التالي: حكاية قوس وسهم.
كان ذلك عام 378 للميلاد، وكانت غلطة ارتكبها جندي، مجرد جندي، بين شجيرات الاستبس في وسط آسيا، وكانت قبائل «الهون» البربرية قد عبرت الحدود من تلك الأصقاع واتجهت غربا إلى امبراطورية الرومان، وكانت الأقوات قليلة وآلاف البشر من شعوب الشرق إلى أوروبا وفي غربها يكادون يتضورون جوعا، وهكذا أتفق عقلاؤهم على اللقاء لبحث الأحوال والعمل على قسمة موارد الغذاء، واتخذ الوفد الروماني طريقه إلى ساحة التفاوض مع زعماء القبائل البربرية وخاصة «الهون» القادمين من فيافي آسيا، وفيما كان الوفد يقترب، إذا بجندي من الوفد الروماني يشرع قوسه ليطلق سهما، فإذا بسيل هادر من السهام يتم إطلاقها وتندلع المعارك، ويُقتل وفد روما عن بكرة أبيه، وتبدأ القبائل المتوحشة في الإغارة على كيان الإمبراطورية إلى أن تشكل معركة «أدريانول» نهايتها حيث تبدأ مرحلة العصور المظلمة كما يسميها المؤرخون.
ماذا بعد الصين؟
بعدها ينتقل الكتاب من الغرب الأوروبي إلى الصين في أقصى الشرق الآسيوي. كانت الصين، كما يوضح المؤلف (ص125) قد حققت إنجازات مرموقة في عصور التاريخ الباكرة: السور العظيم، المطبعة الحجرية، واكتشاف مادة البارود. لكن المؤلف يرى أن أكبر إنجازات صين الزمن الماضي يحمل اسما مميزا هو: الأميرال زنغ. هو ذلك الرائد البحري الذي انطلق بأسطوله الكبير من الصين فاستكشف سواحل شرق أفريقيا في عام 1421 وسبق بذلك كلا من ماغلان وفاسكو دي جاما، كان الأسطول الصيني يتألف من 300 سفينة ويضم 28 ألف بحار، لكن إمبراطور الصين لم يكن يعنيه أمر الاستكشاف ولا نشر المعرفة بقدر ما كان يعنيه أمر التجارة وجلْب سلع معينة كان في مقدمتها البخور والفلفل، ورغم أن الأسطول عاد إلى الصين ? الأم بخير كثير كان في مقدمته ? كما يضيف كتابنا (ص127) أنواع الأدوية والعقاقير المجلوبة من العالم العربي، فما بالك بفصائل من الجواد العربي الذي «أثبت أنه أفضل في ميدان المناورة من الحصان الصيني»، إلا أن حكام الصين وحكماءها ارتكبوا خطأ العمر عندما رأوا أن هذه الرحلات قد تُرتب تكاليف كبيرة على خزانة بلادهم فكان أن أوقفوا مسيرة دينامية كانت كفيلة بأن تضع الصين في مصاف الدول العظمى لقرون عديدة.
حدث في الاسكندرية
ثم تجتاز الصفحات مسيرة القرون إلى بدايات العصر الحديث: عام 1798 حيث الزمن هو الحملة الفرنسية على مصر وحيث المكان هو ميناء «أبوقير» بالاسكندرية الذي كان يربض في مرفئه الأسطول الذي حمل نابوليون بونابرت من فرنسا إلى سواحل مصر، كان الأسطول البريطاني بقيادة الأميرال نيلسون قد سبق أسطول نابوليون في مياه البحر المتوسط ولم يكن نيلسون يدري وجهة الفرنسيين، ولذلك ظلت البحرية البريطانية تضرب أخماسا في أسداس وطفقت تبحث عن سفن الفرنسيين ما بين سواحل مصر إلى سواحل سورية وفلسطين إلى أن عاودت زيارة سواحل الاسكندرية لتجد أسطول نابوليون رابضا، وكان أن أنجز نيلسون تدميره ولكن بعد أن فاته وجود نابوليون شخصيا على متنه وكان الفارق هو 24 ساعة فقط، بعدها أمضى بونابرت سنة كاملة في حكم مصر وتسلل بعدها عائدا إلى فرنسا ليعلن نفسه امبراطورا ويقذف بأوروبا في أتون حرب دامت حتى سقوطه نحوا من 16 عاما، ولولا تأخر نيلسون في الوصول إلى الاسكندرية، لكان قد أنهى حياة نابوليون، ولكان التاريخ قد غير مسيرته في هذا المضمار.
ونمضي مع سطور كتابنا إلى الخطأ رقم 58 كما يحصيه المؤلف، وهو الفصل الذي يحمل عنوانا طريفا هو: كيف تُشعل حربا؟
والحديث يدور عن الشرارة التي اندلعت معها نيران الحرب العالمية الأولى في عام 1914.
يقول المؤلف (ص231): بحلول عام 1914 كانت التوترات العرقية والسياسية قد زادت في كل أنحاء أوروبا، ويصدق هذا بالذات على أحوال امبراطورية النمسا والمجر التي كان حكامها من أسرة هابسبورغ يواجهون العديد من المشكلات مما أدى إلى شيوع نزعات التطرف والفوضى والعنف في أنحاء الإمبراطورية، ومنها مناطق صربيا حيث كان من أبنائها من يريدون الاستقلال، ومنهم من كان على استعداد للقتل باسم الديمقراطية(!) وكان الفوضيون (أناركست كما كانوا يسمونهم) يستعدون لقصف كل شئ لإسقاط كل حكومة وكل نظام.
أخطاء قاتلة في سراييفو
كان الجو في صربيا ملبدا وبالغ الخطورة، وفي غمار هذه الأجواء المشحونة جاءت غلطة القرار الكارثي وهو: زيارة ولي عهد الامبراطورية، الأرشيدوق «فرانز فرديناند» إلى عاصمة صربيا في سراييفو.
والحق كما يسجل المؤلف، فقد تلقى الأمير النمساوي النصيحة أن يعدل عن هذه الزيارة، ولكنه أصّر عليها. في يونيه عام 1914 تمت الزيارة، وألقى الفوضويون قنبلة على موكب الأمير وكان أن نجا منها شخصيا دون أن يصغي لنصيحة قائد المدينة العسكرية أن يغادرها فورا، ومرة أخرى يرتكب الأمير الخطأ الثاني في الإصرار على البقاء بعد أن اتخذوا كل ترتيبات تأمين الموكب في مساره الجديد، والمهم أن تحرك الموكب من عربتين، سارت الأولى في الطريق الخطأ، وتبعتها العربة الامبراطورية في نفس المسار المغلوط فإذا بها تُصادف فوضويا اسمه «رفيلو برنسيبي» الذي أطلق النار ليغتال الأرشيدوق الصربي ويشعل بذلك شرارة الحرب العالمية الأولى التي كابدها سكان الدنيا على امتداد الفترة من عام 1914 إلى عام 1918.
ثم يتحول بنا الكتاب إلى عام 1929، وبالتحديد إلى الخطأ التاريخي رقم 66 ويحمل عنوانا رئيسيا هو: عندما لا نفعل شيئاً
وعلى سبيل الإيضاح يقول العنوان التفسيري ما يلي: هربرت هوفر والكساد الكبير.
والحديث بداهة عن الرئيس الأميركي الذي تولى مقاليد الأمور في واشنطون عام 1929 ليبدأ عهده باستهلال شهير يقول فيه: نحن الآن أقرب إلى القضاء على الفقر في بلادنا بأكثر من أي مرحلة في التاريخ.
كان «هوفر» قد أختير رئيسا تسبقه سمعته بأن كان العقل المدبر لتدفق المؤن الغذائية خلال شظف الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك فقد ازدادت الأمور سوءا مع رئاسته إلى أن جاء شهر أكتوبر عام 1929 ليشهد انهيار أسعار البورصة الأميركية، وليأتي عام 1930 ليشهد تفاقم مؤشر البطالة إلى نسبة 25 في المئة ومعه ازدادت أعداد المواطنين المشردين في جنبات الطرق وزوايا الشوارع، كل ذلك والرئيس هوفر يتأرجح في تصرفاته بين الفعل واللا فعل، وهو ما ترك الأمور تزداد تفاقما وكارثة الكساد الفادح تصيب أعداد متزايدة من مواطني أميركا مع ختام عقد العشرينات.
لا عجب أن يأتي عام 1932 فإذا بالرئيس الجمهوري «هوفر» يخسر أمام اكتساح منافسه الديمقراطي «فرانكلين روزفلت» بساحة الانتخابات أملا في سياسة جديدة كان من شأنها التماس حل للكارثة الاقتصادية تحت اسمها الشهير في حوليات التاريخ المعاصر: الصفقة الجديدة.
بعد ذلك، وقرب نهايات الكتاب نصادف الخطأ الأشهر في السياسة الأميركية المعاصرة: ووترغيت، 1973
فضيحة السياسة الداخلية الأميركية التي بدأت بالتجسس لحساب الحزب الجمهوري الحاكم خلال حقبة نيكسون على مقر وملفات وأسرار الحزب الديمقراطي المعارض، وكان يمكن أن تنصلح الأحوال لولا غلطة نيكسون من حيث الإمعان في التغطية أو التستر على أخطاء معاونيه إلى أن كشفت التسجيلات غوامض هذا السلوك الذي لا يليق.
ووترغيت واللغة
ويوضح المؤلف في هذا السياق (ص361) كيف أن نيكسون الذي حقق لبلاده منجزات ليس أقلها بدء العلاقات مع الصين، إلا أن فضيحة ووترغيت تجذرت في الذهنية الأميركية لدرجة أن دخلت في لغة أميركا والعالم لفظة «غيت» لتلحق أي فضيحة وكل فضيحة يرتكبها الساسة في أي مجال.
هنا لا يكذب المؤلف خبرا ؟ كما يقولون ؟ وها هو يصف خيبة إدارة بوش السابقة في مواجهة كارثة الأعاصير والفيضانات التي حملت اسم كاترينا فيطلق عليها الوصف التالي:
فِلَدْغيت (فضيحة الفيضانات)
أخيرا نأتي الخطأ الذي أفرد له المؤلف رقم 99 من بين القائمة المئوية التي يختمها كتابنا (ص384) حيث يلمح إلى انفجار فقاعة «وول ستريت» مع نهايات العقد الأول من القرن الحالي حيث يتمثل هذا الخطأ الأخير على نحو ما يعرض له الكتاب في ركون الأطراف المعنية إلى حالة غريبة من الدعة والبلهنية غفلت فيها عن إدراك الخطر وتحسين الأحوال والنفاذ إلى جوهر المشكلات المالية، الاقتصادية المحدقة بعالمنا، وهو ما يختمه المؤلف مرة أخرى باستعادة قولة الفيلسوف «سنتيانا» بأن الذين لا يستطيعون التعلم من عبرة التاريخ، كفيلون بأن يكررون أخطاءه.
الكتاب: 100 غلطة غيرت وجه التاريخ
عدد الصفحات: 387
تأليف: بيل فوست
عرض ومناقشة محمد الخولي
الناشر: بيركلي ــ نيويورك ــ 2010
التعليقات (0)