مواضيع اليوم

10ـ قراءة في كتاب "علم اللغة العام لفردينان دي سوسير" إستناداً إلى علم الألمنتك

نذير حبش

2013-06-03 21:54:24

0

10ـ قراءة في كتاب "علم اللغة العام لفردينان دي سوسير" إستناداً إلى علم الألمنتك
ـــــــــــ
نذير حبش
03-06-2013

لقد طالت القراءة السابقة إلى عشر صفحات تقريباً وكنت قد إستعجلت القراءة بسبب عطل الكومبيوتر. نسيت أني وعدت أن أفكك الألفاظ التي ضربها كأمثة على إعتباطية الإشارة (ص 87). على الرغم من تجاوز موضوع الأمثلة فالألمنتك بات حقيقة لا يرقى إليها الشك فالتطبيقات منذ 2007 بشتى الألفاظ والإتجات وقوانين وأركان النظرية كافية لترسيخه كحقيقة. وفوق ذلك كنت قد ضربت مثالاً عن تفكيك لفظ (دم) بأشكاله المتنوعة.
لقد كان قد طرح لفظ الأخت sister في الفرنسية sour وإنتفاء العلاقة بالدال الصوتي (s-o-r) والمدلول الذي تشير إليه وهو (الأخت). وكذلك تنوعات لفظ (ثور) bof و ochs (o-k-s).
برهنت خطأ هذه الفكرة التام وكل لفظ في لغتنا الرافدينية الأم المحلية والمهاجرة بدأت بقصدية ويمكن معرفة نشأتها. لم يعطي (sister) مثالاً بل تأكيداً توضيحاً للفظ (أخت)، مع هذا سنفككه هو الآخر أيضاً.
أشار المجتمع الرافديني إلى الإلهة كأنثى بالدال الصوتي لعنصر (قت). جنس الإلهة سيتخذ لتحديد جنس الكائن البشري أيضاً. لا ننسى بأنه أيضاً أشار إلى الإلهة الشمس بالدال الصوتي الآخر (قر) ومن تنويعاته الصوتية (قن). سوف يأتي الكلام عنه بعد قليل.
إذن بواسطة الجذر (قت) سنحدد جنس المولود. وقبل ذلك أطلق أساساً على رحم المرأة بإعتارة الإلهة واهبة الوجود، والطفل يأتي من رحم المرأة، فأطلق على رحم المرأة (قت). وأيضاً ذات الشيء (قر) الذي يتحول صوتياً إلى (قن) و (كن) إلخ. ومنه تأتي مدلول الزنى (زنى => ز/فتحة ن ـ ى => ت قنق). من الشكل الثاني سنجد أسم الراهبة، لأن الراهبة كانت تهب نفسها للإلهة فجاء أسمها من ذات الجذر أيضاً (nun = N/Un => ن/قن). ألنون أداة تعريف رافدينية من زمرة الراء، المرحلة الأم. وهكذا باقي التنويعات الصوتية، ففي الهولندية (non = N/On => ن/قن) ذات التحليل السابق.
وجاء أسم الأنثى (الأخت) من الدال الصوتي (قت) الذي يشير إليها وهو (sister قتتقر) المشتق من (قت) بإضافة جذر الإشتقاق (قر) ومن تنوعات صوره الصوتية هو التمييم الأكدي (عم). ثم دخلت إليه أداة التعريف السريانية تاء فأصبح (ت/قتتقر sister). ألتفكيك والقراءة والتحليل:
S/Is-t/Er => س/إس ـ ت/ إ ر => ت/قتت/قر => ت قتتقر. ألسين أداة تعريف من زمرة التاء. قت = عنصر ألنار اشير به إلى الربة الشمس. ألتاء كرر للتناغم ـ قاعدة رقم (8) لدى إضافة جذر الإشتقاق (قر).
لفظ أخت وبالسريانية دون الهمزة البادئة (خاثا = قَتق). (أخت = ققت).
لفظ أخت بالفرنسية هو (soeur) وهو على ما يبدو كتبه حسب ما يمثله هذا (oeu) الصوت في الأبجدية الفرنسية حالياً كصوت مركب ربما (s-o-r). ونحن في التفكيك يجب أن نتأكد من كل صوت في اللفظ لوحده. (Soe/Ur => سو/ عر=> تُ/قر). ألتاء أداة تعريف مع صوت علتها. وجذر (قر) أسم الإلهة الشمس. تفكيك آخر (So/Eur => سو/ ق ـ قر => تُ ققر). ألتاء أداة تعريف رافدينية. و (قر) أسم الإلهة، وأشتق منها بطريقة إضافة صوت من زمرة القاف إلى أول الجذر، طريق رقم (6). أنظر المختزل: تجلي الفكر البشري وتطوره.
أسماء الثور ذات الشيء فهي (كنى) ولا شيء إعتباطي، كل أسم حسب جذر أو أكثر.
Bouf => Bo/Uf => فق/عف => فق عف. جذر (فق) جذر الحياة والنشاط إلخ. جذر (عف) جذر الترك والسلبية. هل يعني المولود الجديد التي تخلفه الحيوانات ؟ تحليل آخر أن (جذر Uf) هو جذر (قف) جذر العلو والإرتفاع. فيصبح المعنى "وليد الحيوان الكبير".
Ochs = Oks => ؤ ك/س => عق/ت = عقت. جذر (عق) جذر العدو والعائق. وتاء لتأنيث اللفظ. أو تفكيك وتحليل آخر (ققت) من جذر (قت) الذي يشر إلى الناشط والقوة: ألكائن الذي يعمل. أنظر لفظ "عمل" (Act) إنه حسب الزمر ذات الزمر (oks = act => [CCT] =>[ق ق ت].
كما كان قد أعطى اللفظ الفرنسي (سوط fouet) الذي قال أنه قادم من لفظ اللاتيني (خشب الزان fagus). وعند تفكيكه وقراءته وتحليه سنجد أنه يعود إلى الجذر (فق) من زمرتين [ر ق] جذر الحياة والكينونة والنشاط والقدرة والإستطاعة إلخ وشكله المشهور (be) و (am) كلاهما من زمرتين [ر ق] على التوالي. في سريانيتنا العراقية ـ بغديده ـ نينوى مازال فعل القدرة والإستطاعة (بي => إِبي => أستطيع) ونفيه (لبي = ل ـ بي => لا أستطيع)، ولام النافية منطوقة بحيادية قصيرة ـ أنظر قاعدة الحياد ـ كما هو لفظ اللام في لفظ الشوام حين يوجهون لفظ تقريع (وليه) للأنثى.
وهنا يشير الجذر (فق) إلى (الجمال) و (القوة) و (اللمعان) مثلاً ! (Fo/Us => فق/عس => فق عت). (عت) للإشتقاق ويجب تتبعها في اللغة اللاتينية، هل هو جذر (عد) مثلاً ويفيد الجمع أو إلخ كما هو حال جذر التمييم الأكدي وأشكاله للإشتقاق (قر er) و (عم um) المشهورين في نهاية الألفاظ. وسيقابله الجذر أو المقطع (عِت Uet ) في الفرنسي. كما نرى جذر (Us = Uet => قت) جذر النار والحطب فيقبل أن يكون الخشب.
إذن لا يوجد إشارة لغوية إعتباطية. علينا تتبع أصل اللفظ ونشأته والجذر القادم منه لمعرفة كنيته ومعناه.
في بعض الأحيان يرى سوسير أنه ليس كل رمز symbol أو (دال) هو إعتباطي بالكامل ((من مميزات الرمز أنه لا يكون اعتباطيا على نحو كلي، فهو ليس فارغا: اذ هناك جذر رابطة طبيعية بين الدال والمدلول فرمز العدالة ـ الميزان ـ لا يمكن استبداله اعتباطا بأي رمز آخر ـ كالعربة مثلا. ص 87)).


هذا ما قلته في القراءة السابقة علينا أن نفرق بين تجلي الوعي في حالة لغة وبين النتاج اللغوي والفكري للوعي نفسه.
ألميزان كدال رمزي لمدلول العدالة هو نتاج الوعي في صياغة مدلول العدالة في رمز الميزان. هل من الممكن أن يكون رمزاً آخرأً للعدالة غير الميزان ؟ نعم، لما لا، وبذات القوانين المنطقية للعقل، كرابط السبب والنتيجة، أو المجاز.
ومن قال أن فكرة العدالة (مدلول العدالة) تتبع الميزان ؟ لماذا لا يكون العكس، أي صنعنا الميزان إستناداً لفكرة العدالة ! كيف كان الميزان من قبل ؟ ربما لدينا أكثر من طريقة لتؤدي عمل الميزان كان من الممكن أن يكون ذاك رمزاً للعدالة. بمعنى آخر أن بناء الدال لمدلول كنتاج للوعي يختلف عن تجلي الوعي كفكرة أولى لأول مرة في التاريخ. ففي الأولى يلعب الوسط الإجتماعي دوره وما لديه من مخزون فكري. رمز الصحة والشفاء مثالاً على ذلك. فالثعبان الملتف على عصا وراءه مدلول إجتماعي. وعلى غرار هذه الرموز رموز المنظمات وما تمثله من دلالات، كالصليب الأحمر والهلال الأحمر إلخ.


سوسير تنقصه النظرة الفلسفية العميقة للموضوع، فتجده دائماً يقع بذات الخطأ وهو "خلط" بين موضوعين متمايزين عن بعضهما. كما رأينا يتكلم عن عملية النطق ويحاجج بأمثلة كتابية. هنا يتكلم عن إعتباطية الإشارة اللغوية ـ وهي صوتية ـ وسرعان ما ينقلب إلى أشارة من نوع آخر لها خصوصيتها وهي الإشارة البصرية.
نراه حين يتكلم عن ألفاظ التعجب ينسى دور الوسط الإجتماعي في بناء المدلول والذي ما انفك يتكلم عن دور الوسط الإجتماعي في مناسبات أخرى ((قد ينظر المرء الى الفاظ التعجب على انها تعابير تلقائية للحقيقة تمليها على المتكلم. ولكننا نستطيع ان نبين عدم وجود علاقة ثابتة بين المدلول والدال في معظم الفاظ التعجب. فما علينا الا ان نقارن بين هذه الالفاظ في لغتين حتى نرى اختلافها من لغة الى اخرى. ص88)). ويخلط بينها وبين النوع الثاني من ألفاظ التعجب الذي قد أدركه فعلاً. وأقصد بها الكلمات التي نشأت حسب مدلولها الخاص بها، ثم استخدمناها للتعجب. هذا النوع وصفه بالفعل فهو يقول ((ثم إننا نعلم ان كثيرا من الفاظ التعجب كلفت ـ كانت. فهنا خطأ مطبعي. كاتب المقال ـ في وقت ما كلمات لها معان محددة (لاحظ) الكلمة الفرنسة diable (اللعنة)، mordieu (الله) من mort dicu (في الانكليزية  Zounds’ goodness). ص88-89)).


ألغريب أيضاً أنه لم يميزه عن النوع الأول الغريزي أو الشبه غريزي كصوت نصدره كرد فعل أو إندهاش إلخ على موقف أو حالة معينة. فهذه الأصوات أو الألفاظ كدالات صوتية تأخذ  مكانها في اللغة عندما تأخذ مدلول التعجب نفسه، كـ(آه) في الرافدينية المحلية. والمثال المشهور في وقتنا الحاضر (واو waw) في المجتمعات الغربية.
يساوي بين ألفاظ التعجب وبين الألفاظ التي تحاكي أصوات موضوعاتها (مدلولاتها)، ولا يعطيها أهمية. ((إذن فالالفاظ التي توحي بمعناها والفاظ التعجب ذات اهمية ثانوية، واصلها الرمزي موضع خلاف. ص 89)). نوافقه على ألفاظ التعجب تؤدي دورها ككلمات فردية فقط، إنما كما قلنا في القراءة السابقة رقم (9) الألفاظ التي تحاكي أصوات موضوعاتها (مدلولاتها) هي التي إختارها الفكر البشري وتجلى في بعض منها وأصبحت الأساس للغة بأكملها !

صفة الثبوت والتغيير في الإشارة
ألثبوت
يتكلم عن ثبوت الإشارة اللغوية ((ان الدال، مع كونه يبدو وكأنه قد اختير بحرية كاملة ليمثل الفكرة التي يعبر عنها، ثابت، وليس حرا بالنسبة للمجتمع اللغوي الذي يستخدمه. وليس لجماهير الناس رأي في الموضوع. فالدال الذي تختاره اللغة لا يمكن استبداله بغيره. ان هذه الحقيقة التي قد تبدو وكأنها تحمل في طياتها تناقضا، يمكن تسميتها بالاسلوب الدارج <<بالحرية المقيدة في لعب الورق>>. فنقول للغة: <<اختياري>> ثم نضيف: ولكن يجب ان تختاري هذه الاشارة لا غيرها. فليس باستطاعة اي فرد ـ وان اراد ذلك ان يغير على أي نحو الاختيار الذي اتفق عليه. ثم إن المجتمع نفسه لا يمكن ان يفرض سيطرته على كلمة ، فالكلمة مرتبطة باللغة المستخدمة. ص 90)).
من أغرب ما تسمعه قوله أن ((الدال الذي تختاره اللغة لا يمكن استبداله بغيره. ص 90)). فقد إستغربت من هذه العبارة وظننت أن لفظ (لغة) ربما تكون (مجتمع) ولكن تأكدت منها في النص الإنكليزي أيضاً.
((and the signifier chosen by language could be replaced by no other. p: 71)).
كأن اللغة إختارت نفسها بنفسها دون وجود بشر، أو أنزلت تنزيلاً ! يعود سبب هكذا قول إلى عدم مقدرته للنزول إلى عمق التاريخ ومعرفة أساس اللغة نفسها. سنجده بعد قليل يتهرب من الخوض في هذا الموضوع بالفعل ويقول أن اللغة هي تراث ! ((مهما رجعنا الى الوراء وتوغلنا في القدم ومهما كانت الفترة التي نختارها فأن اللغة تظهر لنا على انها تراث من الفترة السابقة للفترة التي نحن بصددها. ص 90)).
والأغرب لديه هو قوله: وإن كان الخيال يدفع بنا إلى تصور فترة ما و ((حددت فيها مسميات للاشياء وقامت صلة بين الافكار والصور الصوتية، ولكن مثل هذه العملية لم تسجل قط. ص 90)). أسلوب بارع في التهرب ((حُددت)) من غير أن يصرح مَنْ وكيف حُددتْ !

وبالفعل كما قلت يتهرب من الخوض في أصل الجذور ونشأتها ويصرح بذلك بوضوح، وإن خانتنا الترجمة ولعدم تناسق العبارة مع الموضوع عدت إلى النص الإنكليزي لينقذ الموقف. فهو يؤكد أن اللغة لم يعرفها الإنسان إلا كونها موروثاً ويدعو للركون لهذا الواقع والقبول به ويصرح بأنه ((ليس لمسألة أصل الانسان تلك الأهمية التي يعتقد أنها تنطوي عليها. بل ان المسألة لا تستحق الاهتمام. ص 90)). والحقيقة أن عبارة ((أصل الانسان)) ليست في محلها فالنص الإنكليزي هو ((أصل الكلام)) وهنا يقصد بأصل اللغة وبالتحديد الكلمة أو اللفظ.
((That is why the question of the origin of speech is not so important as it is generally assumed to be. The question is not even worth asking;.P:71-72)).
ألترجمة الشخصية ((ذاك هو السبب، أن السؤال عن أصل الكلام ـ اللفظ أو الكلمة ـ ليس بتلك الأهمية كما يُفترض عموماً أن يكون عليه. حتى أن المسألة لا تستحق البحث.)).


وأكثر من هذا أن طرحه لفكرة "الإعتباطية" التي  عُرف سوسير بها فهي مبنية على "الشعور" وليس له أي سند علمي للبرهنة على ذلك فبعد أن يرى أن اللغة هي ((تراث..وقد نتصور لحظة زمنية حددت فيها مسميات للاشياء..وهذه العملية لم تسجل قط. ص 90))، يضيف ((ان فكرة ان الامور قد جرت بمثل هذا الاسلوب امر يوحي به شعورنا العميق بالطبيعة الاعتباطية للاشارة. ص90)).
ألعكس تماماً فكما رأينا لولا كشف الألمنتك "لأصل" اللفظ لبقي علم الجذر والدلالة وما يتعلق به من علوم اللغة في تخبط !! فمعرفة أصل أية إشكالية في علوم اللغة، أو أي علم آخر، هو بداية الطريق لمعرفة الحقيقة.
ومن جانب آخر فهور يرى أن علة ثبوت الإشارة هي الطبيعة الإعتباطية لها ! والسبب الذي يحاجج به سوسير على عدم تغيير اللغة والذي هو طبيعتها الإعتباطية هو نفسه الذي يدينه ! فإن كانت طبيعة الإشارة إعتباطية لكانت الأجيال تغير اللغة كيفما تشاء !! يقول ((ان الطبيعة الاعتباطية للاشارة هي في الحقيقة العامل الذي يقي اللغة من اية محاولة لتغييرها. ص 91)).
من أسباب ثبوت الإشارة اللغوية لديه أيضاً هو العدد الكبير للإشارات اللغوية. والسبب الآخر أن اللغة هي نظام يخضع للمنطق. والحاجة لإستخدام اللغة من قبل الجميع كل يوم وعلى الدوام سبب آخر لثبات الإشارة.

يحاول دائما الدفاع عن إعتباطية الإشارة (ص 92) وكما تأكدنا فساد رأي سوسير وحججه بهذا الخصوص.
ألتغيير
ألإشارة تتعرض للتغيير وألزمن هو عامل لتغيير الإشارة وهو الذي كان سبب إستمراريتها أيضاً. ص 93.
وإن كان سوسير لا ينكر أن التغيير دائما يخص بشكل أو بآخر العلاقة بين الدال والمدلول ولكنه أكثر تعقيداً. نجد هنا يستند على أمثلة قد لا تنفعه دائما. يضرب مثالاً عن لفظ (قتل) في اللاتينية ((necãre)) كيف أصبح في الفرنسية ((noyer)) بمعنى (غرق).
لن يضيف سوسير جديداً لو أخضعنا أمثلته لعلم الألمنتك. إعادتها إلى أصلها وتفكيكها ومعرفة سر اللفظ. في الحقيقة هنالك لفظ آخر في النص الإنكليزي وهو (necdre) ولكن أبقته الترجمة العربية (necãre).


((If instead of comparing Classical Latin necdre with French noyer, we contrast the former term with necare of Vulgar Latin of the fourth or fifth century meaning `drown the case is a little different; but here again; although there is no appreciable change in the signifier, there is a shift in the relationship between the idea and the sign.)).

إن كان يقارن اللفظ الفرنسي باللفظ (necãre) يقول لا يوجد تغيير ملموس بالدال الصوتي، بينما يوجد تغيير بالدال الصوتي الفرنسي عن اللاتيني مهما كان طفيفاً (although there is no appreciable change in the signifier).

أللفظ اللاتيني (necãre) يمكن تفكيكه كالآتي: Ne/Cãr-e => ني/قار ـ ي => نِ قَرِ. ألنون مع صوت علتها هي عنصر نفي. وجذر (قر) جذر الكلام والحياة وهكذا يأتي بمعنى (يقتل). قد يلتقي اللفظ بجذر (قر) جذر الماء والقعر أيضاً، ويكون التفكيك كالتالي: N/Ecãr-e => ن/ ققاري => ن ققَرِ. ألنون هنا أداة تعريف من زمرة الراء. و(قر) جذر الماء وأيضاً جذر (القعر). أشتق من الجذر بالطريقة رقم (6) ـ أنظر المختزل ـ بإضافة صوت من زمرة القاف إلى أول الجذر (قر => ققر). وهنا يأتي بمعنى (يغرق). ألياء الأخير صوت علة.
وتفكيك اللفظ الفرنسي (noyer => No-i/Jer => نوِ/ يير => نُ ققر). ألنون أداة تعريف من زمرة الراء. و جذر (قر Er) جذر الماء وأشتق منه بإضافة صوت من زمرة القاف إلى أوله حسب القاعدة رقم (6): (قر => ققر = Er => yer).

إذن لا يمكن فهم موضوع التغيير في اللغة بشكل واضح وسليم إلا على ضوء علم الألمنتك. لقد أوفيت الموضوعات  شرحاً، وللناقد والمتتبع يمكنه معرفة ذلك. ويمكن إدراك التطور والتغيرات إن فيما يخص الدال أو المدلول واللفظ المركب من خلال التالي:
ـ أصل اللفظ نقطة الإنطلاق لمعرفة المسيرة التاريخية له.
ـ قاعدة الحياد.
ـ قانون الإستحداث والضمور.
ـ ألخطوات العشرة لتجلي الفكر البشري وتطوره.
ـ ألعامل الإجتماعي والتاريخي.
سبق أن أعطيت مثالاً لفظ (ملحد atheist) التي كانت تعني (مؤمن). أليوم نأخذ لفظ (هرطقة). في حقيقة الأمر أن (هرطقة Heresy) في ذاتها كلمة إيجابية وتعني (التفلسف) كما نقول اليوم. فقد كان الكهنوت يمنع الناس من الفهم والتفكير وكان يريدهم قطيعاً مطيعاً !! بعد تفكيكها نحصل على أداة التعريف (هـ H) الرافدينية المرحلة الأم. وجذر الكلام والنقاش والفكر (قرEr) ويصاحبه في بعض الأشكال جذر (قتEs) الذي يأتي كجذر الكينونة.
نفكك اللفظ اللاتيني والإنكليزي ونقرأ البقية على عجالى.
Heresi اللاتيني = H/Er/Es-i => هـ/قر/إثِ = (مناقشة يوجد). ألهاء أداة تعريف. (قر) جذر الكلام والمناقشة والرأي إلخ و (إث) جذر الكينونة، و(الكسرة) صوت علة.
Heresy إنكليزية = H/Er/Es-i-j => هـ/قر/ إثِع => (يوجد مناقشة). ألهاء أداة تعريف. (قر) جذر الكلام والنقاش. (إث) جذر الكينونة وأغلق بصوت من زمرة القاف. (إثِع = يوجد).
Ketterij = هولندية = Ket-t/Er-i-j => قِت ـ ت / قرِع. قدم جذر الكينونة (قت = إث) = (يوجد نقاش).
Eresia = إيطالية = قدم جذر المناقشة على جذر الكينونة = Er/Es-i-a => قر إثِيا = مناقشة يوجد.
Hérésie = فرنسية = H/Ér/És-i-e => هـ/قر/ إثِي = مناقشة يوجد.
aíresi̱ = يونانية = Aír/Es-i̱ => قِر/إثِ => مناقشة يوجد.
Herejía = إسبانية =  H/Er-e-j-í-a=> هـ / قر ـ ِ ـ ق ـ ي ـ  آ => هـ قرِقيا. وهو إشتقاق من جذر (قر) فقط ولم يصاحبه جذر الكينونة.
Kätteri = سويدية = Kät-t/Er-i => قات ـ ت/ قرِ => قَتت قرِ = (يوجد نقاش ، رأي). إلخ

لنضرب مثالاً آخر في تغير المدلول عبر الزمن.
جذر (حب) (love => L/Ov-e => ل/قف ـ ء => ل قبق. أللام أداة تعريف رافدينية المرحلة الأم.  واللاتيني (diliges) (amor) والفرنسي (amour) والألماني (liebe) والإيطالي (amore) و (affetto) (إيتو = سريانية بغديده هي أجلس، أي للجلوس) والهولندية (liefde) و (minnen) والآيسلندية (elska) والدانماركية والنرويجية (elsker) واليونانية (agápi̱) وفي الهندية (Pyāra) و التركية (sevgi) والأرمنية (ser) لهذا تلتقي (love) مع (zero) لأن (قر er) تعني القاع (قر) وهو صفر بالرافدينية بالكشل العربي (صُفِر => ت قب قر) (قب = قر = [ق ر]، أنظر لفظ (قبر = قب قر) هي نفسها بدون أداة التعريف السريانية تاء . والفلندية (lempi) والروسية (lyubit) والمقدونية (cakam) والعبرية (אַהֲבָה) والسرياني طبعاً (حبا) و (خبا) إلخ.


هذه الأشكال جميعها من جذر (قب) من زمرتين [ق ر]:
(حب) = (خب) = (הֲבָ) =am) = (il) = (eb) = (af) = (ef) = (in) = (el) = (gáp) = (yār) = (ev) = (er) = (em) = (ub).
طبعاً قاموسياً هنالك كلمات أخرى تعني (حب)  لكن من جذر مختلف مثل (عشق) و (إحترام) وغيرها. وأشتق من الجذر قب جذر الحب => قبق.): هذا الجذر في حقيقة الأمر تسامى في معناه (مدلوله) ونقبله الآن، وفي حقيقة الأمر أنه بدأ كمدلول جنسي حسي مباشر. لو قلت لمحترمة الآن (أحبكِ) ستبتسم وتفرح، حتى إذا لم ترغب بك، وستغمرها السعادة لو كانت راغبة بك. وإن قلت لها ذلك بطريقة أخرى: (أنكحكِ) لضربتك "بالشلوت". وفي حقيقة الأمر لغوياً ـ ألمنتيكياً ـ كلا اللفظين هما واحد، أو كانا واحداً، ذواتا مدلولين يشيران إلى العملية الجنسية المباشرة ! إذن عبر الزمن تسامى مدلول الجذر (حب = قب) ـ منه تأتي لفظ إختصاب (rape = R/Ap-e => ر/ قبق أو= ر قبِ) ـ وأصبح مستساغاً أكثر. ونرى الجذر (نكح = ن/ قح) وقح هو جذر الملامسة والإتصال، وأيضاً هو نفسه (قع) جذر السقوط والمضاجعة. ألحاء تظهر في زمرتين حسب الألمنتك في الراء والقاف فجذر (قب) و (قح) من زمرتين [ق ر]. وإذا حاء من زمرة القاف يقبل (قح) منطقياً تحول (قع) من زمرتين [ق ق] جذر السقوط والمضاجعة.
هذه الظواهر في التغيير يمكن أن ندرسها على ضوء علم الألمنتك وليس الأمثلة الخاطئة التي باتت غير مجدية التي يطرحها سوسير وأمثاله من غير أن يعرف أصلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !