كنا في صبانا في بلدتنا الصغيرة (كبرت الآن وصارت مدينة لا بأس بها) نلجأ إلي تقطيع الوقت الطويل جدا فقد كان اليوم في هذا الزمن يبلغ طوله حوالي 48 ساعة أو 96 ساعة من ساعات اليوم الحالي وكانت الأحداث رتيبة بطيئة لكنها جميلة والألعاب بريئة إلا ألعابنا التي سأحكي واحدة منها......كان اليوم يبدأ في الصباح الباكر بعد أو قبل صلاة الفجر برحلة لصيد السمك بالسنارة (الشص) باللغة العربية الفصحي القديمة وكان البعض منا يذهب بلا (مخلاة)...بمعني (مقطف)... أو كيس من القماش ليجمع فيه السمك (ستعرفون لماذا يتعمد الذهاب بلا كيس) فيتفق مع زميل ليضع سمكه مع سمك زميله ولكي يتميز سمكه عن سمك صاحب الكيس يتفق معه علي قطع ذيل كل سمكة يصطادها تخصه حني يمكن فصل السمك .......كان صاحب السمك مقطوع الذيل يعمد إلي بعض سمك صاحبه ليقطع ذيله خلسة دون أن يراه زميله فيضيف إلي صيده بعضا من سمك الزميل......وعند شروق الشمس نعود إلي بلدتنا بعد الإرهاق لطول الرحلة لعدة كيلومترات وبينما نحن عائدين تري الفلاحين يركبون حميرهم ذاهبين إلي المزارع لممارسة أعمالهم .....كانت بردعة الحمار.... التي يصنعها (البرادعي)......وهي عبارة عن (الجاكيت أو القميص أو السرج) أو سمه ماشئت له حزام خلف رجلي الحمار الخلفيتين .... كان من ألعابنا المفضلة أن نعلق حجرا في سلك بطول 37 سنتيمتر ثم يشغل بعضنا راكب الحمار بالحديث ويعلق واحد منا هذا الحجر في الحزام الخلفي للسيد الحمار فيضرب الحجر ركبتي الحمار أثناء السير فيرتبك الحمار ويقمص ويلقي براكبه أرضا .......ونحن نضحك
التعليقات (0)