......... والبادي أظلم

......... والبادي أظلم

تكاد تجتمع الاعراف الدولية والسماوية حول مسألة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم والقصاص من الجاني ردعا له وحقنا للدماء ومنعا لانتشار الفتن وعشوائية القتل.. والحديث طبعا عن غزوة الارهاب التي راح ضحيتها قبل ايام تسعة اسرائيليين والعديد من الاصابات والجرحى.. اضافة الى مقتل عدد من المجندين المصريين.. والحق أقول لكم ولا شيء غير الحق إننا لم نعلم شيئا من أمر المجندين المصريين وان منهم من بين القتلى الا بعد الاعلان عن ذلك رسميا في وسائل الاعلام المصرية.. فالحال ان قواتنا كانت ترد على النار بالنار وتستهدف مصادر النيران، بصرف النظر فيما اذا كان المهاجمون يتنكرون بزي عسكري او هم جنود او غير ذلك..

بالفعل كنا على علم مسبق بأمر هؤلاء الغربان وانهم يخططون لغزوة ليلية لكننا لم نعلم بانهم قرروا مباغتتنا في وضح النهار فحصل ما حصل وتداركنا الامر فطاردنا بعض الخفافيش ميدانيا ثم استدركنا فباغتنا من تبقى في عقر داره فكنا على موعد معهم في غزوة مسائية.. فقد جهل علينا هؤلاء القوم وجهلنا فوق جهلهم ، غزوة بغزوة والبادي اظلم.. اليس الشر بالشر والانف بالانف والجروح قصاص....

على اننا استشعرنا في الغداة ان الامور في مصر أخذت تنحو منحى آخر.. جموع من المتظاهرين والمشيعين تدعو الى الثأر من اسرائيل والى قطع العلاقات الفاترة اصلا مع اسرائيل.. ودعوات محمومة لالغاء معاهدة السلام ونبش اتفاقات كامب ديفيد وفتح ملفات عتيقة ومطالبة اسرائيل بالاعتذار عن اعمالها (العدوانية) و (انتهاكاتها) للحدود المصرية.. واصوات مسعورة تطالب بطرد السفير الاسرائيلي من المحروسة.. فما الداعي الى كل هذه الجلبة.. وما ضرورة محاصرة السفارة الاسرائيلية وافلام سبايدرمان لنزع العلم الاسرائيلي عن مبنى السفارة الاسرائيلية..

وكأن اسرائيل هي المبادرة الى العدوان.. وكأنها هي التي انتهكت الحدود المصرية.. وكأننا لم نتعرض لهجوم غادر ودموي.. وكأن هؤلاء الجبناء الذين اعترضوا حافلة اسرائيلية وأمطروها بوابل من الرصاص وأطلقوا الصواريخ على الآمنين لم ينتهكوا السيادة الاسرائيلية وكأنهم لم يستبيحوا دماء الاسرائيليين وكأن الدماء الاسرائيلية لم تراق هدرا وغدرا في عز الظهيرة وكأن دماءهم دماء ودماءنا ماء فلا يذكرون ولا يتذكرون الا قتلاهم.. وكأن قتلاهم شهداء في الجنة مع الانبياء والقديسين والابرار وقتلانا في جهنم وبئس المصير...

وكأن سيناء لم تتحول الى بؤرة للارهاب وووكر للتطرف ومأوى للفارين من السجون من طينة هؤلاء الذين يعتقدون بان خير البرّ قتل ما امكن من الصهاينة الغاصبين يستعجلونه للارتقاء الى جنات علا تجري من فوقها وتحتها الانهار والحوريات..

وكأن غزة لا تصدّر اسرابا من المجاهدين لنصرة (اخوانهم) في سيناء.. وكأن هذه الكائنات القادمة من غياهب الماضي ومجاهل التاريخ لا تكفّر أحدا.. ولم تنقض على شرطة العريش لتنهش لحومهم... وكأن هذه المخلوقات السلفية لا تعيث افسادا وافتاءً وتكفيرا وتخوينا.. وكأن فتح معبر رفح لم يفتح الباب لقوافل المجاهدين الغزيين الى صحراء التيه.. وكأن هذه النوعيات المسالمة لا تستغل انشغال المصريين في حقبة ما بعد الثورة ولا تسعى في الارض الا لامر بمعروف او نهي عن منكر.. وكأنها لا تنشغل بالتخطيط للغارات والثارات والغزوات.. وكأن هذه الموريات لا تنتظر اشارة للانقضاض على اعداء الله والأمة ..

وكأن الاسد وايران وحزب الله بتوع المقاومة والممانعة لا يتضرعون ويتضورون جوعا لاشعال الجبهة الغزية والمصرية لصرف الانظار عن مجازرهم المروعة في سوريا.. وكأن حزب الله الذي كشر عن انيابه باصطفافه مع آل الاسد وضاقت به الدنيا بما رحبت امام الضغط الشعبي ومطالب المحكمة الدولية وبات مستقبل المقاومة والصمود على كف عفريت وكأنه لا يبحث عن طوق نجاة في غزة وسيناء... وكأن ورقة العدو الصهيوني ليست هي الضامن الوحيد لبقاءه على قيد الحياة.... وكأن الاسد ليس مستعدا لابادة نصف شعبه والتضحية بكامل الشعب الفلسطيني ليبقى في الحكم... وكأن ايران لا تحارب من اجل تحرير فلسطين حتى آخر قطرة دم فلسطينية !! وكأن هؤلاء لا يتورعون عن حرق اسرائيل وفلسطين ومصر حفاظا على جذوة المقاومة !!

طيب ما دامت كل هذه الامور معروفة.. وما دمنا نلوك ونجتر معلومات يعرفها الصغير قبل الكبير.. وطالما نحن نتلقى التهديدات والوعيد على نحو يومي على صفحة مدونتنا... وبما ان اعداءنا يجهرون بنواياهم.. واذا كنا نعلم اننا تلقينا ونتلقى رسائل تهديد صريحة من المثلث الذهبي، العضعاض الحمساوي والعضعاض المصري والعضعاض الوهابي، سواء على صفحة مدونتنا او على صفحات مدوناتهم ، وقد أبلغناهم بانهم لو جهلوا علينا سنجهل فوق جهل الجاهلينا.. وبترجمة الى لغتهم: عضعاض لا تعضعض علينا..الخ..

طيب ما دمنا نعلم كل هذه الامور التي لا تخفى على احد.. وما دمنا نحن الطرف الذي أعتدي عليه.. وما دام البادي بالشر والمكر أظلم وعليه ان يتحمل تبعات شرّه وشرارته ... اذن لماذا كل هذه الجلبة ؟؟ ولماذا دق طبول الحرب ؟؟ ولماذا هذه الافتراءات الممجوجة وكأن اسرائيل تمارس نشاطا سريا في سيناء وتهدف الى ايصال رسائل لمصر وتريد اختبار رد الفعل المصري .... ايه الكلام البايخ ده ؟؟!