يبدو الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس كـ (بطة عرجاء) وهو تعبير اصطلاحي يوصف به اللاهث وراء المفاوضات وهو وحيدا، دون اجماع وطني او حتي تأييد من حركته.وإذا كانت نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إحدى أهم المؤشرات الدالة على هذا الدخول المبكر في طور حياة (البطة العرجاء الرئاسية)، يبدو أنه من الصعوبة على عباس إيجاد "عكاز" له بعدما اكتشف أن ذراعه اليمين ورجله المصنوع أمريكيا محمد دحلان بات يخطط للانقلاب عليه.يشرب من نفس الكأسالكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى ، أن دحلان يلعب الآن نفس الدور الذي لعبه عباس مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ونجح فيه، موضحا أن الصورة الحالية هو مشهد متكرر منذ يوم عرفات. ويشير الصواف في مقال له، إلى أنه من الصعب الآن على عباس التخلص من دحلان، لذا فهو سيسعى بقوة لاسترضاء واشنطن للوقوف بجانبه ضد مخططات دحلان.واستطرد :" في نفس الوقت نسي عباس أنه سيشرب من نفس الكأس الذي سقاه لياسر عرفات، لأن أمريكا لا صديق لها إلا من ينفذ مخططاتها ويحقق مصالحها".وأقر نبيل عمرو، الذي شغل منصب سفير سلطة فتح في القاهرة وأنهى مهامه إثر خلاف مع عباس، بحالة الترهل ومسيرة الفشل التي تصاحب حركة "فتح" في الآونة الأخيرة، موضحا أنه بات يخجل من ذكر إنجازات الحركة.وكشفت صحيفة القدس العربي أن عباس يعتزم إجراء تغييرات جوهرية تشمل إقالة بعض المسئولين الكبار بسبب استغلال مناصبهم لمصالحهم الشخصية، مؤكدة وجود فساد مالي وسياسي وأمني كبير داخل أروقة سلطة فتح بالضفة الغربية المحتلة.فشل سياسيوفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي مؤمن بسيسو :"هناك فساد سياسي وأمني كبير في سلطة فتح، وعباس لن يستطيع محاسبتهم لأنهم شخصيات متنفذة في السلطة بشكل أكبر من عباس"، موضحاً أن هناك بعض أكباش الفداء الذين سيتم التركيز عليهم الفترة المقبلة.وأكد بسيسو لـ"الرسالة نت" أن اعتزام عباس اجراء تغييرات في هرم السلطة خطوة شكلية، تهدف إلى التغطية على الفشل السياسي والوطني الذي ترزح فيه سلطة فتح، معتبرا أنها محاولات تجميلية لوجه السلطة "البشع".في حين يرى المحلل السياسي شاكر الجوهري أن عباس فقد غطاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي كان يتغنى بها دائما.وقال الجوهري :" عباس نفسه بات يدرك أن قوته تكمن في ضعفه، لذا فهو يهدد في تصريحات علنية بحل السلطة .. "، معتبرا أن هذا التهديد ينطلق من ادراك عباس مدى حاجة (اسرائيل) للتوصل إلى اتفاق مع شخصه وحده.ويجدر الإشارة إلى أن فترة محمود عباس كرئيس للسلطة قد انتهت بتاريخ 9/1/2009، بالإضافة إلى أن ولاية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والمجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين قد انتهت اعتباراً من شباط/ فبراير 1990 الماضي.وإذا كان عباس قد اعتاد تسديد فاتورة مفتوحة ومستحقة دائماً للولايات المتحدة و(إسرائيل) من الحساب الفلسطيني منذ اتفاقية أوسلو 1993، فإنه من الصعوبة التيقن إذا ما كان سيتمكن من دفع فاتورة أخرى على الحساب الفلسطيني، إلا إذا كانت هذه الفاتورة هي الفاتورة الأخيرة في حياته فشعبنا لن يقبل التنازل عن حقوقه وهو صامت-حسب ما يرى المحللون. موضوع منقول
التعليقات (0)