... انقل ما كتب ... زيد أحمد
مع دق طبول الشتاء في الثامن والعشرين من تشرين الثاني لعام 1989 علت صرخات المولود الجديد التي مزجت بالمعاناة منذ لحظة الولادة ليخرج ذلك الوليد وهو انا من رحم امي الي رحم اخر وهو رحم الحياة او بالاحرى كابوس الحياة ,فقد ولدت في قرية لم يعرف اهلها اي معنى من معاني الاخوة والسعادة ,تربيت بين اناس كتب علي ان اعيش بينهم ولقد عشت وخرجت من بحر الجهل غير مبلل فقد كان اخاكم مجبر لا بطل حيث ان الظروف اجبرتني على ان اكون ليس كغيري ولم اعرف ما هي براءة الطفولة الا عن طريق الكتب التي شاءت الاقدار ان تكون محض اهتماماتي لسببب لم اعرفه حتى الان ,عرفت بالذكاء منذ صغري وهذا راي من عرفني لا رايي فقد كنت شيئا من ما يستعيذ به الناس منذ نعومة اظفاري مع ان اظفاري لم تكن بالناعمة بسبب الواقع الذي حولي ولا اريد التطرق الى التفاصيل اجبرني على ان يكون لي مخالب لا اظفار ولكن رغم ذلك كان هناك حلم اخر يراودني حيث انا احب ان اكون استقلاليا متميزا عن غيري متمسكا برايي ولو كان الكل ضدي والكل يعتبرني الاستثناء ,كانت حياتي متناقضة جدا فيوم في رغد وبحبوحة ويوم في ماساة وضيق من العيش يوم يرضى عني ابواي كثيرا كاني ملاكا بين ايديهم واخر ينزل علي سخط من السماء وتكاد الارض تبتلعني من غضب والدي علي وكل هذه التناقضات ولدت في داخلي حبا للتغيير والتحدي وما زال التحدي قائما الى هذه الحظة
ومع الايام بدات عضلات جسمي بالنمو ولكن عضلات اللسان كان لها النصيب الاكبر اذ ان لساني بسبع شعاب كما يقول الاخرون .بدات حياتي الدراسية بالتدريج فلم ادخل روضة في حياتي سوى شهرا واحدا عجزت فيه المعلمة ولم افلح ودخلت المدرسة وكنت الوحيد بين اقراني لا اعرف القراءة والكتابة ولكني كنت احفظ الكتب غيبا معتمدا على الصور لا على القراءة ومرت الايام وبدات اتعلم الحروف الهجائية شيئا فشيئا وبعد بضع سنين بدا نجمي بالسطوع واصبحت ممن يشار اليهم بالبنان من طلبة المدرسة .وفي كل عام كان لي اهتماما خاصا يختلف عن العام الذي سلفه فحفظت الشعر تارة وقرات القصص تارة اخرى وستطاعت يداي اتقان سبعة من انواع الخط العربي ولكن في اخر سنواتي الدراسية بدات اخوض في العلوم التطبيقية وابتعد عن العلوم الانسانية .فكان لي باعا طويلا في الرياضيات والفيزياء ولم اطق الاحياء في يوم من الايام .انهيت دراستي الثانوية في الفرع العلمي وكان مما يدور في راسي كل الا الطب ولاسباب لا مجال لذكرها رمى بي الزمن في ما كنت استعيذ منه الا وهو ميكانيكا النفس البشرية التي ادور على دولابها في هذه اللحظات العجاف وللحديث بقية فقد غلبني النعاس ... لكن زيد اليوم ... اين هو؟
احترامتي
التعليقات (0)